في الذكرى السابعة... التأكيد على حق أهالي عفرين بالعودة الآمنة

استنكر أهالي إقليم شمال وشرق سوريا استمرار احتلال مدينة عفرين على يد الدولة التركية ومرتزقتها والانتهاكات التي تطال المدنيين العزل في الذكرى السابعة لاحتلال المدينة، مع التأكيد على ضرورة تأمين العودة الآمنة للمهجرين.

مركز الأخبار ـ في 20 كانون الثاني/يناير من عام 2018 هاجم الاحتلال التركي ومرتزقته مدينة عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا، وأبدى الأهالي مقاومة تاريخية سميت بمقاومة العصر استمرت لـ 58 يوماً، ونتيجة الهجمات العنيفة تم احتلال المدينة في 18آذار/مارس من العام ذاته.

 

"حان الوقت لتعود عفرين كما كانت"

نظمت لجنة الفعاليات الشعبية في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا تحت شعار "عفرين عفريننا، والعودة إليها عهدنا" اليوم الثلاثاء 18 آذار/مارس تظاهرة حاشدة بمناسبة حلول الذكرى السابعة لاحتلال مدينة عفرين، بمشاركة المئات من الأهالي على مستوى المقاطعة وأهالي عفرين النازحين.

وعلى هامش التظاهرة قالت نجمة كنجو من مدينة كوباني "خرجنا اليوم للتضامن مع أهالي عفرين الذين عاشوا مأساة ومعاناة وظلم النزوح لعدة مرات، نتيجة احتلال تركيا لمدينتهم ونزوحهم منها قسراً"، مؤكدةً أنه حان وقت عودة الأهالي إلى مدنهم لتعود عفرين كما كانت وتتزين بلونها وبثقافتها وتراثها وبحرية شبعها ونساءها، وتعود عفرين جميلة كما السابق".

وأكدت أنه "لديهم أمل بأن يعود أهالي عفرين إلى مدينتهم ويتم تحريرها خاصةً بعد الاتفاق بين حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، والتي تضمنت تأمين عودة آمنة للنازحين إلى مدنهم ومناطقهم، مؤكدةً أنه كما يسطر شعوب المنطقة في سد تشرين التاريخ، ستتحرر كافة المناطق المحتلة فبروح مقاومة سد تشرين وبنضالهم سنحرر كافة المناطق المحتلة، فكما انتصرت مقاومة كوباني ستنتصر عفرين".

بدورها قالت باكيرة سنجار إنه "خرجنا اليوم للمطالبة بتحرير عفرين وعودة أهاليها، خاصةً أنهم عاشوا سنوات من النزوح وارتكب بحقهم انتهاكات ومجازر، لذلك يجب على العالم المطالبة بخروج تركيا من عفرين لتعود كما كانت في السابق"، مشيرةً إلى أن النساء تتعرضن لأبشع أشكال الظلم والعنف والقتل والخطف "كنساء كوباني وبروح النضال والمقاومة سنحرر النساء في عفرين".

 

 

الشعب الكردي يدفع دائماً ثمن السياسات العالمية

ومن مدينة الحسكة أصدر مجلس الشعب بياناً جاء فيه "في الذكرى السابعة لاحتلال مدينة عفرين من قبل تركيا والمرتزقة التابعة لها والتي عمدت إلى قطع أشجار الزيتون وتغيير ديموغرافية المنطقة وتهجير سكانها ومصادرة ممتلكاتهم منذ بدء احتلالها للمدينة، ليحقق بذلك غايته بعد مقاومة كبيرة سميت بمقاومة العصر التي دامت 58 يوماً، حيث لجأت إلى الطيران الحربي وقصف كل شيء بهدف فرض ضغائنها وأحقادها على الشعوب الأصيلة في المنطقة".

وأكد البيان أن الاحتلال التركي مستمر بالضغط على أهالي عفرين بهدف إرضاخهم لإرادتها وتحقيقاً لميثاقها الملي وأوهامها التاريخية، كما أنه مستمر بارتكاب المجازر بحق شعوب المنطقة فقد ارتكب مجزرة بحق أسرة كاملة راح ضحيتها تسعة أفراد من عائلة واحدة في ريف مدينة كوباني، ليتجاوز بذلك كل القيم والمبادئ الإنسانية فهي ترتكب المجازر بلا خوف من المجتمع الدولي والذي لا يزال صامتاً حيال ما يجري.

ووأدان مجلس الشعب في الحسكة في بيانه المجزرة التي وقعت في ريف مدينة كوباني "نطالب الأمم المتحدة والتحالف الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية وأصحاب الضمائر الحية لإعلان رفضها لمثل هذه التصرفات وإدانة الدولة التركية على ما ترتكبه من جرائم حرب بحق شعوب المنطقة، إضافة إلى فتح تحقيق دولي وفرض حظر جوي من أجل حماية المدنيين في المنطقة، ومنع المزيد من التعديات على أرواحهم ومنشآتهم وبناهم التحتية.

وفي هذا السياق قالت ليلى إيبش مهجرة من مدينة عفرين إن "الشعب الكردي هو من يدفع دائماً ثمن السياسات العالمية، واحتلال عفرين ومجزرة حلبجة وما ارتكبه الاحتلال التركي في ريف كوباني مثال حي على ذلك"، معتبرةً أن السلطة الحالية في دمشق فاشية ولا تغير سياستها مهما كلفها الأمر، حيث أنها أعلنت قبل عدة أيام عن دستور لم يشرك فيه مكونات الشعب السوري.

وأدانت مماطلة السلطات بقضية المهجرين "يمر اليوم سبع سنوات على احتلال تركيا لعفرين ولكن لحد هذه اللحظة لم يتم حل ملف عودة أهالي عفرين إلى أراضيهم"، مناشدةً المجتمع الدولي للخروج عن صمته حيال الأزمة التي تشهدها سوريا وإيقاف سفك الدماء فيها وحل قضية المهجرين.

بدورها أوضحت نبيهة محمد مهجرة من مدينة عفرين المحتلة أن شعب عفرين قاوم 58 يوماً بوجه طائرات الاحتلال التركي ولكنه هُجر قسراً بعد ارتكاب المجازر بحق أهاليها وطبيعتها، لافتةً إلى أن الاحتلال التركي يتعمد ارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي في شهر آذار مع حلول عيد نوروز وفصل الربيع، لأنهم يُعرِفون أنه شهر النصر، لذا تصر تركيا على جعل هذا الشهر ملوناً بدماء أطفال الكرد ونسائهم.

وأكدت على أنه "بالرغم من جميع المجازر والإبادة التي يرتكبها الاحتلال التركي، إلا أن المقاومة كانت خيارنا ولن نتراجع عنها لنبني سوريا ديمقراطية وفق ما يلبي تطلعات الشعب من صون الحقوق وكرامة كافة مكوناتها".

 

 

أهالي عفرين مستمرون في مقاومتهم

وفي مقاطعة الرقة وتحت شعار "بروح مقاومة العصر نضمن العودة الآمنة إلى عفرين" خرج المئات من الأهالي مدينة الرقة والمهجرين قسراً من عفرين في تظاهرة بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاحتلال عفرين.

وتم خلال التظاهرة إلقاء كلمة من قبل لجنة الشهباء وعفرين أكدت فيها أنه "يصادف اليوم الذكرى السابعة لاحتلال عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها تم خلالها تهجير عشرات الآلاف من السكان من قراهم ومنازلهم، وارتكب بحقهم المجازر من قتل وخطف وصولاً إلى تدمير الطبيعة".

وأشارت اللجنة إلى أنه على الرغم من تهجيرهم استمر أهالي عفرين في المقاومة في مقاطعة الشهباء، أملاً بالعودة إلى مدينتهم، لكن الموازين تغيرات وتم تهجيرهم مرة أخرى إلى مناطق مختلفة من إقليم شمال وشرق سوريا وحلب بعد سقوط النظام في سوريا بعد أربعة عشرة عاما من المعاناة.

وأوضحت أن سقوط نظام البعث شكل بارقة أمل لوقف آلة الحرب التي دمرت البشرية والطبيعة، وكانت فرصة لنشر لغة السلام والحوار في سوريا وعودة جميع المهجرين قسراً إلى مدنهم، لكن الأحداث جرت بعكس ما كان متوقع فما حصل من إبادة بحق الطائفة العلوية في الساحل السوري والهجمات على سد تشرين وجسر قراقوزاق واستهداف المدنيين في الشهباء وعفرين وكوباني من قبل الاحتلال التركي، وانتهاج الحكومة لانتقالية في دمشق سياسات أحادية همشت من خلالها مشاركة جميع المكونات السورية في بناء نظام ديمقراطي، ما هو ألا إصرار على إعادة ربة حزب البعث بإدارة الدولة في المستقبل ولكن بواجهة إسلامية قومية".

وطالبت اللجنة المجتمع الدولي وفي مقدمته التحالف الدولي بالضغط على الدولة التركية للخروج من مناطق الشمال السوري، وتهيئة البيئة المناسبة للعودة الأمانة لأهالي عفرين والشهباء إلى مدنهم وقراهم ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في عفرين وكوباني وتل تمر والساحل السوري".

وعلى هامش التظاهرة نددت الرئاسة المشتركة لرابطة أهالي عفرين الاجتماعية مريم بلال دخول العام السابع على احتلال مدينة عفرين من قبل الاحتلال التركي "يكفي احتلال وتهجير قسري بحقنا، فقد مرت سبعة أعوام ونحن بعيدين عن مدينتنا"، مؤكدةً أنه "رغم المجازر الذي يرتكبها الاحتلال التركي سنبقى مقاومون وصامدون حتى تحرير أرضنا".

ومن جانبها أكدت الرئاسة المشتركة لمجلس الشعب هيفاء مسلم "نأمل أن تكون هذه الذكرى الأخيرة على احتلال مدينة عفري بعد دخولها العام السابع وأن يعود الأهالي الذين يتعرضوا لانتهاكات وقتل وخطف وتهجير قسري إلى مدنهم وقراهم، وأن يعم السلام في المنطقة".

 

 

وبذات السياق أدلت رابطة عفرين الاجتماعية ببيان إلى الرأي العام، مطالبةً بـمحاسبة مجرمي الحرب وفق آليات العدالة الانتقالية، وتأمين العودة الآمنة لأهالي عفرين إلى منازلهم، وضمان أمنهم وسلامتهم من قبل الحكومة الانتقالية المؤقتة في دمشق، وتنفيذ العودة الآمنة بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة المختصة.

وجاء في نص البيان "تحلُّ الذكرى السابعة للتهجير القسري الجماعي الذي تعرّض له أهالي منطقة عفرين، نتيجة حملات التطهير العرقي التي نفّذتها الدولة التركية والفصائل المرتزقة المدعومة منها 18 آذار عام 2018، وقد أسفرت هذه العمليات عن تهجير أكثر من مئات الآلف من المدنيين، بالإضافة إلى مقتل آلاف الأبرياء"

وأوضح البيان أنه "عانى أهالي عفرين النازحين إلى منطقة الشهباء، وبقوا هناك سبع سنوات رغم صعوبات الحياة فيها على أمل العودة، وفي كانون الأول عام 2024، تعرّضوا للنزوح القسري مرة أخرى باتجاه شرق الفرات، نتيجة هجمات الفصائل المرتزقة المدعومة من الدولة التركية".

ودعا البيان "إننا في رابطة عفرين الاجتماعية، وإذ نستذكر هذه المأساة الإنسانية، نؤكد على ضرورة تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، كما ندعو المؤسسات الحقوقية الدولية والحكومة الانتقالية المؤقتة في دمشق إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حقوق أهالي عفرين وعودتهم الآمنة إلى ديارهم".

وطالبت الرابطة في بيانها الدولة التركية بإعادة النظر في سياستها تجاه كرد عفرين، استناداً إلى مبادئ السلام وحسن الجوار، "نطالب بـمحاسبة مجرمي الحرب وفق آليات العدالة الانتقالية، بما يضمن عدم إفلاتهم من العقاب ومنع تكرار الانتهاكات، وتأمين العودة الآمنة لأهالي عفرين إلى منازلهم، وضمان أمنهم وسلامتهم من قبل الحكومة الانتقالية المؤقتة في دمشق، وتنفيذ العودة الآمنة بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة المختصة وتمكين أهالي عفرين من إدارة شؤونهم بأنفسهم، بما يحقق العدالة ويضمن عدم تكرار الانتهاكات، وتأمين عودة المهجّرين السوريين من المحافظات الأخرى، المتواجدين في منطقة عفرين إلى قراهم ومدنهم وبلداتهم الأصلية، على أن تتحمل الحكومة الانتقالية المؤقتة في دمشق مسؤولية ذلك".

وخُتم البيان بالقول "إن استمرار هذه المعاناة يشكّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، لذلك نؤكد تمسّكنا بحقوقنا المشروعة، وندعو جميع الجهات المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه ما حدث ويحدث في عفرين".