"ذكريات فتاة كردية من ضحايا الأنفال" رواية تُحيي الذاكرة وتطالب بالعدالة

لتسليط الضوء على معاناة النساء والأطفال خلال مجازر الأنفال، شهد مركز الأدب والتنوير في مدينة كويه بإقليم كردستان عرض رواية "ذكريات فتاة كردية من ضحايا الأنفال" التي وثقت خلالها مجزرة الأنفال من منظور إنساني مؤلم.

شيا كويه

كويه ـ بالرغم من مرور أعوام طويلة على مجزرة الأنفال، إلا أن آثارها لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الشعب الكردي، باعتبارها جرحاً لا يُنسى ومأساة إنسانية تختزن بين طياتها مئات القصص المليئة بالألم والمعاناة.

تعد مجزرة الأنفال واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي السابق بحق الشعب الكردي في عام 1988، والتي ما زالت تشكل جرحاً عميقًاً في ذاكرة الشعب الكردي، وفي إطار جهود التوثيق الأدبي والفني لهذه المأساة، صدرت رواية بعنوان "ذكريات فتاة كردية من ضحايا الأنفال"، التي سلطت الضوء على معاناة الضحايا من منظور شخصي مؤلم عاشتها نساء وأطفال إقليم كردستان، وقد تم تقديم الرواية من قبل تفكا حمه صالح في مركز الأدب والتنوير بمدينة كويه، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، التي سعت من خلال هذا العمل إلى إحياء الذاكرة الجماعية وتكريم أرواح الضحايا بأسلوب سردي مؤثر.

وتسلط الرواية الضوء على المعاناة التي عاشتْها النساء والأطفال خلال مجزرة الأنفال، مستندةً إلى شهادات حقيقية وأحداث مأساوية وقعت في سجون ومعتقلات النظام البعثي في العراق، وتروي الرواية قصصاً مؤثرة عن الاعتقال، التعذيب، واختطاف النساء وتهجيرهن قسراً إلى دول أخرى، كجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الكردي.

وأكدت تفكا حمه صالح أن اختيار السابع من أيلول/سبتمبر لتقديم هذه الرواية لم يكن صدفة، بل يحمل دلالة عميقة، إذ يتزامن مع ذكرى انتهاء مجزرة الأنفال في مدينة كويه، معتبرةً أن هذا التوقيت يشكل مناسبة لتذكير الأجيال الجديدة بمعاناة ذويهم، وللحفاظ على ذاكرة هذه الجرائم وعدم نسيانها.

ومن جانبها أكدت الكاتبة والناشطة وإحدى الشاهدات على أحداث الأنفال في كويه بيمان عبدالرزاق، أنها كلما ذكرت كلمة أنفال تستذكر آلاف القصص المؤلمة التي عاشتها بنسفها وكانت شاهدة عليها، معبرًةً عن الألم العميق الذي لا ينتهي رغم مرور الزمن.

كما أبدى الحضور فرحهم باعتقال أحد مجرمين مجزرة الأنفال في كويه والذي يلقب  بسلمان "الحجاج" في هولندا، معبرين عن أملهم أن ينال عقابه العادل، ليكون عبرة لكل من ارتكب جرائم ضد الشعب الكردي.

وتقبى رواية "ذكريات فتاة كردية من ضحايا الأنفال" رسالة قوية تحث على عدم نسيان المجازر والآلام، وتؤكد على ضرورة تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة.