'الذين حوكموا في قضية كوباني دافعوا عن الكرامة والإنسانية'

أكدت نائبة المجلس التنفيذي لمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا مزكين خليل، أن سجناء قضية كوباني دافعوا عن كرامة الإنسانية وبدلاً من محاكمة حزب العدالة والتنمية بتهمة الترويج للإرهاب، يتم اعتقال المناضلين ومعاقبتهم.

برجم جودي

كوباني ـ يستمر غضب واستياء الشعب الكردي من قرار الحكومة التركية بمحاكمة 108 معتقل/ـة فيما تسمى بقضية كوباني، بعد دعمهم لقضية كوباني أثناء هجوم مرتزقة داعش على المدينة.

قالت نائبة المجلس التنفيذي لمقاطعة الفرات مزكين خليل إن "لمدينة كوباني مكانة خاصة وهادفة في تاريخ نضال الشعب الكردي، فقبل 40 عاماً استضاف أهالي كوباني أفكار القائد عبد الله أوجلان وفلسفته، واستقبلوه في منازلهم وتعرفوا على وجهات نظره عن قرب وعاشوا معه، وقد كانت هذه البذرة الأساسية للوطنية والارتباط بالأيديولوجية واعتماد نظام الأمة الديمقراطية".

ولفتت إلى أنه من ناحية أخرى كانت ثورة روج آفا أمل الخلاص للشعب الكردي وللإنسانية التي انطلقت من كوباني وامتدت إلى مناطق أخرى، ومع المقاومة ضد داعش أزهرت ثمار أيديولوجية القائد أوجلان، كما تأسست وحدة الشعوب والوحدة الوطنية التي أصبحت أساس بناء نظام الكونفدرالية الديمقراطية"، مضيفةً أنه بمقاومة كوباني المطلقة تم إنهاء تهديد وخطر إرهاب داعش على الشعب والإنسانية "لقد حمت كوباني كرامة الإنسانية، إذا جمعنا هذه النقاط معاً، فسوف نفهم سبب وجود كوباني دائماً على أجندة الدولة التركية وفتح قضية لها".

 

"الإبادة بحق الشعب الكردي مستمرة"

وأوضحت أنه بعد انتصار كوباني، أصبحت تهديدات وهجمات الدولة التركية على إقليم شمال وشرق سوريا أكثر حدة، حتى أنهم وصلوا إلى حد احتلال العديد من المناطق وتنفيذ القصف المتواصل كل يوم، بالإضافة إلى ذلك فقد مرت 8 سنوات منذ أن فتحت الدولة التركية قضية ضد من دعموا كوباني خلال الحرب وشاركوا في التعبئة، ومؤخراً تم الإعلان عن القرار النهائي في السادس عشر من أيار بحق البرلمانيين/ات والسياسيين/ات الذين كانوا على الحدود ليلاً ونهاراً، ويعملون من أجل كوباني ويؤمنون بالانتصار.

وأضافت أنه في الوقت الذي كانت تجري فيه هذه الأنشطة في شمال كردستان، أراد الرئيس التركي أن تنتصر العصابات وعندما تحولت المقاومة إلى نجاح ونصر وانقلبت حسابات الدولة التركية، وقررت على الفور البدء بقضية كوباني من خلال اعتقال جميع المؤيدين "نعتبر هذه القرارات بمثابة استمرار للإبادة الجماعية للشعب الكردي، إن الدولة التركية مستمرة في تدمير نظامنا الديمقراطي وثورتنا وإنجازاتنا، وهو ما تجلى في محاكمة غير قانونية وغير عادلة".

وقالت مزكين خليل إن "قضية معتقلي كوباني تجاوزت الإطار القانوني وأصبحت قضية سياسية وعسكرية،  لذلك نرى أن الدولة التركية تسمح بوضوح لجميع الإرهابيين والمجرمين الذين ارتكبوا العشرات من الجرائم والذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب، بالتجول والعيش بحرية وفي مقابل فإن المقاومين الذين ناضلوا من أجل شعبهم وحماية القيم الإنسانية وقادوا النصر يقبعون في السجون ويواجهون عقوبات شديدة".

وشددت على أن محاكمة الأشخاص الذين دعموا قضية كوباني تم أمام الإنسانية جمعاء، حيث تنتهك الدولة التركية كافة قوانين ومعايير حقوق الإنسان وتتبنى بدلاً من ذلك سياسة الإرهاب، وستستمر بمحاولتها الانتقام لفشل عصاباتها بهذه الأساليب الرخيصة "كإدارة ذاتية سنعمل على هذه القضية ونناشد الأشخاص الذين عملنا معاً على دحر وتدمير داعش ونقول لهم أن اليوم هو وقتنا لدعم ومساندة هؤلاء السجناء، وعلينا ألا نقبل بهذه القرارات ونفي بمسؤولياتنا. وكما تم دعمنا من شمال كردستان من أجل كوباني في عام 2014، فمن واجبنا اليوم أن ندعمهم على نفس المستوى".