المنتدى العربي الثاني يناقش تأثير انعدام الأمن الغذائي على تحقيق المساواة

خلال يومين على التوالي ناقشت المشاركات في المنتدى العربي الثاني من أجل المساواة في الأمن الغذائي، مدى تأثير انعدام المساواة بين الأفراد على الأمن الغذائي في المنطقة العربية وسبل معالجته.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ انطلقت فعاليات المنتدى العربي الثاني من أجل المساواة في الأمن الغذائي الذي يعد تحقيقه أحد الوسائل الرئيسية للحد من انعدام المساواة بين الأفراد ومواجهة الفقر والجوع ووضع استراتيجيات مستدامة للتغلب على هذه التحديات.

بدأت فعاليات المنتدى العربي الثاني من أجل المساواة في العاصمة اللبنانية بيروت يوم أمس الثلاثاء 6 حزيران/يونيو، تحت عنوان "صوت واحد... المساواة في الأمن الغذائي" نظمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا" بالشراكة مع مجموعة "باثفايندرز" وعدد من المنظمات الدولية والمحلية من أجل مجتمعات مسالمة وعادلة وشاملة.

وتناول المشاركون/ات في محاور المنتدى المختلفة العديد من القضايا المطروحة، منها تقرير إقليمي أعدته الإسكوا وشركاؤها بشأن عدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية، فضلاً عن متابعة المبادرات التي تقدمت بها الإسكوا في المنتدى العربي الأول الذي عقد العام الماضي في العاصمة الأردنية عمان.

وخلال الجلسة المتخصصة الأولى حول مبادرة "جسور" وهي مبادرة إقليمية شملت في الوقت الحالي دولتي الأردن ولبنان، حيث عمل الشركاء فيها على تيسير الحوار بين الفئة الشابة وأرباب العمل وتوفير الفرص التدريبية لتلبية المتطلبات المتغيرة لسوق العمل، وتحديد السلوكيات التمييزية إزاء النساء وذوي الإعاقة من أجل التصدي لها، وقد تبنتها ثلاث مناصرات وهن الفنانة اللبنانية إليسا والإعلامية الأردنية لارا طماش والإعلامية الفلسطينية ميسون عزام.

وتمحورت الجلسة الأولى حول التطورات الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين العالمي والإقليمي فيما يخص الأزمات المتقاطعة، بينما خصصت الجلسة الثانية لبحث وضع عدم المساواة في المنطقة العربية، أما الجلسة الثالثة فكانت حول انعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية الذي وصف بـ "خطر جسيم".

أما الجلسة الثانية المتخصصة فكانت حول وثيقة علمية أعدها باحثون/ات الإسكوا حملت عنوان "المرأة، أرضها، حقوقها، المساواة في الحقوق في الأراضي: مسار لمكافحة التصحر في المنطقة العربية"، ركزت على وضع النساء في ظل واقع التصحر في العالم العربي.

أما اليوم الثاني من المنتدى الذي انطلقت فعالياته اليوم الأربعاء 7 حزيران/يونيو، بحث في جلسته الرابعة الابتكارات في مجال السياسيات حول الأمن الغذائي، أما الخامسة فكانت حول التكامل والتعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين.

واختتم المنتدى أعماله في الجلسة المتخصصة الثالثة التي تمحورت حول دور الفئة الشابة كعوامل للتغيير من أجل الأمن الغذائي.

وحول المنتدى العربي الثاني تقول الإعلامية لارا طماش "في هذا المنتدى تم طرح قضايا مهمة وجديدة، وقد تكون هناك قضايا تم بحثها من قبل ولكن عندما يتم تسليط الضوء عليها بشكل دولي فإن ردات الفعل تكون مختلفة، وبينما كان المنتدى الأول يتمحور حول دعم الفئة الشابة، فقد جاء المنتدى الثاني متمحور حول الأمن الغذائي وهي قضية مجتمعية هامة للغاية وتؤثر على كافة دول العالم، وفي هذا المجال يجب أن نذكر المرأة والشباب أيضاً، فالمرأة تستحق المساواة في الفرص، فهي الأم ونصف المجتمع وهي الداعمة والعاملة هي تستحق أن تحصل على الأمان في كل شيء".

وأضافت "مبادرة جسور من أهم المبادرات التي انطلقت العام الماضي، وقد تم تدشين منصة إلكترونية إقليمية مهمة للمرأة والشباب، وتعمل على تأمين فرص العمل والتدريب والتأهيل، خصوصاً بعد جائحة كوفيد التي فاقمت من ظاهرة البطالة في المجتمع وانعدام فرص العمل".

واختتمت حديثها بالقول "كوني امرأة وإعلامية ومن المنطلق الإنساني أركز كثيراً من خلال برامجي الإعلامية وكتاباتي على جهود النساء والفتيات، وأوجه رسالة لهن مهما فشلنا فعلينا أن نكمل الطريق، يجب أن تبقى المرأة قوية ولا تسمح لأحد بكسر إرادتها، وأن تعمل على تجاوز كافة العقبات".

 

 

وحول تمكين المرأة قالت الخبيرة في مجال التنمية الاجتماعية والجندر والمديرة التنفيذية لجمعية كرياديل بتول يحفوفي "أنا من المهتمات بالأنشطة المختلفة المتعلقة بتحقيق المساواة بين الأفراد في كل الميادين والمواقع، ومن ضمن اهتماماتي المساواة القائمة على النوع الاجتماعي، وهي جميعها ضمن عملي ومطالبي التي أعمل على تحقيقها".

وأشارت إلى أن "طرح موضوع المساواة في الأمن الغذائي جديد، وكان من المهم طرحه في هذا الوقت نظراً لأن النساء والرجال والأطفال جميعهم مهددين بانعدام الأمن الغذائي، وعلى وجه الخصوص النساء اللواتي يملكن فرص أقل للحصول على الغذاء، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة يجب أن تكون المرأة في بيئة صحية آمنة وتوفر لها غذاء صحي، وهي من الأهداف التي تعمل عليها الناشطات والمنظمات النسوية، فضلاً عن تسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها النساء في المجتمع".

 

 

من جهتها قالت وزيرة المهجرين السابقة غادة شريم "ربط الأمن الغذائي بالمساواة له أهمية بالغة، خصوصاً أنه فتح المجال للتطرق لواقع المرأة في هذا السياق، فمواضيع الأمن الغذائي طالت المساواة بين المرأة والرجل والتكافؤ في الحقوق والفرص للجميع، وهي أمور مهمة تم تناولها في هذا المنتدى".

 

 

وعلى هامش مشاركتها في المنتدى في جلسته الثانية قالت وزيرة التنمية الاجتماعية من سلطنة عمان ليلى أحمد النجار "مشاركتي في هذا المنتدى أعطتني الفرصة للتعرف على كثير من التجارب من مختلف الدول العربية والعديد من الخبراء/ات الذين قاموا بمناقشة العديد من التحديات التي تواجهها دولنا في سد الفجوة بين الجنسين، وتأمين الغذاء لكل إنسان في هذه الدول".

وتابعت "القضايا التي تم مناقشتها في هذا المنتدى مهمة جداً لمسنا ذلك من خلال التعاون المشترك بين الدول وتبادل الخبرات، وشكلت الآليات التي اتبعتها بعض الدول لمواجهة تحديات الأمن الغذائي، إضافة لنا وكذلك البرامج والمبادرات التي ساهمت في تمكين المرأة في كافة القطاعات، وتجربة ثرية يمكن تطبيقها في الدول المشاركة في هذا المنتدى".