"لمّات" حملة وطنية تدعم الحرفيات وتروج للصناعات التقليدية

انطلقت فعاليات الأيام التعريفية بالحملة الوطنية "لمّات"، التي نظمها الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية، حيث عرضت الحرفيات خلالها مجموعة متنوعة من منتوجاتهن التي تعكس إبداعهن وتميزهن في مجال الصناعات التقليدية.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أكدت المشاركات في الحملة الوطنية "لمّات" على أهمية دعم الحرفيات وتمكينهن من تطوير منتوجاتهن وترويجها، باعتبار الحرف اليدوية شكلاً من أشكال الاقتصاد التضامني وأداة لتحقيق العدالة الاجتماعية.

"لمات" هو برنامج عمل يدعم الحرفيات ويرافقهن في مسار كامل من الفكرة إلى التأسيس إلى الإنجاز بمختلف الجهات كأداة من أدوات تحقيق العدالة الاجتماعية وشكل من أشكال الاقتصاد التضامني.

وقام الاتحاد الوطني للمرأة التونسية أمس الثلاثاء 30 أيلول/سبتمبر، بإطلاق حملة "لمّات" الوطنية بهدف تجميع الحرفيات بقاعة الأخبار بالعاصمة وعرض منتوجاتهن وبيعها والانتفاع بورشات تدريبية تمكنهن من معلومات جديدة وتجيب عن استفساراتهن.

وقالت آمال باللافي، ممثلة الشركة الأهلية الجهوية "مبدعات زيكا" بزغوان، أن هذه المبادرة تضم مجموعة من النساء وعدداً محدوداً من الرجال، وقد اجتمعوا بهدف تعزيز قيمة المنتوجات المحلية، وخاصة تلك ذات الأصل النباتي والغابي، إلى جانب الاهتمام بكل ما يرتبط بالصناعات التقليدية في المنطقة.

وأشارت إلى أن نشاط الشركة الأهلية يهدف إلى تثمين اليد العاملة النسائية والمساعدة على ترويج منتوجاتهن وتثمينها، مضيفةَ أن "ولاية زغوان تُعرف بثرواتها الغابية المائية وبجمالها لذلك أردنا أن تكون كل الأنشطة لها علاقة بخصوصية كل معتمدية من معتمديات زغوان الستة لذلك ارتأينا تركيز 6 وحدات كل وحدة تختص في المجال الجغرافي الذي توجد به".

وأوضحت أن هناك أنشطة متنوعة بالجهة على غرار تقطير الزهور والنباتات العطرية وإعداد كعك الورقة الذي عُرفت به جهة زغوان لاعتماده على ماء النسري وتختص معتمدية الناظر في تجفيف الفلفل والطماطم وتجفيف النباتات العطرية وتهتم معتمدية صواف بتجفيف العجين بأنواعه من كسكسي، وبرغل وشعير خاصة وأن قمح المحمودي موجود بالجهة وتهتم معتمدية زريبة بكل أنواع الصناعات التقليدية المرتبطة بالحلفاء والتين

وأضافت أن الشركة قامت أيضاً بإحداث وحدة تعليب خاصة بها، بهدف إضفاء طابع مميز يحمل اسمها ويعكس جمالية المنتوجات المقدّمة، كما تم تأسيس وحدة بمنطقة "بير مشارقة"، المعروفة بإنتاجها الغني من النباتات العطرية والزيتون، مما يعزز من تنوع نشاطات الشركة ويرسّخ ارتباطها بالموارد الطبيعية المحلية.

وأكدت أن هذه الوحدات متكونة من نساء منخرطات في صلب الشركة فضلاً عن وجود نساء أخريات يتم استقطابهن كيد عاملة نسائية خاصة بالمناطق الريفية، لافتةً إلى أن الشركة تتكفل بالترويج في إطار شراكات مع هياكل مختلفة.

 

الرغبة في التكوين

أما رحاب عطري الممثلة عن الديوان الوطني للصناعات التقليدية وإدارة تنمية الكفاءات، فأوضحت أن الاتحاد الوطني للمرأة التونسية قام بإطلاق هذه المبادرة المتمثلة في" لمات" على مستوى وطني بعد أن تم تنظيمها في كل مرة بمدينة، معتبرةً أن هذه اللمة الوطنية هي فرصة للحرفيات من حيث تمكينهن من ترويج منتوجاتهن وفرصة للالتقاء فيما بينهن للتعاون وتبادل الأفكار وهي كذلك فرصة لترويج منتوجاتهن.

وأضافت أن إدارة تنمية الكفاءات قامت ببعث برامج لتطوير المنتوجات وتنمية كفاءات الحرفيات من خلال  التكوين ومحاولة حل المشاكل، مؤكدةَ أن التكوين من المطالب الأساسية للنساء الحرفيات للتعرف على أشياء جديدة وأيضا لحل بعض الاشكاليات خاصة صعوبة الترويج بسبب ارتفاع كلفة المنتوجات الحرفية إضافة إلى اعتمادها على اليدين وما تتطلبها من جهد ومن وقت.

 

شبكة نسائية

 

 

محاسن وهيبي رئيسة رابطة الحرفيات بالاتحاد الوطني للمرأة التونسية قالت "نحاول كرابطة استقطاب الحرفيات خاصة في إطار برنامج "لمات" الجديد الذي يتضمن تبادل أفكار بين الولايات وتعرف على المهارات التي تتقنها النساء وبلمتهن يمكنهن تطويرها"، مشيرةً إلى أن من أهداف الرابطة مساعدة المرأة الحرفية المبتدئة وأيضا تمكين من لديها خبرة سنوات من منحها للأجيال القادمة "خلال اللمة يمكن تكوين شبكة نسائية للتواصل في بينهن وتبادل الخبرات".

وعن تجربتها قالت إنها بدأت مجال الحرف كهاوية لأنها مغرمة بالرسم منذ الصغر وطورت من نفسها وعملت على تثمين النفايات البلورية وتعمل الآن على صهر الزجاج وتحويله إلى تحف مختلفة.

كما أكدت سلوى دبغي حرفية في مجال الصناعات التقليدية منذ أكثر من 15عام على أن الحرف هي فن يدوي مرتبط بميول النساء ولا يمكنها أن تنتقل من حرفة إلى أخرى، فهي على سبيل المثال فنانة تشكيلية ترسم اللوحات وتهتم أيضاً بصناعة الاقفاف وإدخال العديد من المواد الأخرى من مرجان وحديد لتزيينها "برنامج لمات مهم وتشجع كل حرفية جديدة على الانخراط فيه حتى تيسر الترويج وتنفتح على افكار جديدة".