حملة " الثلاثاء لا للإعدام" تتواصل للأسبوع الـ 90 في 52 سجناً إيرانياً

شهد الأسبوع التسعين من حملة "الثلاثاء لا للإعدام" مشاركة واسعة في 52 سجناً من مختلف أنحاء إيران، حيث عبّر السجناء عن احتجاجهم من خلال الإضراب عن الطعام.

مركز الأخبار ـ رغم تصاعد القمع داخل السجون الإيرانية، يواصل السجناء والسجينات السياسيون مقاومتهم لسياسة الإعدام، مؤكدين عزمهم على تحويل السجون إلى ميادين نضال ضد الظلم والانتهاكات.

تستمر حملة "الثلاثاء لا للإعدام" في أسبوعها التسعين بحضور ودعم السجناء في 52 سجناً في جميع أنحاء إيران، وفي بيان صادر اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر/تشرين الأول، أكد المشاركون أن هذه الحركة الاحتجاجية ستستمر حتى تحقيق "إيران بلا عقوبة الإعدام".

وجاء في البيان "نتقدم بجزيل الشكر لجميع المواطنين الأحرار والشجعان الذين شاركوا في الحملة الواسعة لليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، ورفعوا أصواتهم في جميع أنحاء إيران ضد هذه العقوبة، هذا الحضور الحماسي، والدعم الراسخ والرفقة الدائمة منحونا قوة ودعماً لا مثيل لهما لمواصلة طريقنا نحو إيران خالية من عقوبة الإعدام، تظل حملة "الثلاثاء لا للإعدام" بحاجة إلى هذا الدعم حتى يصل صوت العدالة والإنسانية من الوصول إلى آذان الضمائر المستيقظة والمجتمع الدولي بصوت أعلى وأقوى يوماً بعد يوم".

وأكد البيان أن "مع تزايد الضغوط والظروف اللاإنسانية في سجون البلاد، شهدنا نقل سجينات سياسيات وأيديولوجيات من سجن قرتشك إلى سجن إيفين، عقب موت زميلتهن في الزنزانة، سمية رشيدي، بشكل مفجع، وبعد الاحتجاجات الواسعة على الظروف اللاإنسانية في سجن قرتشك، يُحرمن الآن من أبسط وسائل الراحة والتدفئة في سجن إيفين، ويعشن في ظروف بالغة الصعوبة، هذه الظروف اللاإنسانية، التي لا تقتصر على سجن إيفين، تُعد دليلاً إضافياً على تعذيب السجناء والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".

وإشار البيان إلى أنه "رغم إطلاق سراح هؤلاء السجينات من جحيم قرتشك، لا تزال مئات السجينات، بمن فيهن المحكومات بالإعدام، محتجزات في هذا المركز للتعذيب، يجب إغلاق هذا السجن، كغيره من السجون الجهنمية، ومحاكمة مسؤوليه بتهمة انتهاك حقوق الإنسان".

وأوضح البيان أن "استمراراً لسلسلة الأحكام القاسية، صدر قبل أيام حكم بالإعدام بحق إحسان فريدي، السجين السياسي والطالب في سجن تبريز. هذا القرار، الذي يخلو من الإجراءات القانونية السليمة، يهدف إلى ترهيب الشباب والطلاب وبث الرعب في نفوسهم، وهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكرامته، ويستوجب إدانة شديدة، وفي إطار سياسة الترهيب المستمرة بحق المجتمع، صدرت أيضاً أحكام بالإعدام ضد ثلاثة سجناء رأي، وهم نسيمة إسلام زاي، وأرسلان شيخي (زوجها)، وأمانج كارفانجي، تعكس هذه الأحكام الظلم الذي يمارسه النظام القضائي الاستبدادي، وتشجعنا على الاستمرار في رفع صوتنا للاحتجاج على موجة الإعدامات الوحشية الواسعة النطاق."

ولفت البيان إلى أنه "في ظل هذه الظروف، وتزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، أعرب السجناء المشاركون في حملة "الثلاثاء لا للإعدام" في سجن قزل الهزار عن رفضهم لهذه الأحكام القاسية واللاإنسانية من خلال ترديد شعارات ضد عقوبة الإعدام، وفي موجة الإعدامات الأخيرة، وخاصةً في سجن قزل الهزار يوم الاثنين 13 تشرين الأول، وبعد نقل عدد من السجناء من الوحدة الثانية إلى الحبس الانفرادي لتنفيذ حكم الإعدام، نظم سجناء هذه الوحدة - الذين يزيد عددهم عن 1500 محكوم بالإعدام - اعتصاماً، وأعادوا طعام السجن، وطالبوا بعودة زملائهم السجناء، ندعو بقية السجناء إلى معارضة إعدام زملائهم، كما فعل سجناء قزل الهزار، وندعو معارضي الإعدام خارج السجن إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية لوقف آلة الإعدام وعدم ترك عائلات المحكومين بالإعدام وحدها".

وأكد بيان السجناء أن التقارير الواردة من مختلف السجون تشير إلى أنه خلال أول 20 يوماً من الشهر الحالي، تم إعدام 162 سجيناً، بينما تجاوز عدد الذين أعدموا خلال 6 أشهر و20 يوماً الماضية من العام الحالي، أكثر من 1000 شخص. هذه الأرقام الصادمة جرحاً عميقاً في ضمير المجتمع الإيراني والعالمي، وتتطلب تحركاً عالمياً عاجلاً وجاداً لوقف هذا المسار الإجرامي.

وفي الأسبوع التسعين من استمرار حملة "الثلاثاء لا للإعدام"، أعلن المعتقلون في 52 سجناً أضرابهم عن الطعام، وتشمل السجون المشاركة: سجن إيفين، قزل الهزار (الوحدتان 3 و4)، مركزي كرج، فرديس كرج، طهران الكبرى، قرتشك، خورين فارامين، آهر، أراك، لنغرود قم، خرم آباد، ياسوج، أسد آباد أصفهان، دستجرد أصفهان، شيبان الأهواز، وغيرها الكثير من السجون المشاركة.