تجمع نساء زنوبيا في دير الزور يختم عامان من التمكين والتحدي
شكّل تجمع نساء زنوبيا نموذجاً رائداً في التنظيم المجتمعي، حيث نجح في تحويل قضايا النساء من ملفات هامشية إلى أولويات مجتمعية تناقش وتُعالج من خلال لجان ومؤسسات قاعدية، رغم التحديات المتراكمة من عقود الاستبداد والحروب.

زينب خليف
دير الزور ـ يواصل تجمع نساء زنوبيا أداءه كصوت نسائي حر ومدافع عن حقوق المرأة في مقاطعة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا، ومع اقتراب موعد عقد اجتماعات المجالس المحلية للتجمع، تبرز أهمية هذه اللقاءات كمنصة لتقييم إنجازات عامين من العمل الدؤوب، ومناقشة التحديات الراهنة، ورسم ملامح المرحلة القادمة.
يعقد تجمع نساء زنوبيا اجتماعات استراتيجية في مقاطعات الرقة ودير الزور والطبقة لتوثيق إنجازات التمكين النسوي، ومواجهة التحديات المجتمعية بإرادة لا تنكسر.
وقالت منسقة تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور وتين المحمد "مع اقتراب موعد الاجتماعات الدورية لمجالس التجمع، نسلّط الضوء على عامين من النضال المتواصل في سبيل تمكين المرأة وتطوير واقعها في ظل ظروف قاسية، سعت فيها المرأة إلى كسر القيود التي كبلتها طويلاً".
وبينت أن هذه الاجتماعات، التي تشمل مناطق عدّة، من بينها دير الزور، ستتناول عرضاً مفصلاً لأعمال التجمع، إضافة إلى مناقشة خطة العمل المستقبلية، والبناء على ما تحقق.
وقد نظّم التجمع خلال العامين الماضيين العديد من الفعاليات، من أبرزها المسيرات المناهضة للعنف ضد المرأة، والمشاركة في إحياء اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار/مارس، ومسيرات تطالب بحرية القائد عبد الله أوجلان، إضافة إلى تنظيم احتفالات نوروز، التي رافقها تنفيذ برامج تدريبية موسّعة في دير الزور، وافتتاح "أكاديمية المرأة" كمركز للتأهيل وبناء القدرات.
كما ساهم التجمع في تمكين النساء ميدانياً من خلال تشكيل لجان فعالة، أبرزها "لجنة العدالة الاجتماعية، ولجنة الصلح، ولجنة التدريب". وقد لعبت هذه اللجان أدواراً عملية في حل النزاعات، وتقديم الدعم القانوني والاجتماعي، والتعامل مع القضايا اليومية التي تمس واقع النساء.
ومن بين أبرز إنجازات التجمع أيضاً، افتتاح فروع متعددة في مقاطعة دير الزور، مع العمل على التوسع نحو القرى السبع التي كانت خاضعة لسيطرة النظام السابق، ورغم أن هذه المناطق لم تكن قد تفاعلت مسبقاً مع تجمع نساء زنوبيا، أو دار المرأة، فقد بدأت الفرق بتنفيذ زيارات ميدانية، وتنظيم تدريبات توعوية تهدف إلى إيصال رسالة التجمع، وتعزيز حضور المرأة كمكوّن فعّال في تلك المجتمعات.
وأكدت وتين المحمد أنه "نواصل العمل لأننا نؤمن أن المرأة، سواء كانت ربة منزل أو موظفة، لها الحق في الكرامة والقرار. حرمت النساء طويلاً من حقوقهن بسبب الأعراف والتقاليد، لكننا نؤمن بأن صوت المرأة اليوم يجب أن يكون قوياً كصوت الملكة زنوبيا صوت حرية ومقاومة".
وأضافت "المرأة اليوم باتت حاضرة في السياسة، في الرئاسة المشتركة، وفي جميع مجالات العمل المجتمعي والتنظيمي. هذا تحوّل كبير لا بد أن نحافظ عليه ونوسّعه".
وفي ما يتعلق بالتحديات، قالت وتين المحمد "واجهنا الكثير من الصعوبات بسبب إرث الأنظمة القمعية، من البعث إلى داعش. لكن بفضل نشر فلسفة القائد عبد الله أوجلان، وفتح باب التدريب والاجتماعات الدورية، بدأ التغيير يتحقق تدريجياً في مجتمعنا".
وشددت على إن ما حققته نساء زنوبيا لا يُعد خطوات إدارية فقط، بل هو مسار نضالي لبناء الوعي، وتحرير المرأة، وجعلها جزءاً فاعلاً في القرار والتنظيم "ورغم التحديات من العادات أو الأنظمة القمعية، فإن إرادة النساء أثبتت أنها أقوى من أي قيود.
ووجهت وتين المحمد رسالة إلى كل امرأة قالت فيها "لا تخضعي للظلم أو للعادات التي تقيّدك. اليوم هو يوم الإرادة. اثبتي قدرتك كامرأة، وشاركي في السياسة والمجتمع. أنتِ قادرة على التغيير، وقادرة على أن تكوني قائدة".
واختتمت منسقة تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور وتين المحمد حديثها بالإشارة إلى أنه "من المقاطعات المحررة، تخرج اليوم رسالة زنوبيا إلى كل امرأة أنه آن الأوان لكسر القيود، ورفع الصوت، وصنع واقعٍ عادل تنعم فيه النساء بكامل حقوقهن وكرامتهن".