احتجاجات بمدينة تعز للمطالبة بتحسين الخدمات العامة ومحاسبة الفاسدين
تظاهر العشرات من أبناء مدينة تعز جنوب غرب اليمن، بينهم عدد كبير من النساء، أمام مبنى السلطة المحلية مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية ومحاسبة الفاسدين، في استمرار لسلسلة احتجاجات نسوية بدأت منذ آذار/مارس الماضي.

رانيا عبد الله
اليمن ـ عبرت المشاركات في الوقفة الاحتجاجية عن استيائهن من سوء الأوضاع المعيشية وتدهور الخدمات العامة، مطالبات بتحسين سبل العيش ومحاسبة المسؤولين.
تظاهر العشرات من أبناء مدينة تعز جنوب غرب اليمن أمس الأربعاء السادس من آب/أغسطس أمام مبنى السلطة المحلية، مطالبين الجهات المعنية والسلطات المحلية بالخدمات الأساسية ومحاسبة الفاسدين، وشارك فيها عدد من النساء اللاتي طالبن بتوفير الخدمات الأساسية وتحسين سبل العيش حيث انطلقت أولى الوقفات الاحتجاجية لهن بداية آذار/مارس الماضي، ومازالت تلك الوقفات مستمرة حتى تنفيذ مطالبهن.
وطالب المشاركون في الوقفة التي دعت إليها نساء مدينة تعز إلى إقالة الفاسدين وتخفيض الأسعار وتوفير الخدمات العامة، واتخاذ اجراءات صارمة للحد من التلاعب بالعملات، مرددين هتافات عبروا من خلالها أن الفساد الذى تقوم بها السلطة المحلية في مختلف المرافق الحكومية الخدمية، هو السبب وراء ما وصلت له المدينة من تراجع في مختلف الخدمات الأساسية.
غياب الرقابة الفعلية وعدم تقديم الخدمات يثير الغضب لدى الشعب اليمني
وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية قالت المحامية شيناز الأكحلي، إن النساء ستواصلن احتجاجاتهن حتى تحقيق جميع المطالب، مؤكدة أن خروجهن اليوم جاء للتعبير عن رفضهن لتخاذل السلطة المحلية "أن انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني لم ينعكس على أسعار المواد الغذائية والأساسية، التي ما تزال مرتفعة، بسبب غياب الرقابة الفعلية من قبل مكتب الصناعة والتجارة في المدينة، إن المكتب يكتفي بضبط المخالفين ثم الإفراج عنهم، دون اتخاذ إجراءات حاسمة لضبط الأسعار بشكل دائم".
من جانبها أكدت أمل أحمد أنه "اليوم وفي كل وقفاتنا الاحتجاجية نطالب بإقالة الفاسدين ومحاسبتهم على كل المأساة التي تحدث للأطفال والنساء الذين يبحثون عن شربة ماء وكسرة خبز"، مؤكدة أن الناس خرجت بهذه الوقفات لأنها بدأت تعي ما يحدث من فساد بهذه المدينة "هذه رسالة نوصلها للفاسدين في السلطة بأنه سيتم محاسبتهم عبر القضاء".
من جهتها قالت الناشطة الحقوقية جميلة مرعي "اليوم خرجنا من أجل المطالبة بخفض أسعار السلع التي أنهكت المواطن، والاستمرار بالمطالبة بما خرجنا عليه في أولى وقفاتنا الاحتجاجية وهي المطالبة بالخدمات الأساسية والاهتمام بالتعليم والذي يعتبر أهم خدمة ينبغي أن تتوفر لأبنائنا".
"نطالب بالحياة الكريمة"
من جهتها أكدت آمال الشميري وهي احدى النساء المحتجات على الوضع في مدينة تعز، أن خروج النساء جاء من المعاناة التي يواجهونها في وضهن المعيشي، فالمدينة بلا خدمات "نطالب بأبسط الحقوق كالماء والكهرباء، والحياة الكريمة، فقد أصبح نصف الشعب متسول لذلك خرجنا للبحث عن كرامتنا".
وتقول أروى العمري "خرجنا اليوم للمطالبة بأقل الحقوق ولتوفير شربة ماء" معبرةً عن قلقها في المستقبل "قد لا نحصل في الأيام القادمة على شيء والقادم أسوأ في ظل هذا التدهور الخدمي، ففي هذا التقدم الذي يشهده العالم ما زال المواطن اليمني يعيش في أسوأ الظروف وأقل الخدمات".
وكانت نساء مدينة تعز قد نفذنّ عدة وقفات احتجاجيةً طوال الثلاثة الأشهر الماضية ضمن برنامج احتجاجي أُعلن عنه للمطالبة بالحقوق الأساسية وتحسين الخدمات ومحاسبة المسؤولين عن وضع المدينة.
وبحسب الأمم المتحدة يعاني قرابة نصف السكان من جوع حاد ولا يحصل الكثيرون على ما يكفي من المياه النظيفة ولا تزال النساء والأطفال يتحملون وطأة الأزمة.