حراك السويداء يجدد الوعي النسوي

شكلت الثورة السورية للنساء منعطفاً مهماً في تاريخهن، فقد ساعدتهن على التخلص من قيود الاستبداد والعبودية الاجتماعية ومنحتهن الفرصة لتملكن حرية التصرف بأصواتهن والمطالبة بالحرية والتغيير.

روشيل جونيور

السويداء ـ أكدت الناشطة السياسية والحقوقية إيمان أبو عساف أن الثورة السورية التي انطلقت عام 2011 مثلت فرصة استثنائية للتخلص من الاستبداد السياسي والديني والاجتماعي، واستكملت مسيرتها عام ٢٠٢٣ حيث تصدرت المرأة المشهد في حراك السويداء من خلال مشاركتها الفعالة.

للثورة السورية دور كبير في تفجير وعي المرأة بعد أن كانت مهمشة اجتماعياً وسياسياً حتى أن دورها كان مغيباً، هكذا وصفتها الناشطة السياسية والحقوقية إيمان أبو عساف، متطرقة للأسباب التي دفعت المرأة للمشاركة في إشعال شرارة الثورة الأولى منها المتغيرات على المستوى التقني التي جعلت عملية التعلم والتثقف غير حرة أدت بموجبها إلى عملية تراكم بدورها فجرت الثورة السورية عام ٢٠١١ وخاصة عندما شاركت الفئة الشابة في السنوات الأولى في الساحات والشوارع واستمروا حتى قمعتهم حكومة دمشق وحاولت عرقلة ثورتهم، مضيفةً أن الثورة جعلت المرأة أكثر إصرار وإرادة فهي تعلم حق المعرفة أن الحرية لا يمكن أن تستقيم على جنس واحد.

وأضافت أنه "إلى حد كبير نجحت المرأة السورية بإيصال صوتها إلى العالم بشكل نسبي بعد عام ٢٠١١ على الرغم من القمع الشديد الذي قوبلت به الثورة حيث تم تحيّد مدينة السويداء عنها، كما أن مشاركة النساء في الاحتجاجات أو التعبير ضئيلة ولكن ضمنياً كان السخط كبير وحاضر لدى النساء اللواتي كن متجاوبات تماماً مع مطالب الشعب وتعلمن حق المعرفة أن القضية مهمة كنظرائهن الرجال".

وحول مشاركة المرأة في حراك السويداء قالت "استطاعت المرأة في السويداء إيصال صوتها وصوت المرأة السورية للعالم الذي جعلته يدرك أن الثورة في سوريا ثورة مطالب مشروعة نواتها الحرية والكرامة وبلد المواطنة، حيث خرجت النساء بأعداد كبيرة كانت مساوية لأعداد الرجال أو تزيد مقارنة بعام 2011"، لافتةً إلى أن المرأة استطاعت أن تثبت وعيها وحقها المشروع في بلد مواطنة حر وبلد آمن وأكثر استقراراً "المرأة تبدع في إيصال صوتها بأساليب وطرق سلمية بكل ما تعنيه الكلمة، ومازالت تتصدر كل الطقوس والاحتفالات ومستعدة لتلقي تبعيات رأيها الحر وعملها الثوري".

وعن نجاح المرأة السورية بتوظيف هذا الوعي خلال العمل المنظم قالت إيمان أبو عساف "مازالت التيارات متعددة الآراء مختلفة ولم نصل بعد إلى جسم سياسي يبلور هذا الحراك على المستوى العام أو على المستوى الخاص، ولكن الشيء المبشر أن كل التيارات تشارك فيها النساء هذا يعطي دليل واضح أن تباشير العمل المنظم للمرأة ستتحقق قريباً هذا أمر واقع وعلينا التعامل معه بشكل طبيعي وواضح"، مؤكدةً على ضرورة دعم المرأة خاصة بعد مشاركتها في مراكز صنع القرار "تسليحها بالمزيد من الوعي والقناعة بأن أي نضال كان سلمي أو بأي أسلوب لا يجوز بدون مشاركتها، وسيتم وضع نسب مؤقتة بهذه المرحلة تسمى عملية الكوتا وبعد ذلك نتجاوز الأمر حتى تصل إلى مرحلة المناصفة".

وأكدت على "أهمية دعوة المرأة وإشراكها في العمل السياسي للمرحلة المقبلة من خلال المنظمات أو النقابات أو الأحزاب حتى في البنية الفوقية، ويجب على المرأة في المستقبل أن تكون شريكة في البرلمان وأن ترشح نفسها لرئاسة الجمهورية فالأمر ليس متعلق بكونه رجل أو امرأة إنما متعلق بالقدرات والوعي والأمر متروك لصناديق الاقتراح، الوعي والمعرفة المعممة تستطيع أن تجعل المجتمع ضمن خانت الخيارات الصحيحة حتى يتمكن الشعب من اختيار ممثليه بعد أن بلغ مرحلة الثقافة المعممة".