نساء السودان بين العنف والمجاعة... نداء أممي لإنقاذ الأرواح
تواجه النساء والفتيات في السودان ظروفاً قاسية تهدد حياتهن، وسط نقص حاد في الرعاية الصحية ومخاوف متزايدة من المجاعة.

مركز الأخبار ـ في ظل التدهور المستمر للوضع الإنساني الذي تعاني منه النساء والفتيات في السودان خاصة الناجيات من العنف الجنسي، أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها عن افتقار ما لا يقل عن 84 ألف امرأة حامل لأبسط مقومات الرعاية الصحية.
أكدت الأمم المتحدة أن ما يقارب 84 ألف امرأة حامل يُتوقع أن يلدن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة في بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية الصحية، وسط ظروف قاسية ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
وفي تصريح لها نُشر على موقع الأمم المتحدة، شددت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، على أن النساء في السودان يواجهن تحديات إنسانية جسيمة، لا سيما من تعرضهن للعنف الجنسي، موضحة أن الصندوق، بالتعاون مع شركائه، يبذل جهوداً كبيرة لتوفير خدمات إنقاذ الحياة رغم صعوبة الأوضاع.
نداء يحذر من استخدام النساء كأداة للحرب
كما وجهت ليلى بكر نداءً إلى المجتمع الدولي والأطراف المتنازعة، محذرة من استخدام النساء والفتيات كأدوات في النزاعات المسلحة، مؤكدة أن آلاف الحوامل في السودان يواجهن خطر الولادة في ظروف غير إنسانية تفتقر إلى الحد الأدنى من الرعاية الطبية.
وقالت ليلى بكر إن النساء اللواتي يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي في بيئة تعاني من نقص الغذاء وتدهور الرعاية الصحية، يعشن حالة من القلق العميق يصعب تخيلها، مؤكدة أن الصندوق يولي اهتماماً بالغاً بتوفير ولادات آمنة، إلى جانب تقديم الدعم الطبي والنفسي للناجيات، دون الخوض في تفاصيل ما تعرضن له، حفاظاً على كرامتهن وسلامتهن.
وأعربت عن قلقها من ضعف الاستجابة الدولية تجاه الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، مشددة على أن حق النساء في الأمان والرعاية والولادة الكريمة هو حق إنساني عالمي لا يقبل المساومة.
وفي ختام حديثها، عبرت ليلى بكر عن مخاوفها من خطر المجاعة الذي يهدد السودان، البلد الذي كان في يوم من الأيام مصدراً لغذاء القارة الأفريقية، لكنه اليوم يواجه تحديات وجودية، من ناحية أخرى أبدت تفاؤلها بإمكانية تعافي الشعب السوداني والعيش في بيئة مستقرة بعد انتهاء النزاع المستمر منذ منتصف نيسان/أبريل 2023.