صدمات اقتصادية وصحية تُهدد سبل عيش النازحين اليمنيين

أكد تقرير أممي أن أكثر من نصف النازحين داخلياً في أربع محافظات ضمن نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، واجهوا صدمات متنوعة أضعفت قدرتهم في الحصول على الغذاء خلال أيار/مايو الماضي.

مركز الأخبار ـ كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقرير حديث عن واقع صادم يعانيه أكثر من نصف النازحين داخلياً في اليمن.

أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" في تقرير جديد لها جاء تحت عنوان "الرصد العالي لانعدام الأمن الغذائي بين النازحين داخلياً" أمس الجمعة الرابع من تموز/يوليو، أن 56% من هؤلاء النازحين بتعرضهم لصدمات متعددة أثّرت بشكل كبير على قدرتهم في الحصول على الغذاء.

وأوضح التقرير أن معظم هذه الصدمات كانت ذات طابع اقتصادي بحت، تمثلت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، وتراجع فرص العمل، وانخفاض مستوى الدخل، وهي تحديات لا تخص النازحين فقط، بل تعكس الوضع الاقتصادي المتدهور الذي تعيشه البلاد عموماً، حتى بين السكان المحليين غير النازحين في مناطق الحكومة.

ولم تغفل "الفاو" الجانب الصحي، حيث أبرزت بيانات مسح الأمن الغذائي للأسر النازحة (HFM) وجود نمط متكرر من الصدمات، بصرف النظر عن نوع الأسرة أو موقعها، إذ لوحظ ارتفاع في الأزمات الصحية، نتيجة انخفاض الإنفاق على الرعاية الصحية وضعف تغطية خدمات الصحة العامة.

وفي إحصائية لافتة، سجل التقرير أن 60% من الأسر النازحة شهدت انخفاضاً في دخلها الرئيسي خلال أيار/مايو الفائت، مقارنة بـ 58.6% في نيسان/أبريل الماضي، ما يشير إلى استمرارية التدهور في الأوضاع الاقتصادية، وزيادة الضغوط على قدرة النازحين الشرائية.

أما عن الصدمات الأكثر انتشاراً في صفوف النازحين، فقد جاء في المقدمة مرض أو وفاة أحد أفراد الأسرة بنسبة 26.6%، تلاها ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 23.9%، ثم فقدان العمل بنسبة 17.5%، تلتها زيادة تكاليف الوقود بـ 11.2%، فيما سجلت صدمات اقتصادية أخرى نسبة 6.4%.

ورغم أن التقرير أشار إلى انخفاض طفيف في نسبة التعرض للصدمات مقارنة بشهر نيسان/أبريل، إلا أن الوضع لا يزال مقلقاً، ويُسلّط الضوء على الحاجة الملحة إلى تعزيز الاستثمارات في دعم سبل العيش، وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية، لإنقاذ الأرواح ومنع تفاقم مستويات الفقر في أوساط السكان النازحين.