"صوت هند رجب" مأساة غزة تتحول إلى شهادة سينمائية

في لحظة سينمائية نادرة تجمع بين الفن والصرخة الإنسانية، شهد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عرض الفيلم التونسي "صوت هند رجب"، الذي يوثق الساعات الأخيرة من حياة طفلة فلسطينية قتلت تحت القصف في قطاع غزة.

مركز الأخبار ـ يسلط فيلم "صوت هند رجب" الضوء على مأساة إنسانية من قلب غزة، حيث تتحول قصة طفلة فلسطينية إلى شهادة سينمائية تهز الضمير العالمي، يجمع بين التوثيق والدراما ليمنح صوتاً لمن حرموا من الحياة والعدالة.

في عرض عالمي مؤثر، شهد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الثانية والثمانين تقديم الفيلم التونسي "صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يوثق اللحظات الأخيرة من حياة طفلة فلسطينية قتلت في قطاع غزة في كانون الثاني/يناير 2024.

الفيلم الذي ينافس على جائزة "الأسد الذهبي"، يروي مأساة هند رجب، الطفلة ذات الخمس سنوات، التي حوصرت داخل سيارة تحت قصف القوات الإسرائيلية، وظلت لساعات تتوسل عبر الهاتف لمسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني لإنقاذها.

التسجيلات الصوتية الأصلية لتلك المكالمات تشكل العمود الفقري للفيلم، الذي يجمع بين الوثائقي والدرامي، ويعرض تفاصيل مروعة عن مقتل أفراد عائلتها، ثم المسعفين الذين حاولوا الوصول إليها.

وقد لفتت المخرجة كوثر بن هنية، المعروفة بأعمالها السابقة مثل "بنات ألفة" و"الرجل الذي باع جلده"، أن الفيلم جاء كرد فعل على ما وصفته بـ "التجريد من الإنسانية" في تغطية الإعلام العالمي لضحايا غزة، قائلة "حين سمعت صوت هند للمرة الأولى، شعرت أنه صوت غزة كلها تستنجد، لا مجرد طفلة واحدة".

وأثار الفيلم موجة تضامن عالمية، خاصة بعد انتشار تسجيلات صوت هند رجب عبر وسائل التواصل، ما دفع إلى احتجاجات طلابية في جامعات أمريكية ومطالبات بفتح تحقيق مستقل في الحادثة، وبحسب منظمة "Forensic Architecture" فقد أطلقت القوات الإسرائيلية 335 طلقة على السيارة التي كانت تقل هند.

ويمثل الفيلم تونس في سباق الأوسكار لأفضل فيلم دولي، يستعد أيضاً للعرض في مهرجان تورونتو السينمائي، وسط توقعات بأن يترك أثراً فنياً وإنسانياً عميقاً في الساحة العالمية.