نداء من TAJÊ: امنحوا أصواتكم لمن يعمل من أجل المجتمع
حول الانتخابات البرلمانية العراقية، أكدت سهام شنكالي أن المجتمع يريد أن يكون له تمثيل حقيقي في السياسة العراقية، وأن يحدد مصيره بنفسه.
 
					شنكال ـ في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، ستُجرى الجولة السادسة من الانتخابات البرلمانية العراقية، تأتي هذه الانتخابات في ظل وضع سياسي مضطرب وتحديات جديدة وتحولات في الشرق الأوسط، مما يجعل تأثيرها على العراق محل اهتمام كبير.
في هذه الانتخابات، التي تراها المجتمعات فرصة للتغيير والتحول، تأخذ شنكال موقعاً مهماً، لأن الحزب الذي سيفوز في شنكال سيكتسب قوة وتأثير في تحديد السياسة العراقية. ولهذا السبب، يسعى المجتمع الإيزيدي إلى إرسال ممثل خاص به إلى البرلمان العراقي، ليكون له دور وصوت في السياسة العراقية.
"هناك تدخل من ثلاث جهات في العراق"
في سياق الانتخابات العراقية وتأثيرها على العراق بأكمله والشرق الأوسط، وأهمية شنكال والمجتمع الإيزيدي، أشارت سهام شنكالي، ممثلة لجنة الدبلوماسية في حركة نساء الإيزيديات (TAJÊ)، إلى أن إجراء الانتخابات في بلد مثل العراق، الذي يشهد صراعات في كل زاوية، يمثل بارقة أمل للمجتمع في أن يكون هناك تغيير هذه المرة.
وأضافت "يقول كثيرون إن الانتخابات ستُجرى، لكن هناك أطرافاً تقول إن الانتخابات قد تُلغى في اللحظة الأخيرة بسبب ضغوط أمريكية وإسرائيلية. ومع ذلك، فإن هذه الانتخابات في هذا التوقيت مهمة للغاية. من الناحية السياسية والقانونية، هناك أزمات من جميع الجهات في العراق. الأراضي العراقية محتلة من قبل ثلاث دول: تركيا تتدخل من جهة، إيران من جهة أخرى، والدول الأوروبية وغيرها كذلك. هناك قوى متعددة في العراق، ولهذا السبب لم يتم التوصل إلى حل شامل منذ سنوات. لذلك، يقترب المجتمع من الانتخابات بأمل في تغييرات كبيرة".
"امنحوا أصواتكم لمن يعمل من أجل المجتمع"
وفي سياق حديثها، سلطت سهام شنكالي الضوء على جهود المجتمع الإيزيدي الرامية إلى إرسال ممثل حقيقي إلى البرلمان العراقي "منذ 11 عاماً، وحتى قبل الإبادة الجماعية، كان المجتمع الإيزيدي يسعى لأن يكون له تمثيل حقيقي في السياسة العراقية. خصوصاً بعد الإبادة، ظهرت محاولات متعددة بهذا الاتجاه. العالم يعرف جيداً أن الانتخابات السابقة لم تكن شفافة ونزيهة. في السابق، حاول حزب الحرية والديمقراطي الإيزيدي PADÊ إرسال ممثل، لكن تلك المحاولة أُحبطت بأساليب ملتوية، ولم يُسمح لـ PADÊ أن يدخل البرلمان باسم المجتمع الإيزيدي".
وأضافت "حتى الآن، يستخدم الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) المال والتلاعب لدفع أشخاص تابعين له إلى البرلمان، وهؤلاء الأشخاص يعملون ضد المجتمع الإيزيدي ومطالبه. على سبيل المثال، محمد خليل وفيان دخيل كانا في البرلمان قبل الإبادة، لكن المجتمع الإيزيدي رأى بأمّ عينه أنهم لم يفعلوا شيئاً من أجله، بل ألحقوا به الضرر، وعملوا فقط لمصالحهم الحزبية".
ولفتت إلى أن "في هذه العملية الانتخابية، يسعى المجتمع الإيزيدي إلى بناء تمثيل حرّ يعكس إرادته، ويمنح صوته لمن يعمل من أجل المجتمع. أملنا من مجتمعنا أن يمنح صوته لمن يخدمه حقاً".
"من يحقق تمثيلاً حقيقياً سندعمه حتى النهاية"
وتقول سهام شنكالي إن بعض التصريحات التي تُقال في سياق الدعاية الانتخابية بعيدة كل البعد عن الحقيقة "على سبيل المثال، عندما بدأت الدعاية الانتخابية في إقليم كردستان، خرج نجرفان بارزاني وقال: نحن قدّمنا آلاف الشهداء من أجل تحرير شنكال. وكأن من لم يرَ الحقيقة ولم يشهد الإبادة يمكنه أن يصدق مثل هذا الكلام. العالم كله رأى أن سبب الإبادة كان الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK). لقد وقعوا اتفاقاً مع داعش في 9 تشرين الأول وباعوا شنكال. الجميع يعرف هذه الأمور، ومع ذلك، لا يزالون يكررون: نحن حررنا شنكال، نحن قدّمنا شهداء من أجلها. يقولون هذه الأمور بلا خجل".
وأضافت "في النهاية، تم توقيع اتفاق 9 تشرين الأول، وبعد فترة قال مسعود بارزاني: لم نتمكن بأي شكل من الأشكال من تنفيذ اتفاق 9 تشرين. رغم دعم الدول الخارجية لهذا الاتفاق، ورغم وجود الأمم المتحدة فيه، إلا أن الضغط التركي حال دون تنفيذه. ومع ذلك، لا يزالون يقولون إن البيشمركة ستعود إلى شنكال، وكأن المجزرة لم ترتكب، وكأن المجتمع الإيزيدي لم يعانِ كل هذا الألم. لم يعودوا، ولن يستطيعوا العودة حتى في أحلامهم".
ولفتت إلى أنهم يعملون منذ 11 عاماً في هذا المجال "سندعم حتى النهاية الأشخاص القادرين على تمثيل مجتمعنا، وندعو المجتمع أن يشارك بهذه الروح. سندعم من يستطيع تمثيلنا في البرلمان بشكل حقيقي، ومن يسعى للاعتراف بالإبادة الجماعية".
نداء انتخابي من أجل المجتمع الإيزيدي
في ختام تقييمها، شددت سهام شنكالي على ضرورة أن يمنح المجتمع الإيزيدي صوته للأشخاص المؤهلين الذين يمكنهم تمثيل المجتمع بصدق "يجب أن يتخذ موقفاً واضحاً تجاه من خان هذا المجتمع. يجب أن يختار المجتمع الإيزيدي ممثليه بنفسه، ولهذا السبب نوجه هذا النداء إليه. كذلك، يجب على النساء الإيزيديات أن يقفن بكل قوة ضد أولئك الذين خانوا مجتمعهن وانضموا إلى الأحزاب التي ترتبط بالمسؤولين عن الإبادة".
وأضافت "لن تسمح النساء الإيزيديات للمجتمع الإيزيدي بالعودة إلى شنكال ما قبل الإبادة. شنكال اليوم ليست شنكال الأمس. المجتمع الإيزيدي، نساؤه، شبابه، يمتلكون التنظيم، الإرادة، والدفاع عن الذات. يجب على الجميع أن يدركوا هذا جيداً، وأن يعلموا أنهم لن يستطيعوا تحقيق أوهامهم بعد الآن".
