انتهاكات ممنهجة ومطالبات بالعدالة في مريمين السورية

شهدت قرية مريمين في ريف مدينة حمص، اقتحاماً واسعاً نفذته فصائل مسلحة وسط فلتان أمني ملحوظ تخلله إطلاق نار مكثف واعتداءات على المدنيين العزل.

مركز الأخبار ـ تعرض الأهالي والمعتقدات والمقدسات الدينية في قرية مريمين وعدد من قرى ريف حمص، للإساءة والانتهاكات على يد عناصر "فصيل أبو سياف وأبو خالد" وسط غياب القانون وإجراءات الردع.

اقتحم مئات الأشخاص عرّف بعضهم عن نفسه بأنهم ينتمون لـ "فصيل أبو سياف وأبو خالد"، عدد من المنازل في قرية مريمين، وأجبروا الأهالي من الطائفة المرشدية على إتلاف صور رموزهم الدينية، وتعرض أخرون للضرب والإهانة، كما تم إطلاق النار لإجبارهم على الامتثال للأوامر.

وقالت سامية خليفة من سكان القرية لوكالتنا "طلبوا مني شتم سلمان المرشد أحد الرموز الدينية للطائفة المرشدية، وعندما رفضت الامتثال لأوامرهم، قاموا بضربي مع أبي وأخي وأخرجونا إلى الشارع لاستكمال انتهاكاتهم أمام الناس"، مضيفةً "وضعوا السلاح على رأس جارتي وهددوها بابنها مقابل تسليمهم ما كانت ترتديه من الذهب".

بالإضافة للاعتداءات التي طالت المدنيين تمت سرقة المنازل بشكل منهجي، حيث وثق الأهالي فقدان الكثير من العملات، إضافة إلى مواد غذائية وأجهزة إلكترونية، كما أقدموا على إعدام أحد سكان القرية ميدانياً أمام أسرته بعد أن عجزوا عن العثور على شقيقه المطلوب.

كما امتدت الأحداث إلى القرى المجاورة، حيث شهدت قرية كفاحل والشنية انتهاكات مماثلة، حيث أُطلق الرصاص على المزارات الدينية والمقابر، واعتقل عدد من المدنيين وقتل أكثر من 70 شخصاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووسط غضب شعبي عارم، اجتمع سكان القرية في تظاهرة ودعوا إلى إطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، والتطورات الأخيرة في مريمين والقرى المحيطة تكشف عن واقع مرير يتطلب تحركاً سريعاً لوقف الانتهاكات وضمان سلامة المدنيين.

ورداً على هذه الانتهاكات أصدرت مجموعة السلم الأهلي بياناً جاء فيه "نعرب عن إدانتنا واستنكارنا لما تم تسجيله من انتهاكات وأعمال عنف غير مبررة، فقد تمكن فريقنا من توثيق 13 ضحية تم قتلهم وهم عزل، في حالات مختلفة منها إعدام ميداني لأشخاص في قرية خربة الحمام، كما تم توثيق انتهاكات خطيرة مثل قيام بعض الجهات العسكرية باحتجاز أبناء المطلوبين في مبنى الأمن العسكري في مدينة حمص، كوسيلة ضغط على آبائهم لتسليم أنفسهم".