ناشطتان توجهان رسالة تضامن ودعم لنساء أفغانستان

في العام الرابع من حكم طالبان، نشرت فرخنده حبيبي ويلدا أحمد رسائل تشيد بمقاومة المرأة الأفغانية ضد القيود والضغوط الاجتماعية والسياسية، وتؤكد على استمرار النضال من أجل الحرية.

بهاران لهيب

أفغانستان ـ واجهت المرأة الأفغانية ماضياً عصيباً، فعلى مدار العشرين عاماً الماضية، فشلت الجهود المبذولة لضمان حقوق المرأة في إحداث تغييرات جذرية، واتسمت العديد من البرامج والمشاريع بطابع اقتصادي في معظمها، وأُنفقت الموارد المالية الكبيرة المخصصة لأفغانستان لإعادة الإعمار والاستثمار على العمالة الأجنبية والقوات العسكرية، بالإضافة إلى الإنفاق المحلي.

مع هذا الحجم من الاستثمارات، كان من المتوقع أن يتحسن الوضع الاقتصادي للشعب، إلا أن شريحة كبيرة من المجتمع لا تزال تعاني من الفقر.

ووفقاً للتقارير، كانت أفغانستان تُعتبر من أكثر الحكومات فساداً وأقل البلدان أماناً للنساء خلال تلك الفترة، ولا تزال حوادث القتل، وحالات العنف العديدة ضد المرأة، راسخة في الذاكرة الجماعية للمجتمع.

وأرسلت الناشطة في مجال حقوق المرأة والصحفية فرخنده حبيبي، والطبيبة النفسية والناشطة الحقوقية يلدا أحمد، رسائل تضامنية للنساء الأفغانيات داخل البلاد.

 

"مع مجيء طالبان على الحكم كتم صوت النساء الافغانيات"

وقالت فرخنده حبيبي في رسالتها "لقد مرت أربع سنوات من الظلام والجهل، فالخامس عشر من آب هو اليوم الذي انهار فيه النظام، ومعه غرقت آلاف أحلام وآمال النساء الأفغانيات في الظلام. اليوم الذي أُغلقت فيه أبواب المدارس، وكُسرت الأقلام، وكُتم صوت امرأة. هذا التاريخ لا يُخلد ذكرى سقوط حكومة فحسب، بل يُخلد أيضاً بداية حقبة من الحرمان وكفاح النساء الصامت من أجل استعادة أنفاسهن، لكن لحسن الحظ، كانت النساء الأفغانيات دائماً قويات وسيواصلن النضال بقوة أكبر".

 

"المرأة الأفغانية أدركت أن الطريق الوحيد للتحرر هو الوقوف ومحاربة الطغيان"

بدورها تقول يلدا أحمد في رسالتها "عامٌ آخر أضيف إلى حياة إمارة طالبان الدموية والخائنة. أجل! أربع سنوات مضت على وصول أحلك جماعة وأكثرها جهلاً في تاريخ أفغانستان إلى السلطة. خلال هذه الفترة، عاش الشعب الأفغاني أحلك أيام حياته. عانى من الفقر والبطالة ومختلف أشكال القمع، كما أن النساء الأفغانيات على وجه الخصوص يُسحقن ويُسحقن يومياً بالعنف والجرائم. لقد انتهكت طالبان، بإصدارها فتاوى مختلفة تُضفي عليها صبغة دينية، أبسط حقوق المرأة".

وعن النضال الدؤوب الذي خاضته المرأة الأفغانية، أضافت في رسالتها "لكن المرأة الأفغانية لم تصمت وأدركت بشكل صحيح أن الطريق الوحيد للتحرر هو الوقوف ومحاربة الطغيان. أثبتت النساء الأفغانيات من خلال نضالهن، مقاومة كبيرة خلال هذه السنوات الأربع سراً وعلناً، وأعلم أن كل ليلٍ هو فجرُ الظلام على أمل تحرير شعب أفغانستان من وصم الأصولية".