غزة... مجاعة قاتلة وانهيار صحي وتفشي لمتلازمة "غيلان باريه" بين الأطفال
تشهد غزة كارثة إنسانية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، حيث تتزايد أعداد الوفيات بشكل غير مسبوق وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والخدمات الأساسية، في الوقت الذي رصد فيه الأطباء تفشياً مقلقاً لمتلازمة عصبية نادرة تُعرف بـ "غيلان باريه".

مركز الأخبار ـ يعيش سكان قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يتداخل التجويع الممنهج مع إبادة جماعية ترتكبها القوات الإسرائيلية منذ قرابة العامين، ويأتي ذلك في الوقت التي يعاني فيه القطاع الصحي من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الأربعاء السادس من آب/أغسطس، عن مقتل 138 شخصاً وإصابة 771 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة التصعيد المستمر، كما أفادت الوزارة بأن خمسة مدنيين فقدوا حياتهم بسبب المجاعة وسوء التغذية، وفقاً لما وثقته مستشفيات قطاع غزة خلال الفترة ذاتها، وبذلك يرتفع إجمالي عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 193 من بينهم 96 طفلاً.
تفشي مقلق لمرض عصبي
وفي الوقت التي تستمر فيه الحرب والحصار ويعاني المدنيون من مجاعة وانهيار النظام الصحي جراء الإبادة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية منذ 22 شهراً رصد الأطباء خلال الأسابيع الأخيرة تفشياً مقلقاً لمرض عصبي نادر يُعرف بمتلازمة غيلان باريه تصيب الأطفال خصوصاً ويهدد حياتهم.
وتفاوت حالات الأطفال المصابين بين من ظهرت عليهم أعراض أولية مثل ضعف في الأطراف وصعوبة في المشي وبين من تدهورت حالاتهم بسرعة حتى احتاجوا إلى أجهزة تنفس صناعي داخل وحدات العناية المركزة.
ويواجه الأطفال في مشفى "ناصر" بمدينة خان يونس جنوب القطاع صعوبات في تشخيص وعلاج المرض، وذلك وسط نقص كبير في الأدوية والأجهزة الطبية التشخيصية، وانهيار البنية التحتية الطبية منذ نحو عامين.
ظروف أشبه بالمجاعة
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يواجه قرابة 100 ألف طفل وامرأة سوء التغذية الحاد، فيما يعيش ربع السكان القطاع في ظروف أشبه بالمجاعة، في الوقت التي حذرت فيه اليونيسف من أن الأطفال في غزة يموتون بمعدلات غير مسبوقة جراء الجوع وتدهور الأوضاع جراء الإبادة المستمرة.
وترتكب القوات الإسرائيلية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بحق السكان تشمل التجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، وخلفت الحرب المستمرة 61 ألفا و158 قتيل و151 ألف و442 مصاب معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين وتجويع أزهق أرواح كثيرين.
ومنذ آذار/مارس الماضي وبعد استئناف القوات الإسرائيلية حربها بعد هدنة إنسانية استمرت لشهرين، بلغ عدد ضحايا القصف المستمر حتى الآن 9 آلاف و654 قتيل و39 ألف و401 مصاب.