وريشة مرادي: كوباني ولادة جديدة لحرية المرأة وإرادتها
أصدرت الناشطة الحقوقية ريشة مرادي رسالة من سجنها بمناسبة ذكرى ملحمة كوباني واليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني، أعادت فيها تفسير معنى المقاومة في هذه المدينة، واصفةً إياها بأنها "ساحةٌ لتحقيق حرية المرأة وإرادتها".
مركز الأخبار ـ أكدت الناشطة وريشة مرادي، أن ما جرى في كوباني لم يكن مجرد مقاومة عسكرية، بل كان تعبيراً عن حركة كونية نابعة من إرادة واعية للمجتمع، معتبرةً أن كوباني تجاوزت كونها نقطة جغرافية لتتحول إلى فضاء رمزي لتحقيق حرية المرأة.
في رسالة مؤثرة وجهت الناشطة في مجال حقوق المرأة والمحكوم عليها بالإعدام وريشة مرادي اليوم السبت الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، من داخل السجن، أعادت تعريف مفهوم المقاومة في كوباني، واصفةً المدينة بأنها تتجاوز حدود الجغرافيا لتصبح فضاءً لتحقيق حرية المرأة وتجسيد إرادتها.
واعتبرت أن كوباني ليست مجرد ساحة قتال، بل منصة لانبثاق عقلية جماعية حرة، تُعيد تشكيل الوعي وتفتح آفاقاً جديدة للنضال والتحرر وكتبت في رسالتها "كانت كوباني ساحة لاختبار حقيقة الإنسان، هناك لم تقف المرأة في وجه الرجعية فحسب، بل تحدت كل البنى التي حرمتها من إرادتها لقرون، في كوباني سُدّت الفجوة بين المرأة والحياة، ومنحت المرأة معنى جديداً للحياة، أن ما حدث في كوباني لم يكن مجرد مقاومة مدينة، بل حركة كونية نابعة من إرادة واعية ومن عقلية راسخة في قلوب الناس لسنوات واشتعلت في تلك اللحظة ".
وأشارت إلى تضحية آرين ميركان، الشهيدة في صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ)، قائلة "في تلك الملحمة شهدنا كيف ضحت آرين ميركان بتفانٍ وشجاعة استثنائيين في معركة تلال كوباني بحياتها دفاعاً عن المدينة ورفاقها، عندما كادت داعش أن تسيطر على الموقع، عرضت نفسها لخطر لتمكين رفاقها من التراجع ومواصلة المقاومة، ومنذ ذلك الحين أصبح اسم آرين ميركان رمزاً للمقاومة النسائية والإرادة الصلبة وقوة القرار للدفاع عن الحياة والحرية، أينما دافعت المرأة عن حقوقها وحقوق الآخرين، تبقى روحها حاضرة كمصدر إلهام لمواصلة المسيرة".
في جزء آخر من رسالتها، استذكرت وريشة مرادي كيف قاتلت في كوباني دفاعاً عن الإنسانية ومواجهة إرهاب داعش وتطرفه "كانت كوباني نقطة تحول بالنسبة لي، في تلك اللحظة أدركت أن النضال ليس من أجل الأرض فحسب، بل من أجل الوجود الحر، من أجل عقلية جماعية لا تستسلم للصمت، إذا كان صوت التكبير تذكيراً بالموت فإن صوت هتاف النساء كان صدى للحياة، في ذلك التناغم تشكلت روح لا تزال مستمرة في الجبال، في الشوارع، في عيون نساء هذه الأرض".
واختتمت رسالتها بالقول "اليوم أينما وقفت امرأة في العالم ضد الهيمنة أو التمييز أو الإذلال، تولد كوباني من جديد، ما تم تحقيقه في ذلك اليوم كان ولا يزال مسؤولية جسيمة علينا جميعاً للحفاظ على روح المقاومة، لا في الذاكرة بل في العمل الجماعي، لأن الحياة الحرة والقيّمة جديرة بإحياء شعار "Jin Jiyan Azadî" تخليداً لذكرى الآلاف الذين مهدوا الطريق بحياتهم، لذلك نؤكد أننا سنسير على هذا الدرب".