اليمن... تفشي جديد للأوبئة وسط اتهامات بعرقلة حملات التطعيم

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين شمال اليمن، موجة تفشٍ جديدة للأوبئة وسط تدهور متصاعد في القطاع الصحي وتحذيرات من كارثة إنسانية يمكن الوقاية منها.

اليمن ـ تعمل منع حملات التحصين الدورية والطارئة وعرقلة تنفيذها على خلق بيئة مثالية لانتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا وحمى الضنك والدفتيريا بين السكان في اليمن لا سيما الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بها.

كشفت إحصائية حديثة صادرة عن تقرير مشترك لمجموعة الصحة (Health Cluster) ومنظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء الخامس من آب/أغسطس، عن تسجيل قرابة 12ألف حالة إصابة بحمى الضنك والسعال الديكي والدفتيريا، إلى جانب أكثر من 20 حالة وفاة مرتبطة بهذه الأوبئة، وذلك منذ مطلع العام الجاري وحتى منتصف تموز/يوليو الماضي.

 

21 حالة وفاة

ووفق التقرير فإن وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، أبلغت عن 11.849 حالة اشتباه بهذه الأمراض الثلاثة، بينها 21 حالة وفاة، وتصدرت حمى الضنك قائمة الإصابات بـ 7.554حالة اشتباه، منها 59 حالة مؤكدة مخبرياً و5 وفيات، كما تصدّرت مدن الحديدة، وحجة، وريمة قائمة المناطق المتأثرة، خاصة مديريات الحوك، والحالي، والميناء في الحديدة.

أما السعال الديكي فقد سجلت 3.797 حالة اشتباه رافقها 4 وفيات وكان أكبر عدد من الإصابات في مدن صعدة والبيضاء والحديدة، خاصة في مديريات حيدان وسحار بصعدة، والمطمة في الجوف.

وفي ما يتعلق بالدفتيريا، أفاد التقرير بتسجيل 498 حالة اشتباه بينها 12 وفاة، بنسبة إماتة بلغت 2.4% وجاءت مدن إب والحديدة وحجة على رأس المناطق الأكثر تضرراً، فيما توزعت الإصابات الأشد في مديريات يريم (الضالع)، ودمت (إب)، والحالي (الحديدة).

 

عرقلة حملات التطعيم

ويُحمل التقرير المجتمع الدولي مسؤولية الاستجابة المحدودة، لكنه يوجّه انتقاداً مباشراً للحوثيين بسبب استمرارها في عرقلة تنفيذ حملات التطعيم ضد هذه الأوبئة، رغم توفر اللقاحات من قِبل المنظمات الدولية.

وتتهم تقارير أممية الحوثيين بترويج نظريات مؤامرة حول اللقاحات، واعتبارها "غير مأمونة" أو "جزءاً من مخطط صهيوني - أمريكي" ما يفاقم من خطر انتشار الأمراض المعدية التي يمكن احتواؤها بوسائل بسيطة وفعّالة.

ويشير خبراء صحة إلى أن منع حملات التحصين الدورية والطارئة يخلق بيئة مثالية لعودة أمراض كانت قد اختفت أو أصبحت نادرة، ويجعل الأطفال والفئات الهشة في هذه المناطق عرضة لمخاطر متزايدة.

ووسط هذه الظروف، تتزايد المطالبات بضرورة ضغط دولي أكبر لإجبار سلطات الأمر الواقع على السماح بإجراء حملات تطعيم عاجلة، وإنقاذ آلاف الأرواح المهددة بسبب ما وصفه التقرير بـ "اللامبالاة الصحية والسياسية".