لاستقبال فصل الربيع آلاف السكان في سردشت يحيون حفل "بنلدانة"
بمشاركة الآلاف من سكان قرية "هلوى" التابعة لقضاء سردشت شرق كردستان، أقيم احتفال "بلندانة" العريق الذي يعد رمزاً لانتهاء فصل الشتاء والترحيب بالربيع مع الحفاظ على الهوية الثقافية لسكان شرق كردستان.
سردشت ـ أقيم احتفال "بلندانة" العريق والقديم أمس الثلاثاء الرابع من شباط/فبراير، في قرية "هلوى" التابعة لقضاء سردشت، ويعود تاريخ هذا الاحتفال إلى تقاليد تعود لمئات السنين، ويعد رمزاً لانتهاء فصل الشتاء والترحيب بالربيع.
نشأت "بلندانة" كطقس قديم في المناطق الشرقية من كردستان، عندما كانت الثلوج الكثيفة في الشتاء تبدأ بالذوبان وكان المزارعون والقرويون يحتفلون باستقبال فصل الربيع، ولا يمثل هذا الاحتفال الأمل في الربيع وتجدد الطبيعة فحسب، بل يذكر بالأوقات التي حافظ فيها القرويون خلال فصل الشتاء على روح التضامن والصداقة من خلال دعم بعضهم البعض في توفير الاحتياجات والمؤن اليومية.
وأقيم الاحتفال هذا العام في قرية هلوى بحضور آلاف السكان وضيوف من المدن والقرى المجاورة، وجرى خلال الحفل، توزيع والأطعمة التقليدية، وإشعال النار الذي يرمز إلى الحرية من برد الشتاء والترحيب بدفء الربيع، كما تم خلال الحفل تنظيم العديد من الفعاليات والرقصات حيث رقصت النساء واحتفلن جنباً إلى جنب مع المشاركين دون ارتداء الحجاب الإلزامي، مما يدل على الحفاظ على الثقافة الأصلية والتقاليد القديمة في كردستان وإبقائها حية، بالإضافة إلى تقديم فقرات للشعر والموسيقى الكردية للحفاظ على الثقافة، مما جعل الأجواء أكثر حماساً.
ولم يعد حفل "بلندانة" الآن مجرد مناسبة ثقافية وتقليدية بين سكان قرى سردشت مثل باريستان وبيوران و"هلوى" وغيرها من المناطق فحسب، بل أصبح فرصة لجذب السياح، ويشير حضور عدة آلاف من الأشخاص من مختلف أنحاء المنطقة وحتى خارجها إلى الأهمية المتزايدة لهذا الحدث في التعريف بثقافة وتاريخ كردستان.
وفي السنوات الأخيرة، ونتيجة لتغير المناخ شهدت المنطقة انخفاضاً في تساقط كمية الثلوج وحتى انعدامها، وهو موضوع تمت مناقشته خلال الحفل الذي لا يعكس التاريخ والثقافة القديمة فحسب، بل يحث المجتمع إلى ضرورة زيادة الاهتمام بتأثيرات التغيرات المناخية ودور البيئة في توازن الطبيعة، واتخاذ تدابير فعالة لحماية النظام البيئي الطبيعي.