'شعلة نوروز هذا العام ستكون شعلة الحرية والسلام'
"شعلة نوروز التي ستوقد هذا العام ستكون شعلة الحرية والسلام"، بهذه الكلمات أكدت فيروزة زوجورلي على أن الشعب لن يتراجع رغم الألم والقمع الذي استمر لسنوات طويلة.

مدينة مامد أوغلو
آمد ـ يستقبل أهالي مدينة ديار بكر (آمد) بشمال كردستان هذا العام احتفالات عيد نوروز الذي يصادف الـ 21 من آذار/مارس، بشعار " نوروز من أجل حرية المجتمع الديمقراطي " ومع اقتراب العيد بدأت شعلة نوروز تتألق في العديد من أجزاء المدينة.
تزامناً مع اقتراب عيد نوروز، تم إشعال أول نار في مدينة ديار بكر (آمد) في منطقة ليجه في الثاني عشر من آذار/مارس الجاري، ويواصل الأهالي هذا التقليد منذ تسعينيات القرن الماضي من خلال إشعال النيران كل عام على الرغم من تعرضهم للاعتقال والاختفاء القسري.
قالت فيروزة زوجورلي، التي ولدت ونشأت في قرية فيس التابعة لقضاء ليجه، واضطرت للانتقال إلى مدينة ديار بكر (آمد) في أوائل التسعينيات بسبب القمع الحكومي، إنه "على الرغم من كل القمع الذي تعرضنا له، فإننا نواصل إبقاء شعلة نوروز متقدة، وفي كل نوروز كانت قرانا تتألق كالنجوم، عندما كنت صغيرة كنت أنا وعائلتي نوقد شعلة نوروز، كان الرجال آنذاك يأخذون الإطارات إلى أعلى التل ويقومون بإضرام النيران فيها، في الثمانينات والتسعينات كان الأهالي يحتفلون تحت ضغط كبير من قبل السلطات".
وتابعت "في ذلك الوقت كنا نوقد النار على قمم الجبال، ومن ثم نعود إلى منازلنا، وفي الكثير من المرات كنا نشعلها ونحتفل سراً، كان الجنود يقومون بمداهمة الأماكن التي يروون فيها النيران ويقومون باعتقال المحتفلين هناك، ورغم ذلك كانت شعلة نار نوروز توقد في الواحد والعشرين من آذار، ولا أزال أتذكر النار والدخان في أعالي الجبال"، مشيرةً إلى أنها حافظت على كل التقاليد التي كانت تقام بمناسبة عيد نوروز من إشعال النيران حتى تجهيز الملابس، لتنقلها لأولادها.
وأكدت أنهم واصلوا نفس التقاليد والنضال على الرغم من الهجرة، مضيفةً أنه كان هناك الكثير من الضغط خاصةً بين عامي 1991 ـ 1993، حيث لم يكن مسموحاً في ذلك الوقت الاحتفال بعيد نوروز وكان يتم اعتقال من يقوم بإيقاد النار أو الاحتفال "على الرغم من كل القمع لم نتراجع أبداً عن ممارسة تقاليدنا وإشعال النار والاحتفال".
وقالت "رغم جميع العوائق ومهما كانت الظروف كنا نذهب لساحات الاحتفال، أما الذين لم يتمكنوا من الدخول فقد كانوا يشعلون النيران في الشوارع، كان يتم تفتيش من يتمكن من الدخول إلى منطقة الاحتفال ومصادرة كل ما يتعلق بإيقاد النيران، لذلك كنا نخلع معاطفنا وشالاتنا ونشعل نار نوروز، كانت فترة التسعينيات تمر بهذه الطريقة".
وأشارت إلى أن الناس توافدوا إلى مناطق الاحتفال بنوروز على الرغم من القمع الذي تعرضوا له في السنوات السابقة وأنهم يبحثون عن تلك الروح القديمة اليوم "إن روح التسعينيات يجب أن تكون في قلب ساحات الاحتفال بنوروز عام 2025".
وأكدت على أن الشعب لم يتراجع رغم كل الألم والقمع الذي دام لسنوات "إن شعلة نوروز التي ستوقد هذا العام هي شعلة الحرية والسلام، فنوروز هي حرية هذا الشعب، وعسى أن يحمل نوروز 2025 السلام لنا جميعاً، سنشعل هذه النار من أجل السلام هذا العام، فنحن نناضل من أجل السلام منذ سنوات والآن يجب أن نطبقه عملياً".