"جلدا على عظم" الأمم المتحدة تحذر من خطر الموت جوعاً في الخرطوم

حذرت الأمم المتحدة من تصاعد أزمة الجوع في السودان، مؤكداً أن أطفال الخرطوم يعانون من سوء التغذية الحاد، وأن آلاف الأسر المحاصرة في الفاشر مهددة بالموت جوعاً.

مركز الأخبار ـ تشهد السودان أزمة إنسانية متفاقمة، حيث بدأت المجاعة تنتشر بشكل مقلق بين السكان نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية واستمرار النزاع، وباتت آلاف الأسر تعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية وانعدام الأمن.

أفادت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء الخامس من آب/أغسطس، أن الأطفال في الخرطوم جياع إلى مستوى بلغ أن بعضهم أصبح "جلدا على عظم" نتيجة سوء التغذية الحاد، مؤكدةً أن آلاف العائلات المحاصرة في مدينة الفاشر غرب السودان تواجه خطر الموت جوعاً.

وتسبب النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023 بمقتل عشرات الآلاف من السكان وتشريد الملايين، إضافة إلى تفاقم معاناة السكان جراء أزمة سوء التغذية لا سيما في ولاية الخرطوم.

ووصف ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" الأزمة الإنسانية في السودان بأنها الأسوأ عالمياً حيث يعاني فيها نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وفي ولاية شمال دارفور خصوصاً مدينة الفاشر المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع، يواجه الآلاف من السكان المجاعة الوشيكة وفقاً لتقارير برنامج الأغذية العالمي.

وأفاد المدير الإقليمي للبرنامج، أن القدرة على التحمل الحصار في الفاشر انهارت تماماً بعد أكثر من عامين من النزاع والتي ستزهق الأرواح إذا لم تتحقق إمدادات فورية ومستدامة.

وتعتبر مدينة الفاشر هي العاصمة الوحيدة في دارفور لخاضعة لسيطرة الجيش السوداني، والتي فرضت عليها قوات الدعم السريع حصاراً منذ أيار/مايو 2024 مما تسبب بارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل غير مسبوق داخل المدينة، وأصبحت الأسواق شبه خالية من السلع وأغلقت معظم المطابخ المجتمعية أبوابها، بينما أعلنت المجاعة قبل عام في مخيمات النازحين المحيطة بالمدينة.

 

ارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال

ونتيجة غياب البيانات الموثوقة، لم يصدر أي بيان رسمي عن المجاعة داخل الفاشر، إلا أن الأمم المتحدة توقعت انتشار المجاعة هناك قبل أيار/مايو الماضي، ونتيجة المجاعة أجبرت بعض الأسر لاستهلاك الأعلاف أو النفايات للبقاء على قيد الحياة، بينما ارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال إلى مستويات مقلقة.

ويواجه قرابة 40% من الأطفال في السودان دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، من بينهم 11% مصابون بنقص التغذية الشديد وذلك بحسب بيانات برنامج الأغذية العالمي.

ووفقاً للخبير المستقل في الأمم المتحدة، فإن حقوق الإنسان في السودان تشهد تدهوراً مقلقاً، وسط اتهامات لكل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين عشوائيا ومنع وصول المساعدات، مؤكداً أن الأطفال يموتون من الجوع والمرض وأحياناً من العنف المباشر.