أليف حمو: الوحدة الوطنية تكمن في التكاتف النسوي
أكدت عضوة منسيقة مؤتمر ستار أليف حمو أن النساء تلعبن دوراً ريادياً في توحيد الصف القومي والوطني، مشددة على أهمية النضال والتكاتف النسائي في ظل ما تشهده المنطقة من توترات على الصعيد السياسي والعسكري.

آفرين نافدار
الحسكة ـ عقدت النساء المشاركات في المؤتمر الوطني الكردستاني اجتماعهن الأول في السابع من آب/أغسطس بمدينة قامشلو، حيث ناقشن الأوضاع السياسية والتنظيمية الراهنة، وأقررن برنامج عمل يهدف إلى توحيد وتنظيم النساء الكرديات في مختلف مناطق كردستان وأوروبا. وتم تشكيل لجان مختصة لمتابعة تنفيذ البرنامج الاستراتيجي، بما يحقق أهداف المرأة في إطار المؤتمر الوطني الكردستاني وتطلعاته المستقبلية.
أوضحت أليف حمو، عضوة منسقية مؤتمر ستار لوكالتنا أبرز المحاور التي تناولها الاجتماع، مشيرة إلى توافق المشاركات على ضرورة بناء نظام ديمقراطي يكفل حقوق النساء وكافة المكونات المجتمعية.
"انعقاد الاجتماع جاء في مرحلة تاريخية"
شددت عضوة منسقية مؤتمر ستار أليف حمو، على الطابع التاريخي للمرحلة التي تمر بها كردستان والشرق الأوسط "الوحدة الوطنية تمثل نقطة الانطلاق نحو حل القضية الكردية"، مشيرة إلى أن المؤتمر الوطني الكردستاني، الذي انعقد في 24 و25 أيار/مايو تحت شعار "هلموا لنوحد قوتنا بمؤتمر وطني"، جاء استجابة للنداء التاريخي الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، داعياً فيه إلى السلام وبناء مجتمع ديمقراطي، وقد أفضت المناقشات إلى إصدار إعلان مشترك من قبل الأحزاب والتنظيمات المشاركة، شدد على أهمية التنظيم وتعزيز الوحدة الوطنية لضمان مكانة مستدامة لكردستان بأكملها.
وأكدت أليف حمو على الدور الريادي للمرأة الكردية في ترسيخ الروح الوطنية، مشيرة إلى أنها كانت ولا تزال قوة فاعلة في تحقيق السلام وتوحيد الصف الكردي، خاصة في ظل ما تعرض له الشعب الكردي من عنف واضطهاد. مشيرة إلى أن الاجتماع النسوي بعد المؤتمر الوطني الكردستاني الذي انعقد في مدينة قامشلو في السابع من آب، جاء نتيجة نقاشات معمقة حول الوضع السياسي والتنظيمي في المنطقة، وأسفر عن إعداد برنامج عمل يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية وضمان الحقوق الكردية في سوريا وكردستان عامة.
وأوضحت أن النقاشات ركزت أيضاً على أهمية النضال النسوي، من أجل صياغة دستور سوري جديد يكرّس نظاماً لا مركزياً، ويضمن تمثيلاً حقيقياً لجميع المكونات والأديان، إلى جانب تخصيص كوتا للنساء تضمن العدالة بين الجنسين.
حجر الأساس للوحدة الوطنية
سلّطت أليف حمو الضوء على أهمية انعقاد مؤتمر وحدة الصف الكردي والمؤتمر الأول للنساء الكرديات خلال هذا العام، معتبرة أن الحدثين شكّلا نقلة نوعية في مسار تعزيز الروح الوطنية بين الأحزاب والتنظيمات الكردية "القرارات التي خرج بها مؤتمر وحدة الصف الكردي والمؤتمر الأول للنساء الكرديات كان بمثابة نهضة جديدة تهدف إلى حل القضية الكردية. وقد ناقشنا في اجتماعنا الأول بعد المؤتمر تلك الأهداف التي جمعت القوى السياسية والتنظيمية الكردية، مؤكدين على دور المرأة المحوري في تحقيقها، وعلى أن الاستمرار في النضال هو السبيل الوحيد لترجمة هذه القرارات التاريخية إلى واقع ملموس".
وبينت أنه خلال الاجتماع تم تشكيل أربع لجان رئيسية، لكل منها ناطقة باسمها، وهي (لجنة المرأة، لجنة اللغة والثقافة والتدريب، لجنة حقوق الإنسان، ولجنة الإيكولوجيا) كما تم تعيين إدارة مكوّنة من سبعة عضوات تتولى تنظيم ومتابعة الأعمال الخاصة بالنساء ضمن إطار المؤتمر الوطني الكردستاني في روج آفا.
إعادة النظر في الدستور السوري الجديد محور أساسي
وأوضحت أليف حمو أن الاجتماع ركّز بشكل أساسي على تقييم الوضع السياسي الراهن في سوريا، في ظل تصاعد التوترات على المستويين السياسي والعسكري. قائلة إن العقلية الجهادية والمتطرفة السائدة لا يمكن أن تقود البلاد نحو الديمقراطية، معتبرة أن تبني النظام اللامركزي هو الخيار الوحيد القادر على فتح أفق للحل السياسي في سوريا.
وأكدت أن الحكومة السورية المؤقتة بعقليتها الجهادية، عاجزة عن إدارة البلاد. فالانتهاكات التي شهدتها مناطق الساحل السوري والسويداء كشفت بوضوح عن استمرار هذه الذهنية في ممارسة القتل والنهب والاختطاف، لا سيما بحق النساء والمدنيين "النساء الكرديات يعتبرن النضال ضد الأنظمة الاستبدادية والمتطرفة جزءاً لا يتجزأ من قضيتهن"، مشيرة إلى أن المشاركات في الاجتماع عبّرن عن ضرورة تصعيد النضال ضد الذهنية الجهادية التي تتبناها الحكومة السورية المؤقتة، وصولاً إلى دستور عادل يضمن حقوق جميع المكونات والنساء على حد سواء.
حرية المرأة الكردية... بوابة لتحرر نساء الشرق الأوسط
وقالت أليف حمو إن ضمان الوحدة الوطنية الكردية يشكّل المسار الأساسي نحو تحقيق وحدة شاملة بين جميع المكونات السورية "حرية المرأة الكردية هي انعكاس لحرية نساء سوريا والشرق الأوسط عموماً، ومن هذا المنطلق نتحمّل مسؤولياتنا تجاه المرحلة الحرجة التي تمر بها سوريا".
وأشارت إلى أن النساء في شمال وشرق سوريا يتشاركن صرخة واحدة تطالب باللامركزية، باعتبارها الضامن الحقيقي للديمقراطية والعدالة لكافة النساء السوريات "الوحدة القومية، الوطنية، والأممية تشكّل حلقات مترابطة لا يمكن فصلها عن بعضها، لأنها السبيل الوحيد لتحقيق نظام لا مركزي وديمقراطي يعكس تطلعات الشعوب والنساء على حد سواء".
النساء ففي طليعة الاستجابة لنداء "السلام والمجتمع الديمقراطي"
أشارت أليف حمو إلى أن تلبية نداء القائد عبد الله أوجلان من أجل "السلام والمجتمع الديمقراطي" يمثّل المسار الأمثل لتحقيق الوحدة الوطنية، مؤكدة أن النساء تتحملن مسؤولية تاريخية في تجسيد هذا النداء "المرأة الكردية تمتلك روحاً وطنية متقدة، تسعى بلا كلل إلى بناء مجتمع يسوده السلام، والنموذج الديمقراطي الذي تحقق هو ثمرة لتضحيات النساء اللواتي ناضلن من أجل حماية مكتسبات الوحدة الوطنية والقومية".