سياسيات تؤكدن على أهمية انخراط النساء في الأحزاب

ترى عضوات الأحزاب أن النساء في ليبيا خلال دخولهن للأحزاب أستطعن المشاركة في الحوارات السياسية والوطنية والانتخابات التشريعية والرئاسية التي تعزز قدراتهن ومعرفتهن.

هندية العشيبي

 بنغازي ـ تشكل المشاركة السياسية للمرأة وتمثيلها حقاً أساسياً مكفول في العديد من الدساتير والمواثيق الدولية، باعتبارها أساساً للتنمية المستدامة والديمقراطية ومواقع صنع القرار.

ينص ميثاق الأمم المتحدة على مبادئ الحق والمساواة وحظر التمييز الذي يشكل أساس النوع الاجتماعي والمشاركة السياسية للمرأة وتمثيلها في مجال السياسة وصنع القرار، لهذا على الأحزاب السياسية إزالة كافة الحواجز التي تميز المرأة بشكل مباشر أو غير مباشر ودعم قدراتها واعتماد سياسات لتعزيز مشاركتها في عمليات صنع القرار.

وفي ليبيا بعد ثورة 17 شباط/فبراير عام 2011، شاركت النساء ولأول مرة في العمل السياسي من خلال انضمامهن للأحزاب السياسية، ومن خلالها استطعن المشاركة في الحوارات السياسية الوطنية والانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية.

قالت عضوة الحزب المدني الديمقراطي وفاء العشيبي "إن مشاركة النساء والشابات في الأحزاب السياسية أمر هام، لتعزيز قدراتهن ومعرفتهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية"، مؤكدةً أن الحزب هو هيئة أو جهة منظمة تعمل على تأهيل النساء وتمكينهن وتعزيز قدراتهن للعمل في المجال السياسي بشكل جيد وفعال لخدمة الوطن والمواطن.

وعن انضمامها للحزب المدني الديمقراطي أشارت إلى أنها "انضممت لهذا الحزب عن طريق مشروع قادة الغد والذي استهدف عدد من الشابات الليبيات الراغبات بالانخراط في العمل السياسي، بهدف تأهيلهن وتعزيز قدراتهن وصقل شخصياتهن من خلال تنفيذ برامج محاكاة لإدارة الدولة بمؤسساتها المختلفة وتدريبهن على تقبل الآخر والحوار الفعال والمناقشة بشكل علمي وحديث".

وعن نظرة البعض في المجتمع الليبي للأحزاب السياسية أوضحت أنه "كانت الفكرة السائدة خلال 40 عام من حكم النظام السابق أن من تحزب خان وأن الأحزاب هي أدوات لأيدولوجيات وأفكار معينة، ولكن هذا غير صحيح، فالأحزاب مؤسسات منظمة تعمل على تأهيل أعضائها وتقديمهم للمجتمع بشكل مشرف للمشاركة في العمل السياسي"، داعية النساء الراغبات للمشاركة في العمل السياسي للانخراط في الأحزاب حسب ميولهن وأفكارهن لتأهيلهن ودعمهن وتعزيز قدراتهن من كافة النواحي.

 

 

من جانبها ترى عضوة التكتل الاتحادي الوطني الفيدرالي هاجر نجم أن عضوات الأحزاب لهن دور كبير في تعزيز مشاركة المرأة في العمل السياسي من خلال دعمها وتحفيزها على المشاركة وتثقيفها بحقوقها التي يكفلها لها القانون، داعية النساء الليبيات إلى المشاركة في العمل السياسي وصنع القرار من خلال الانخراط في الأحزاب السياسية وفقاً لرؤيتهن لتعزيز دورهن بشكل فعال في المجتمع وبناءه، وتعزيز ثقتهن في اتخاذ القرارات وتقديم المبادرات اللازمة لتحقيق الاستقرار بالبلاد.

وأكدت أنها من خلال مشاركتها في التكتل الفيدرالي أدركت أن تقدم البلاد وتطوره قائم على فكرة الإدارة الفيدرالية للبلاد من خلال تقسيم موارد ليبيا وثرواتها على الأقاليم الليبية الثلاث (برقة، فزان، طرابلس) بحسب المساحة وعدد السكان واحتياجات كل إقليم، وليس كما هو شائع أن الفيدرالية هي دعوة لتقسيم الأرض والتفرقة بين المكونات المختلفة.

ولفتت إلى أنها انضمت لهذا الحزب للتوافق الكبير بين رؤيتها ورؤية الحزب، ودوره في تعزيز مشاركة المرأة في كافة إداراته وأقسامه، وحثه على تعزيز مشاركة عضواته في المحافل المحلية والدولية الداعية لتحقيق الاستقرار بالبلاد.

 

 

وعن دعم الأحزاب السياسية لدور المرأة في العمل السياسي، قالت عضوة بالحزب المدني الديمقراطي حواء الزوي إن الأحزاب تعمل على تعزيز قدرات النساء وحل المشاكل التي تواجههن خلال مشاركتهن السياسية، وهذا ما نفذ على أرض الواقع من خلال إقامة الملتقى الأول للحزبيات في ليبيا والذي نظمته إدارة المرأة بالحزب المدني الديمقراطي، حيث شارك في هذا الملتقى عدد كبير منهن بكامل المدن والمناطق الليبية لمناقشة آلية تعزيز مشاركة المرأة سياسياً وطرح العراقيل والمعوقات التي تواجهها خلال عملها السياسي.

وأكدت أنها اكتسبت العديد من المهارات خلال انخراطها في العمل الحزبي من خلال التدريبات وورش العمل والدورات التي ينظمها الحزب لتعزيز قدرات العضوات داخله وتأهيلها لدفع بهن للمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.