مهجرة في زركان: المرحلة حرجة وتتطلب تضامن النساء
دعت إحدى نساء زركان السوريات إلى تعزيز تضامنهن في مواجهة الاحتلال التركي على الرغم من اختلاف مناطقهن، والنضال في سبيل الحفاظ على مكتسبات ثورتهن.
سوركل شيخو
زركان ـ وجوه الأهالي في مدينة زركان في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، متعبة بسبب سنوات الحرب الطويلة، لكن في تجاعيدها وابتساماتهم يظهر إصرارهم على البقاء في مدنهم للعيش بكرامة.
ميليا مانو من قرية دادا عبدال الواقعة شمال زركان، تعرضت للقصف بشكل يومي على يد الاحتلال التركي ومرتزقته الذين لم يتركوا فيها حجر على حجر، القرية التي نشأت تحولت إلى دمار، لذلك اضطرت إلى ترك منزلها الذي تحول إلى ركام يحتضن الكثير من الذكريات.
"لم ولن نغادر!"
أكدت ميليا مانو على أن الاحتلال التركي يستهدف المدن والمدنيين "الوضع أصبح أكثر خطورة من ذي قبل، إنهم يدمرون منازل المدنيين، هناك خوف ولكن على الرغم من ذلك نحن باقون في منازلنا، لم ولن نغادر، لك أن تتخيل أن نكون جالسين في منازلنا وفجأة يتم قصفها، هذه جريمة، فعندما يكون المرء جالساً في بيته ولا يشعر بالسلام والأمان ويخاف من القصف والموت، إنها أكبر الجرائم".
"يجب محاكمة تركيا"
وتساءلت ميليا مانو عن دور الدول ومؤسسات حقوق الإنسان "ألا ترى الدول ماذا يحدث هنا؟ ألا توجد مؤسسات ومنظمات ودول قادرة على إيقاف الجرائم التي ترتكب ضدنا؟ الدولة التركية ترتكب جرائم بحق المدنيين أكثر من ذي قبل، لماذا؟ كل هذا نتيجة صمت الدول العظمى، يجب محاسبتها وفرض عقوبات دولية عليها".
وأضافت "إلى متى سنظل مستهدفين من قبل الدولة التركية ومرتزقتها؟ حياتنا ليست رخيصة، ولا توجد دولة تظهر موقفاً جدياً تجاه جرائم وظلم الدولة التركية، إلى متى ستستمر الدولة التركية في استهداف مصادر الطاقة ومقومات الحياة من كهرباء ومياه؟".
"مشكلة تركيا ليست مع الكرد فقط"
ولفتت ميليا مانو الانتباه إلى تصريحات الدولة التركية التي مفادها أن "مشكلتها مع الكرد"، "إنها لا تستهدف الشعب الكردي فقط، فالمكون العربي أيضاً يعيش على ذات الأرض وهم أيضاً يتضررون من الهجمات التركية، إنها تستهدف كلا المكونين الذين يعيشان هنا، ولذلك سواء كنا كرداً أو عرباً، فنحن هنا شعب واحد، نعيش على هذه الأرض ويتم استهداف منازلنا ومتاجرنا وأراضينا، مشكلة أردوغان ليست مع الكرد فقط، هناك عرب ضحوا بدمائهم وقدموا الشهداء، فهل هم أيضاً كرد؟".
الفرق بين دمشق وإقليم شمال وشرق سوريا
وقارنت ميليا مانو الوضع بين مناطق الإدارة الذاتية والمناطق الخاضعة لجهاديي هيئة تحرير الشام "في حماه وحمص واللاذقية وطرطوس نرى ما يتعرض له العلويين والطوائف الأخرى وما يواجهونه، لماذا يحدث هذا؟ ببساطة لأنه لا توجد حكومة تحميهم من التصرفات والأعمال الانتقامية، أما في إقليم شمال وشرق سوريا حيث الأمان والسلام ونظام الإدارة الذاتية الذي يحمي حقوق كافة الطوائف والمكونات".
وأضافت "مشروعنا الديمقراطي في الواقع مثال ونموذج لسوريا بأكملها، وبالدرجة الأولى النساء كونه لهن حقوق وهي مصانة في المؤسسات والمحاكم وفي كل مكان، لقد تغيرت نظرة المرأة للمجتمع ونظرة المجتمع للمرأة، وجدنا أنفسنا كعرب في النظام الديمقراطي، لقد حصلنا على العدالة التي أردناها وكنا نبحث عنها هنا، نأمل أن يستمر المشروع الديمقراطي".
وأطلقت ميليا مانو مناشدة من زركان إلى نساء سوريا "الوضع معقد للغاية والمرحلة تتطلب تضامننا، تغطية وجوه النساء هي سياسة، والتدخل بأجسادهن وملابسهن أيضاً سياسة مشينة، سواء أكانوا يريدون ذلك أو لا، يتم فرض هذه الملاءات السوداء على النساء مرة أخرى، ويجب عليهن أن تدركن في أسرع وقت أن حريتهن يتم تقييدها وتحديدها، وإذا لم نتضامن ونقف معاً، فسوف تُسلب منا حريتنا".
وتابعت "يجب ألا نسمح بأن تسلب حريتنا وتبقى حلماً مستحيل المنال، لذلك يجب علينا جميعاً نحن السوريات أن نحمي ثورتنا وندعم بعضنا البعض، وأن ندافع عن حقوقنا ونحميها، وإذا تطلب الأمر، ومثل أي قوة عسكرية، سنحمل السلاح ونقاوم الاحتلال".
وحثت ميليا مانو النساء على الوقوف ضد القمع والحرمان "لا تصمتن ضد القمع وفرض القوانين رغماً عنكن، يجب أن ترنّ إنجازاتكن وتعرفن أننا في القرن الحادي والعشرين، طالبن بحقوقكن، وعلى كل امرأة تعيش على هذه الأرض ألا تتنازل عن حقوقها وتناضل من أجل كرامتها وحريتها، نحن في عصر المرأة، أعلمن ذلك، وعلى الرغم من أننا على خط النار، لن نتوقف عن نضالنا من أجل الحرية، علينا نحن السوريات في مختلف المناطق أن نطالب بحقوقنا وننادي بالحرية".