خلال خمسة عقود... حرية الصحافة تتراجع في 43 دولة حول العالم

في تقرير مرجعي جديد، كشف مركز "إنترناشونال أيديا" للدراسات عن تراجع غير مسبوق في حرية الصحافة على مستوى العالم خلال الخمسين عاماً الأخيرة.

مركز الأخبار ـ شمل التقرير 43 دولة بينها 30 دولة في أفريقيا وأوروبا، ويعود هذا التراجع إلى تدخلات حكومية صارمة، وانتشار التضليل الإعلامي، وغياب وسائل إعلام محلية مستقلة.

أصدر مركز "إنترناشونال أيديا" للدراسات، ومقره ستوكهولم، اليوم الخميس 11 من أيلول/سبتمبر، تقريراً مرجعياً جديداً حول حالة الديمقراطية العالمية، كشف فيه عن تراجع غير مسبوق في حرية الصحافة خلال العقود الخمسة الماضية، مسجلة أدنى مستوى لها منذ عقود، في مؤشر مقلق يعكس هشاشة الحريات الإعلامية وتراجع   الديمقراطية.

وأكد المركز أن أكثر من نصف العالم 54% شهدت بين عامي 2019 ـ 2024 تراجعاً في خمسة مؤشرات رئيسية للديمقراطية، جاء في مقدمتها الانخفاض الملحوظ في حرية الإعلام.

وأشار التقرير إلى أن التراجع شمل 43 دولة في مختلف القارات، بينها 30 دولة في أفريقيا و أوربا، وذلك نتيجة خليط من تدخلات حكومية قوية وتأثير التضليل الإعلامي فضلاً عن غياب وسائل الإعلام المحلية التي تدعم النقاش الديمقراطي.

وأظهر التقرير أن أفغانستان وبوركينا فاسو وبورما كانت من بين الدول التي شهدت أكبر التراجعات في مؤشرات الديمقراطية لاسيما في حرية الصحافة، كما سجلت كوريا الجنوبية انخفاضاً ملحوظاً في هذا المجال، نتيجة لمحاكمات بتهم التشهير ومداهمات استهدفت منازل صحفيين.

وأعرب المركز عن قلقه إزاء بعض التطورات التي رافقت الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة خلال العام الجاري، محذراً من تأثيراتها المحتملة على المشهد الديمقراطي العالمي.

وأشار التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال مستمرة في استهداف وسائل الإعلام والصحفيين بشكل مباشر أثناء تغطية الحرب المستمرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس.

ورغم شمول التقرير لتراجع حرية الصحافة في عدد كبير من الدول، إلا أنه لم يسلط الضوء على الانتهاكات المباشرة التي تطال الصحفيين وعلى رأسها تركيا، التي لا تزال مستمرة بانتهاك حرية الصحافة داخل أراضيها وفي دول الجوار بما فيها سوريا، فقد شنت حملات قمعية واسعة ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية المستقلة، شملت إغلاق مؤسسات إعلامية واعتقالات تعسفية، ومحاكمات بتهم تتعلق بـ"الإرهاب"، إلى جانب التهديدات والمراقبة المستمرة لوسائل الإعلام، ما دفع العديد من الصحفيين إلى مغادرة البلاد بحثاً عن بيئة أكثر أماناً لممارسة مهنتهم.

وكانت منظمات دولية مثل "مراسلون بلا حدود" و"هيومن رايتس ووتش" قد أدانت هذه الانتهاكات، فيما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق، مطالبة باحترام حقوق الصحفيين وضمان أمانهم أثناء ممارسة مهامهم.