صرخة في وجه الصمت... نساء البلوش تخرجن في احتجاجات
خرجت النساء البلوش في مشهد نادر، استجابة لمقتل لالي بامري في هجوم عسكري على قرية جونيتش، في احتجاج ضد ما وصفنه بالقمع المنهجي والعنف البنيوي الذي تتعرض له نساء المجتمع البلوشي.

مركز الأخبار ـ في قلب إيران تقف النساء البلوشيات وجهاً لوجه مع واقعٍ من التهميش والعنف الهيكلي، في معركة يومية من أجل الكرامة والعدالة، فمأساة مقتل لالي بامري لم تكن سوى صفحة جديدة في سجل معاناة مزمنة.
شهدت مدينة خاش في إيران أمس الجمعة 4 تموز/يوليو، مشهداً غير مألوف، حيث خرجت النساء البلوش إلى الشوارع وهن ترددن هتافات ملأت الأرجاء والتي لم تكن مجرد كلمات، بل صدى لألم طويل تجسّد بمأساة حديثة، ألا وهو مقتل لالي بامري التي سقطت ضحية لهجوم عسكري استهدف منزلاً في قرية جونيتش.
لالي بامري، التي كانت قد أُصيبت برصاصة مباشرة في كليتها صباح يوم الثلاثاء الأول من تموز/يوليو، نُقلت إلى مستشفى الإمام الخميني في خاش، وعلى مدى ثلاثة أيام قاومت ما بين الحياة والموت، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بفعل مضاعفات الإصابة والفشل الكلوي.
موتها لم يكن مجرد رقم جديد في سجل الضحايا؛ بل أصبح شرارة احتجاج نسائي حيث خرجت النساء الغاضبات في مسيرة ضخمة، اخترن أن تكون صامتة في خطواتها وصاخبة في شعاراتها، ورفعن لافتاتٍ كُتب عليها "قُتلت لالي، وخان بيبي أيضاً؛ لماذا يصمت العالم؟"، ورددن "الموت للنظام القاتل"، و"لالي، موتك لا يُنسى"، وعلى جدار مكتب المحافظ، خُطّ شعار أصبح رمزا للمقاومة "لن نسامح ولن ننسى".
هذه المسيرة لم تكن فقط لأجل لالي بامري، بل لأجل خان بيبي بامري أيضاً، التي سقطت في ذات المداهمة، ومعهما ما لا يقل عن عشر نساء أخريات أُصبن إصابات متفاوتة، وطالبت المتظاهرات بالكشف عن هوية من نفّذوا الهجوم الذي وصفنه بـ "الدموي"، مؤكدات أن التغاضي عن هذه الجرائم وعدم محاسبة مرتكبيها سيعمّق من مشاعر الغضب وعدم الثقة بين المجتمع والدولة.
ورغم الطابع السلمي للمسيرة، فقد سجل انتشار أمني كثيف في مدينة خاش فور انتهائها، كما وردت تقارير عن وجود عناصر أمنية بملابس مدنية راقبت الحشود عن كثب، ومع ذلك، لم تُسجّل أي مواجهات حتى لحظة نشر الخبر.
أصوات المتظاهرات لم تكن موجهة فقط للسلطات المحلية، بل للعالم بأسره، الذي بحسب تعبيرهن يلتزم صمتاً مشيناً إزاء ما وصفنه بـ "القمع المُمنهج" والعنف الهيكلي الذي تتعرض له المرأة البلوشية، واعتبر الكثير من المشاركين والمشاركات في الاحتجاج أن صمت المسؤولين "تواطؤ"، داعين إلى العدالة، المساءلة، ومواساة ذوي الضحايا، في مواجهة منظومة عنف تتجذّر يوماً بعد آخر.