دورة تدريبية لتعزيز الإرشاد النفسي والمعرفي للنساء والفتيات
نظم مركز "أنتِ الوطن" دورة تدريبية بعنوان "الإرشاد ما قبل الزواج"، خصصت للنساء والفتيات المقبلات على الزواج أو حديثات الزواج، بهدف تزويدهن بالمعارف والمهارات اللازمة لبناء حياة زوجية صحية ومستقرة.

منى توكا
ليبيا ـ في إطار جهود المساحة الآمنة للنساء والفتيات، نظم مركز "أنتِ الوطن" دورة تدريبية بعنوان "الإرشاد ما قبل الزواج"، قدّمت الدورة بهيجة الأخضر، أخصائية اجتماعية واستشارية أسرية ومدربة دولية، بمشاركة عدد من النساء.
أكدت بهيجة الأخضر أن تأهيل النساء قبل الزواج يعد خطوة أساسية لفهم الزواج كمسؤولية مشتركة تقوم على الاحترام المتبادل، التفاهم، والوعي بالحقوق والواجبات.
وأضافت أن الدورة توفر للنساء والفتيات مساحة آمنة لمناقشة مواضيع حساسة قد تتجاهلها بعض الأسر، وتشجع على التعبير عن الرأي بحرية، وفهم أسس العلاقة الزوجية من منظور علمي واجتماعي ونفسي.
وأوضحت أن الدورة تمتد على ثلاثة أيام، وتغطي محاور شاملة تتضمن "مفهوم الزواج ودوافعه: فهم الأبعاد النفسية والاجتماعية للزواج، التمييز بين التوقعات الواقعية والطموحات الشخصية، أهمية الاتفاق على القيم والمبادئ المشتركة، وأنماط التفكير في الزواج: التعرف على مختلف طرق التفكير والتعامل مع الزواج، وكيفية التعامل مع الاختلافات بين الزوجين، وفهم دور كل طرف في الحياة الزوجية، والاستعداد النفسي والاجتماعي: بناء وعي المرأة بمسؤولياتها المستقبلية، والقدرة على مواجهة التحديات الزوجية بثقة وهدوء، والتعامل مع الضغوط الاجتماعية والعائلية دون فقدان التوازن النفسي".
واكملت بهيجة الخضر، "بالإضافة لحقوق المرأة الأساسية في الزواج: تشمل الحق في الاحترام المتبادل، الحق في التعبير عن الرأي والمشاركة في اتخاذ القرارات الأسرية، الحق في الرعاية الصحية والتعليم، الحق في الحماية من أي نوع من العنف النفسي أو الجسدي، والحق في الحصول على الدعم العاطفي والمعنوي داخل الأسرة، واجبات المرأة ومسؤولياتها: إدراك الدور الذي تلعبه المرأة في بناء الأسرة، المشاركة في إدارة الحياة الزوجية، دعم الاستقرار النفسي والاجتماعي للأسرة، والمساهمة في تعزيز القيم الأسرية".
وبيّنت أن "مقومات الزواج الناجح والفاشل تتمثل بتحديد السمات التي تضمن استمرار العلاقة الزوجية بشكل صحي، ومعرفة السلوكيات التي قد تؤدي إلى الفشل أو الصراعات المستمرة، وكيفية تجنبها".
وأكدت على أن الدورة مفيدة أيضاً للنساء حديثات الزواج، إذ تساعدهن على التعامل مع التحديات الواقعية التي قد تظهر في السنة أو السنتين الأولى من الزواج، وفهم الاحتياجات المتبادلة بين الزوجين، وتعزيز مهارات التواصل، والصبر، وحل المشكلات بطريقة بنّاءة.
ولفتت إلى أن تمكين النساء وفهمهن الكامل لحقوقهن وواجباتهن ينعكس بشكل مباشر على المجتمع بأكمله، إذ أن الأسر المستقرة والقادرة على التفاهم تسهم في تعزيز السلم الاجتماعي، الحد من النزاعات الأسرية، ودعم تماسك المجتمع الليبي "الفهم المبكر للحقوق والواجبات الزوجية يتيح للمرأة المشاركة بفاعلية في حياتها الأسرية والاجتماعية، ويعزز من قدرتها على اتخاذ القرارات المسؤولة، ويقلل من المشكلات المتوارثة عبر الأجيال".
وتأتي هذه الدورة ضمن جهود المركز لتعزيز قدرات النساء والفتيات، ورفع مستوى الوعي الاجتماعي والأسري لديهن، بما يتيح لهن المشاركة الفاعلة في بناء أسر قوية ومستقرة، مع التركيز على تطوير المهارات الشخصية، التعاطف، التواصل الصحي، وإدارة الحياة الزوجية بطريقة واعية ومبنية على الاحترام المتبادل.
كما تركز الدورة على تقديم استراتيجيات عملية تمكن المرأة من حماية حقوقها وتحقيق توازن بين حياتها الزوجية والمجتمعية، وتزويدها بالأدوات اللازمة للتعامل مع أي تحديات محتملة في المستقبل، بما يعكس التزام المركز بتمكين المرأة ودورها الفاعل في الأسرة والمجتمع على حد سواء.