من قارة إلى قارة... نضال المرأة قديماً وحديثاً (8)

خلال تاريخ المكسيك كانت النساء على الدوام في طليعة كل مقاومة. في هذا البلد تعرضت عشرات الآلاف من النساء اللواتي تعملن في معامل على الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية، للاختطاف على يد العصابات وقوات الشرطة، وتعرضن للاغتصاب قبل أن يفقد أثرهن

المكسيك: قصة نورما أندراد وعشرة آلاف امرأة مفقودة

غرفة الأخبارـ . وفي يومنا الراهن قتل النساء على الحدود وتواطؤ وإهمال الدولة حيال ظاهرة الاغتصاب على الحدود، يعتبر من أولويات الحركة النسوية في المكسيك. في مدينة سيوداد خواريز التي تعتبر عاصمة للمقاومة ضد اختطاف وقتل النساء، تناضل مؤسسة مجموعة "لتعود بناتنا إلى المنزل" نورما أندراد، من أجل ابنتها ومن أجل جميع النساء اللواتي تعرضن للقتل، ونورما أندراد نجت عدة مرات من الموت بسبب نضالها.
المكسيك وطن شعوب المايا والأزتيك الأصليين، من أولى الأماكن التي تم احتلالها بعد اكتشاف القارة الأمريكية. ظلت المكسيك على مدى سنوات طويلة مستعمرة إسبانية، وفي 16 أيلول/سبتمبر عام 1810 حصلت على استقلالها، يبلغ عدد سكانها بـ 132 مليون نسمة بحسب أحدث تقديرات للأمم المتحدة لعام 2019. وتستند مقاومة المرأة في المكسيك على ميراث النساء المناضلات من أمثال مارغريتا نيري وماري ديلا لوز اللواتي ناضلن ضد نظام الدكتاتور بورفيريو دياث المحافظ والاستبدادي، خلال سنوات الثورة المكسيكية التي امتدت من عام 1910 إلى عام 1920. وكذلك على ميراث المناضلات من أمثال كوماندانتا رامونا و آنا ماريا اللواتي كن في طليعة انتفاضة زاباتيستا، وعلى ميراث فنانات من أمثال فريدا كاهلو. في عام 1916 وخلال فترة النضال من أجل حق المرأة في التصويت نظم المؤتمر الأول للنساء. وخلال ثورة الاحتجاجات المكسيكية عام 1968 وكذلك ثورة زاباتيستا، كانت النساء دائماً في طليعة جميع المقاومات التي ظهرت في المكسيك خلال القرن العشرين.
 
نافتا "أم الشرور"
تواصل النساء في المكسيك نضالاً دؤوباً ضد العنف واللامساواة، في عام 2014 اختطفت قوات الشرطة المتواطئة مع عصابات تجارة المخدرات 43 طالباً من أيوتسينابا ومن ثم أقدمت لاحقاً على قتلهم. بعد تلك الحادثة أطلقت النساء حملة تحت شعار "محاربة المخدرات" كما تواصل النساء النضال أيضاً من أجل الحد من العنف ضد المرأة والفقر. يعيش 70 بالمائة من سكان المكسيك تحت خط الفقر، وتبلغ نسبة الوفيات بين النساء والأطفال 30 بالمائة وهي أعلى نسبة وفيات على مستوى العالم. تعتبر المكسيك ومنذ عام 1994 عضواً في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية المعروفة باسم (NAFTA)، وجرت العادة في هذا البلد أن تحكم البلاد الأحزاب المسيحية اليمينية. اتفاقية نافتا المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية تعرف في المكسيك بأنها "أم الشرور".
 
6 نساء تتعرضن للقتل يومياً... الصليب الوردي يتمدد
احتجاجاً على تزايد ظاهرة قتل النساء في المكسيك خلال السنوات الأخيرة، وضعت النساء الصليب الوردي في عدد من المدن، وبحسب المرصد الوطني لرصد قتل النساء (Observatorio Ciudadano Nacional del Feminicidio)، فإن 6 نساء تتعرضن للقتل يومياً. ويتم التحقيق في 24 بالمائة من هذه القضايا فقط، فيما يتم تجريم 1.6 بالمائة فقط من مرتكبي هذه الجرائم. وبحسب مفوضة الأمم المتحدة لشؤون النساء، فإن ثلث الجرائم ضد المرأة ترتكب من قبل الأزواج، فيما ترتكب ثلثي هذه الجرائم على يد عصابات المخدرات وأعوانهم. 
 
ازدياد ظاهرة قتل النساء... والقتلة لا ينالون العقاب
مع توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) في عام 1994، أصبحت النساء اللواتي تعملن في معامل صناعة الملابس الرخيصة لصالح الأسواق الأمريكية، في مواجهة ظاهرة القتل. عندما يتم العثور على جثث النساء المغدورات، تشير الدلائل على تعرضهن للاختطاف والاعتقال لفترات طويلة، وتعرضهن للاغتصاب والتعذيب الجسدي. ولا زال عشرات الآلاف من النساء في عداد المفقودات، خلال السنوات الثلاثة الأخيرة سلم المسؤولين جثامين 6 ضحايا فقط إلى ذويهم، فيما تعج برادات مشافي مدينة خواريز بمئات جثث الضحايا المجهولات الهوية. مقتل عشرات الآلاف من النساء في مدينة سيوداد خواريز، وإهمال السلطات وعدم محاكمة ومعاقبة الجناة أدى إلى انتشار جرائم قتل النساء في باقي المكسيك أيضاً. 
ومنذ عام 2017، ارتفعت نسبة قتل النساء بنسبة 40 بالمائة في مدن نويفو ليون وسينالوا وتشيواهوا، في البداية انتشرت ظاهرة قتل النساء بشكل ممنهج في الولايات الحدودية في المكسيك مثل نويفو ليون وسينالوا، ومن ثم انتشرت في باقي الولايات الجنوبية كويرورو وفارجورو. وفي يومنا الراهن تعتبر ولاية مكسيكو سيتي من أكثر الولايات التي تتعرض فيها النساء للقتل.
 
نورما أندراد ومقاومة 14 عاماً
تعرضت الناشطات النسويات ماريسيلا أسكوبيدو، وجوزفين رياس سالازار وسوزانا جافير للقمع، لأنهن أثرن موضوع الجرائم التي ترتكب ضد النساء في البلاد، وسلطن الضوء عليها. وفي تحدي ومناهضة اختطاف ومقتل النساء في مدينة سيوداد خواريز والتي تعتبر عاصمة المقاومة، تواصل مجموعة النساء اللواتي تناضل تحت شعار "يجب أن تعود بناتنا، يجب ألا يحصل ذلك مرة أخرى" والتي تضم على الأغلب أمهات النساء المفقودات واللواتي تعرضن للقتل، ولم تتوقفن عن النضال منذ أعوام. ومؤخراً تعرضت الناشطة النسائية نورما أندراد، والتي قتلت ابنتها على الحدود، تعرضت لمحاولة الاغتيال مرتين خلال شهرين بداية عام 2015. وقصة نورما تختصر قصة حياة النساء اللواتي تعرضن للقتل في المكسيك والنساء اللواتي بقين من بعدهن. وهذه هي قصة نورما وابنتها التي تعرضت للقتل "كانت ليليا ألجيندرا، ابنة نورما تعمل في مصنع للبلاستيك، وتضطر إلى العبور يومياً من منطقة زراعية خالية للوصول إلى محطة الحافلات والذهاب إلى المعمل، وفي إحدى أيام عام 2001 لم تصل ليليا إلى المنزل"، فبدأت نورما بالبحث عن ابنتها، وبعد أسبوع تم العثور على جثتها. وقالت الشرطة للأم أن ابنتها بقيت في الحجز وتعرضت للتعذيب والاغتصاب لمدة ستة أيام فقط، أنتم أناس محظوظين. ولأن نورما لا تثق برجال الشرطة ولا تصدقهم بدأت بالبحث والتقصي بنفسها عن الموضوع، لتعرف من هم الذين اختطفوا ابنتها. لم تكتفي نورما بما قيل لها حول تعرض ابنتها للقتل على يد "قاتل منحرف". 
ونتيجة للبحث والتقصي توصلت نورما أندراد إلى حقيقة أن ابنتها قتلت بالتواطؤ والتعاون بين رجال الشرطة والعصابات، كما قتل قبلها الآلاف من الفتيات أو اللواتي تواجهن خطر القتل. وقالت نورما "إن الجرائم الموجهة ضد المرأة ترتكب بسبب الذهنية الذكورية الحاكمة وبتشجيع ممنهج من قبل الشرطة والعصابات، ومنذ ذلك اليوم عملت على تأسيس مجموعة "يجب أن تعود بناتنا". في عام 2011 أصيبت نورما بخمس رصاصات على يد رجال العصابات. كما تعرضت للاعتقال عدة مرات على يد الشرطة وتعرضت للتعذيب، كما تم إحراق منزلها الذي كانت تقيم فيه مع ابنتها الأخرى، وأصيبت عدة مرات في هجمات الشرطة والعصابات. وتعرضت ابنتها مالو أندرادي للتهديد بالقتل مرات عدة. ورغم كل شيء، لا زال نضال نورما وابنتها من أجل العدالة مستمراً حتى يومنا الراهن.
 
مكسيكو سيتي المركز الجديد لقتل النساء
في عام 2011، وبقيادة نورما أندراد، نظمت النساء مسيرة مناهضة لقتل النساء تحت شعار "مسيرة من أجل الحياة والعدالة" استمرت لـ 7 أيام، سرن خلالها في البراري حتى وصلن إلى مدينة تشيواهوا. الناشطات النسويات، ومعظمهن من أمهات فتيات تعرضن للقتل، تمكن من الاجتماع مع المحافظ، وقدمن مطالبهن، إلا أن مطالبهن قوبلت بالرفض من قبل السلطات. إلا أنهن لم تهدأن بل واصلن الخروج إلى الميادين من أجل معرفة مصير بناتهن المفقودات، تعرضن للضرب والاعتقال من قبل الشرطة. واستمرت نشاطات النساء طيلة عام 2014 دون توقف، نظمن فعاليات الاعتصام، ونصبن الخيم وأعلن الإضراب عن الطعام. أمهات خواريز تواصلن نشاطاتهن وفعاليات الإضراب عن الطعام، بقيادة نورما أندرادي، لحث السلطات على التحرك من أجل النظر في قضية النساء المفقودات. وفي مدينة مكسيكو سيتي التي بدأت تنتشر فيها ظاهرة قتل النساء، تسعى النساء إلى الإعلان عن النضال والكفاح على خطى نورما.
وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، نظمت النساء مسيرة حاشدة من أجل إثارة موضوع قتل النساء، وانضمت نورما أندراد إلى المسيرة في تعبير عن دعمها ومساندتها لنضال النساء.
 
80 بالمائة من النساء اللواتي ترغبن بالفرار إلى أمريكا تتعرضن للاغتصاب
تناضل نساء المكسيك ضد المجازر التي ترتكب بحقهن وكذلك ضد تزايد جرائم الاغتصاب، كما تعانين أيضاً من حرب المخدرات والفقر وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وبهدف الهرب من هذه الأوضاع تسعى العديد من النساء إلى العبور والوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي المناطق الحدودية الجنوبية المحاذية لأمريكا تتعرض النساء للاغتصاب من قبل رجال السلطات ورجال العصابات، كما تتعرض العديد منهن للقتل. 
ألفيرا كورديللو عملت عشرة أعوام في دار حماية النساء المهاجرات (فرونيرا كومبلابا)، على الحدود بين المكسيك وغواتيمالا، تقول إن جميع النساء اللواتي تتوجهن نحو الحدود الجنوبية، تعلمن مسبقاً إن ثمن تهريبهن يتضمن الاغتصاب على يد العصابات. ومنذ عام 2014 تعمد النساء اللواتي ترغبن بعبور الحدود، إلى اصطحاب حبوب منع الحمل منعاً للحمل جراء الاغتصاب، إلا أن حوالي 80 بالمائة منهن تتعرضن للاغتصاب أثناء العبور. كما أن العديد من النساء يتم تسليمهن لعصابات الدعارة أثناء محاولة عبور الحدود. وبحسب منظمة الهجرة العالمية، فإن 20 ألف امرأة يتم استغلالهن سنوياً في الدعارة أو تتعرضن للاختطاف ويتم استخدامهن في أعمال قسرية، وأن 80 بالمائة منهن فتيات قاصرات. 
معاناة النساء لا تنتهي بمجرد عبورهن الحدود، بل إن 45 بالمائة من الفتيات القاصرات تتعرضن للتحرش والاستغلال الجنسي في مركز الاعتقال الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية.
 
السكان الأصليين... الفقر والنساء
الشاعرة والناشطة النسوية سوزان جهافيز، مثلها مثل العديد من النساء، تعرضت للاغتصاب لأنها تزعمت سلسلة فعاليات ونشاطات احتجاجية ضد قتل النساء، وفي 31 كانون الثاني/يناير من عام 2011 تعرضت للقتل، تقول سوزان في إحدى اللقاءات "جميع الذين يرغبون بالعمل في أعمال غير قانونية، يستخدمون جسد المرأة". وتتعرض المرأة في المكسيك للاستغلال والظلم من ثلاثة نواحي، أولاً لأنهن من السكان الأصليين، وثانياً بسبب الفقر وثالثاً لكونهن نساء. ورغم أن النساء في المكسيك تعملن مثل الرجال إلا أن القانون حرم النساء من حقوق الملكية، وتحديداً النساء المطلقات، حيث لا تحصلن على حصتهن من المنزل المشترك بعد الطلاق. كما يتم حرمان المرأة من حصتها من الأراضي أثناء توزيع الأملاك، ولا يحق لهن المشاركة في مؤسسات القرار.
 
النضال من أجل التمثيل المتكافئ
تناضل نساء المكسيك على الصعيد السياسي في سبيل الحصول على التمثيل المتكافئ. في العاشر من شهر شباط/فبراير عام 2014، اقترح ممثلو الأحزاب السياسية إضافة مادة في الدستور تضمن حق التكافؤ بين الجنسين. ولا يزال غير معروف كيف سيتم تطبيق المادة في الولايات، وفي نفس الوقت فإن الذهنية الذكورية تشكل عقبة أمام التمثيل المتكافئ بين الرجال والنساء على الصعيد السياسي. في انتخابات شهر حزيران/يونيو 2014 ووفق البيانات التي قدمتها النساء المرشحات إلى المحكمة الخاصة، فإن العديد من المرشحات وأسرهن تعرضوا للتهديد أثناء الحملة الانتخابية، كما تعرضن لعمليات تزوير خلال الانتخابات، إضافة إلى الاعتداء الجسدي والتشهير. نساء من السكان الأصليين من أمثال أوكساجا وجيباس، تتعرضن للتمييز والعنصرية بسبب الذهنية الذكورية من قبل رجال الدولة ومسؤولي الأحزاب السياسية.
 
النساء المحليات تطالبن بالانضمام إلى الكريلا
حركة زاباتيستا المعروفة في العالم أجمع، تعمل على إنعاش الحياة في مناطق السكان الأصليين. النساء المكسيكيات تنضممن بهويتهن الخاصة، إلى النضال من أجل التحرر الوطني. العديد من النساء اللواتي انضممن للتنظيم تولين مناصب قيادية. النساء المحليات اللواتي انضممن للنضال تؤدين واجبات مهمة من جهة، ومن الجهة الأخرى تسعين إلى حل الصراعات الاجتماعية الداخلية وتغييرها. هؤلاء النساء الثوريات، عندما خرجن إلى الجبال اتهمن بداية الأمرة بالدعارة، إلا أن نضالهن الدؤوب عزز آمال وأحلام النساء المحليات. وتغيرت معاني الحياة بالنسبة للآلاف من النساء اللواتي انضممن إلى حركة زاباتيستا. سواء بالنسبة للنساء المسلحات، أو بالنسبة للناشطات اللواتي تدعمهن. بطلب من النساء تم منع تناول الخمور ضمن حركة زاباتيستا، وتم تأمين الظروف من أجل تدريب الفتيات والفتيان في مراكز مشتركة، كما يتم تقديم الرعاية الصحية المجانية للنساء المحليات، وتتمكن النساء من الخروج لمسافات بعيدة من أجل بيع انتاجهن، كما يمكنهن التحدث أمام المجتمع، تنظيم فعاليات شعبية، كما يحق لهن الزواج من الشخص الذي ترغبن به، وتشاركن أزواجهن القرارات الخاصة بعدد الأولاد الذين سوف ينجبونهم، كما يحق للنساء رفع دعاوي قضائية فيما إذا تعرضن للعنف على يد أزواجهن أو آبائهن. ورغم جميع هذه المكاسب، فإن المكسيك تعتبر مكان سيئاً للنساء وبشكل خاص للنساء المحليات، ورغم أن النساء اللواتي انضممن إلى حركة زاباتيستا تتمكن فيما بينهن من الحد من الظلم الذي تتعرض له النساء، إلا أن باقي النساء واللواتي هن خارج الحركة لا زلن تتعرضن للقتل، وتتعرضن للعنف والاغتصاب.
 
النساء تواصلن النضال على درب بلين
إلى جانب السياسيات النيوليبرالية في المكسيك، هناك أيضاً مقاومة متواصلة، وخلال الثورة المناهضة لنظام بروفيريو دياث المحافظ والاستبدادي شاركت العديد من النساء في الحرب من أمثال ماريا ديلالوز اسبينوزا ومارغريتا نيري، كما ظهرت داخل حركة زاباتيستا نساء محليات مناضلات من أمثال كوماندانت رامونا وآنا ماريا وفنانات من أمثال فريدا كاهلو. من إحدى رموز المقاومة ظهر اسم جوانا بلين كوتيريز دي مندوزا. واستمدت اسمها من معتقل بلين في مكسيكا. ولدت جوانا بلين في ريف المكسيك لعائلة فقيرة، تم تزويجها في عمر مبكر لأحد عمال المناجم، ولذلك كانت شاهدة عيان على جميع مشاكل ومعاناة عمال المناجم. فكتبت مقالة حول ظروف حياة العمال، والعمل القسري لعمال المناجم ونشرتها إحدى المجلات. وبسبب مقالتها تعرضت جوانا بلين للاعتقال وهي في سن الـ 18، وعندما خرجت من السجن أصبحت واحدة من طليعيات نضال المرأة وإحدى قيادات الثورة المكسيكية. جوانا بلين التي خرجت من معتقل بلين، أصبحت خبيرة في الطباعة أثناء الثورة المكسيكية، كما كانت ثورية متمردة، وامرأة قيادية، وواحدة من رائدات نضال حرية المرأة.
 
المرأة التي أصبحت قيادية في جيش زاباتيستا
في عام 1901 أصدرت جوانا بلين صحيفة فازبير وهي تبلغ من العمر عشرون عاماً فقط، وكانت صوت الثورة ضد الرأسمالية، وطالبت المحرومين والفقراء بوضع يدهم على المناجم والسكك الحديدية والمزارع. وفي عام 1903 تم إغلاق صحيفة فازبير. واعتقلت جوانا بلين للمرة الثانية. في عام 1911 انضمت مع زوجها إلى حركة زاباتيستا، وتم ترشيحها لتكون قيادية في الجيش. 
وبعد سنوات طويلة من النضال الدؤوب والمتواصل، واصلت جوانا بلين كفاحها من أجل حقوق المرأة وحرية المرأة. وفيما بعد أسست جوانا بلين مجلة باسم " فتيات أناهواك"، وأصدرت مجلة نسائية باسم " The Source". وأمضت  جوانا بلين آخر سنوات عمرها في فقر مدقع وظروف معيشية سيئة. واضطرت إلى بيع الأعداد المطبوعة من صحيفتها من أجل تأمين الدواء لابنتها المريضة. وعندما توفيت لم تكن تملك سوى آلة كاتبة، واضطرت عائلتها لبيع الآلة الكاتبة لتأمين تكاليف الجنازة والدفن.