تحذيرات من استمرار المجاعة وانهيار شبه كامل للقطاع الصحي في السودان

حذرت منظمات دولية من انهيار المنظومة الصحية ومجاعة تهدد نصف السكان، وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي أن الفاشر وكادوقلي تواجهان أوضاعاً إنسانية كارثية، وسط صعوبات في وصول الإغاثة وتصاعد العنف ضد النساء.

مركز الأخبار ـ منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان نزاعاً بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، خلّف عشرات الآلاف من القتلى، وأدى إلى نزوح ما يقارب 13 مليون شخص، فيما يعد أكبر أزمة نزوح يشهدها العالم حالياً.

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أنّ نحو 80 % من المرافق الصحية في السودان توقفت عن العمل نتيجة استمرار النزاع منذ أكثر من عامين ونصف بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيرةً في بيان لها إلى أنّ أكثر من 100 ألف شخص من سكان مدينة الفاشر في إقليم دارفور غادروا إلى مناطق مجاورة، فيما يواجه الأطفال والنازحون أوضاعاً صعبة بسبب انتشار سوء التغذية الحاد.

في وقت سابق، اعتبر منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، أنّ ما يشهده السودان يُعدّ أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم من جميع الجوانب، مؤكداً أنّ قرابة 25 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان البلاد، يواجهون مستويات خطيرة من الجوع، فيما يعاني نحو خمسة ملايين طفل وأم من سوء التغذية الحاد والذي يهدد حياتهم.

"نحن بحاجة إلى وصول آمن"

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يحتاج إلى ضمان وصول آمن ودون قيود إلى مختلف مناطق السودان لمواجهة خطر المجاعة، محذراً من استمرار المجاعة في مدينتي الفاشر وكادوقلي "أنّ فرق الإغاثة تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى بعض المناطق المتضررة".

وأفاد ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان، إن المناطق المحاصرة تشهد عمليات قتل وعنف واسعة، مؤكداً أن هناك تزايد في عمليات العنف ضد النساء في الفاشر مع نقص في الخدمات.

وأضاف ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان أن "عقبات عديدة تواجه العاملين في المجال الإنساني في الفاشر"، مشدداً على أنه لا حماية للنساء مع استمرار العنف في الفاشر، وفي وقت سابق أكد فريق الخبراء المستقلين بشأن السودان أن أعمالاً وحشية لا توصف حدثت على نطاق واسع بمدينة الفاشر، محذرين من أن "أجزاءً كثيرة في الفاشر أصبحت ساحة جريمة".

وناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إمكانية إرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى مدينة الفاشر في السودان، بهدف التحقق من هوية المسؤولين عن الانتهاكات هناك، وأشارت إلى أنّ مشروع قرار مطروح أمام المجلس يدعو إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر دون عوائق.