"بأسوأ حالاتها" حرية الصحافة في عام 2025

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن وضع الصحافة العالمية في عام 2025 في أدنى مستوياته على الإطلاق، حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم في دول ذات وضع خطير للغاية بالنسبة للصحافة.

مركز الأخبار ـ يحتفل العالم في الثالث من أيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة وهي مناسبة تهدف إلى تعزيز حرية الصحافة وحماية الصحفيين والتأكيد على أهمية الإعلام المستقل في المجتمعات واحترام حق الصحفيين في التعبير دون خوف أو رقابة.

تكافح وسائل الإعلام من أجل العمل بشكل مستدام في 160 دولة حول العالم، ويقيم تصنيف حرية الصحافة الأوضاع في بلد أو منطقة، في إطار خمس فئات وهي السياسية والثقافية والاجتماعية والأمن، وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف الثالث من أيار/مايو من كل عام، كشفت منظمة "مراسلون بلا حدود" في أحدث تصنيف عالمي أصدرته اليوم الجمعة الثاني من أيار/مايو، أن حرية الصحافة في العالم في أسوأ حالاتها على الإطلاق، مؤكدةً أن أوروبا هي الأكثر حرية في مجال الصحافة.

وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن وضع الصحافة العالمية في عام 2025 في أدنى مستوياته على الإطلاق، حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم في دول            ذات وضع خطير للغاية بالنسبة للصحافة، مضيفةً أن أوروبا لا تزال المنطقة التي لا يمكن للصحفيين فيها من ممارسة الصحافة بأقصى قدر ممكن من الحرية.

الأكثر تصدراً وتراجعاً

ولفت التقرير إلى أن النرويج لا تزال رائدة وقدوة في التصنيف العالمي، تليها إستونيا وهولندا، وجاءت الصين وكوريا الشمالية وإريتريا في الحد الأدنى في المراكز من 178 إلى 180، وصنف التحليل الأوضاع بـ "الجيدة" فقط في سبع دول جميعها في أوروبا.

وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف الثالث من أيار/مايو من كل عام أصدرت المنظمة بياناً أكدت فيه أنه بالإضافة إلى الوضع الأمني الهش وتزايد السلطوية، فإن الضغط الاقتصادي على وجه الخصوص يسبب مشكلات لوسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.

أما غينيا فقد تراجعت 25 مرتبة لتحتل المرتبة 103 بسبب "القيود الرهيبة" على حرية الصحافة، وفقاً للمديرة التحريرية للمنظمة آن بوكاندي، في وقت خسرت فيه الأرجنتين 21 مرتبة لتصبح مصنفة 87 في العالم.

وأكدت المنظمة على أن الأوضاع الكارثية في فلسطين التي حلت في المرتبة 163 بتراجع ست مراتبة، متهمة القوات الإسرائيلية بقتل 200 صحفي، وأعدت هذا التصنيف استناداً إلى "رصد كمي للممارسات المرتكبة في حق الصحفيين" و "دراسة نوعية" مستعينة بخبراء.

وصنفت المنظمة تركيا في المرتبة 159 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2025 بسبب الضغوط على الصحفيين، مؤكدةً أن الاعتداءات الجسدية على الصحفيين شكلت الجانب الأكثر وضوحاً في الهجوم على حرية الصحافة، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية الأكثر خبثاً والتي تشكل أيضا عقبة كبرى.

ولفتت إلى أنه من المتوقع أن يواصل المؤشر الاقتصادي في مؤشر حرية الصحافة العالمي الانخفاض في عام 2025، ليصل إلى عتبة حرجة غير مسبوقة، ونتيجة لذلك أصبح وضع حرية الصحافة في العالم للمرة الأولى في حالة "صعبة" بسبب هذا العامل.

واحتلت ألمانيا حسب المنظمة المركز العاشر العام الماضي، حيث أنها لم تعد من بين أفضل عشر دول في التصنيف، حيث هبطت إلى المركز الـ 11نتيجة بيئة العمل العدائية المتزايدة للعاملين في مجال الإعلام في ألمانيا، خاصةً بعد هجمات اليمين المتطرف. 

 

تعرّض الإعلاميين للعنف

وأوضحت المنظمة في بيانها أنه في عام 2024 تعرض الصحفيون الذين تعاملوا مع بيئات وأحزاب يمنية متطرفة مثل "البديل من أجل ألمانيا" للخطر حيث أبلغوا عن تهديدات وإهانات وخوف من العنف الجسدي، مؤكدةً أنه من الناحية التحريرية وجهت انتقادات لألمانيا، حيث لفت التحليل إلى أن العديد من الحالات الموثقة تم الإبلاغ عن عقبات كبيرة في مجال الإعلام بشكل غير متناسب عند تغطية الصراع في الشرق الأوسط، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية للمؤسسات الإعلامية تدهورت بشكل ملحوظ في ألمانيا.

وقالت آنيا أوسترهاوس المديرة التنفيذية لمنظمة مراسلون بلا حدود أن أكثر من نصف السكان في العالم يعيشون في دول تصنف فيها وضع حرية الصحافة بأنه خطير للغاية، مؤكدةً أن الصحافة المستقلة شوكة في خاصرة الحكام السلطويين.

ونوهت إلى أن ذلك يؤثر على الجدوى الاقتصادية للصحافة، مضيفةً أنه إذا جفت الموارد المالية لوسائل الإعلام، فمن سيكشف المعلومات المضللة والدعاية الكاذبة "إلى جانب نضالنا اليومي من أجل سلامة الصحفيين نعمل من أجل تعزيز الأسس الاقتصادية للصحافة".

ويركز الاحتفال في اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام على تأثير الذكاء الاصطناعي على حرية الصحافة، حيث يناقش الصحفيون والخبراء كيف يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر على استقلالية الإعلام ومصداقيته، كما سلطت الأمم المتحدة الضوء على التحديات البيئية التي تواجه الصحافة، كالتضليل الإعلامي حول التغيرات المناخية وأهمية الصحافة في نشر معلومات دقيقة وموثوقة حول القضايا البيئية.