يلدا أحمد: الادعاء بأن أفغانستان آمنة إهانة لمعاناة المرأة الأفغانية وهويتها
أشعلت زوجة المبعوث الأمريكي السابق إلى أفغانستان شيريل برنارد غضب الناشطات الأفغانيات بزعمها أن أفغانستان "آمنة للفتيات"، ووصفت يلدا أحمد هذه التصريحات بأنها "مهينة وتتجاهل الواقع".

بهاران لهيب
أفغانستان ـ كتبت شيريل برنارد، زوجة المبعوث الأمريكي السابق إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، في مقالة لها "أفغانستان آمنة للجميع، والفتيات يستطعن الدراسة حتى الصف الثاني عشر".
أثارت تصريحات شيريل برنارد، زوجة المبعوث الأمريكي السابق إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، رد فعل قوي وواسع النطاق في صفوف الناشطات الأفغانيات، وزلماي خليل زاد مواطن أمريكي من أصل أفغاني، سافر إلى الولايات المتحدة مع أشرف غني وآخرين لمواصلة تعليمه في عهد محمد ظاهر شاه، عندما كان لا يزال في الصف التاسع، وقد حذّر عدد من المثقفين والمطلعين آنذاك من أن هؤلاء الأشخاص تلقوا تدريباً من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وأنهم سيخلقون مشاكل لأفغانستان في المستقبل، وقد تحوّلت هذه التحذيرات إلى واقع ملموس على مر السنين؛ إذ عادوا وأغرقوا البلاد في أزمة غير مسبوقة.
لعب زلماي خليل زاد دوراً محورياً فيما يُسمى بمحادثات السلام مع طالبان، ووُقّعت الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية بقيادة أشرف غني، نصّت الاتفاقية على وجوب التحقيق في جميع الجرائم التي ترتكبها القوات الأمريكية على الأراضي الأفغانية في الولايات المتحدة، وليس في أفغانستان، ثم وقّع زلماي خليل زاد اتفاقية الدوحة مع طالبان، وهي اتفاقية نصّت، وفقاً لبعض الشهود، على تسليم السلطة إلى طالبان، ونقل المتعلمين إلى الدول الغربية والولايات المتحدة، ومحاسبة كل من يُبدي معارضة، وسجنه، وتعذيبه دون إبطاء، وقد بدت نتائج هذه السياسات جليةً الآن فقد أُسر ملايين الأفغان، والنساء هن أبرز ضحايا هذا الوضع.
وفي هذا السياق، قالت عالمة النفس والناشطة في مجال حقوق المرأة يلدا أحمد إن "تصريحات شيريل برنارد الأخيرة بشأن وضع المرأة الأفغانية قد أثارت ضجة وأغضبت النساء في جميع أنحاء العالم، خاصة الأفغانيات اللواتي تم سحقهن تحت سيطرة طالبان لأكثر من ثلاث سنوات".
ولفتت الانتباه إلى أن "النساء في أفغانستان، ومعظمهن معيلات لأسرهن، لا يملكن وظائف، ولا يُسمح لهن بالذهاب إلى المؤسسات، ويعشن في فقرٍ وضيق حال، أبواب المدارس والجامعات مغلقة في وجوههن، ويواجهن كل يوم قراراً جديداً من طالبان، وللأسف، القرار الأخير الذي أصدرته طالبان، منع صوتهن ووجودهن".
وعن نضال المرأة الأفغانية ووعيها، قالت "النساء الأفغانيات واعيات، لم يُخدعن كما حصل في الماضي بأكاذيب وهراء حفنة من النساء الرسميات والمجندات اللواتي زعمن أن طالبان قد تغيرت، وأنها أصبحت متقدمة، وأنهن أصبحن يؤمن بحقوق المرأة، تدرك الأفغانيات بوعي وحكمة أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ أنفسهن من وصمة التطرف والجهل وكراهية النساء هي من خلال نضالهن الدؤوب، ولهذا السبب ذهبن إلى السجن وتعرضن للتعذيب، بل وخاطرن بالقتل والموت، وظللن ثابتات على طريقهن، أملاً في تحرير المرأة الأفغانية والنساء في جميع أنحاء العالم من وصمة التطرف!.