عدن تحتضن مهرجان التراث والشعوب بحضور دولي واسع
احتضنت مدينة عدن على مدى يومين فعاليات مهرجان "التراث والشعوب"، الذي أكد مكانتها كعاصمة للثقافة والفنون وملتقى الموروث الشعبي، بمشاركة واسعة من مختلف المدن اليمنية والدول العربية والعالمية، وبحضور لافت للمرأة التي أضفت على المهرجان طابعاً مميزاَ.
فاطمة رشاد
عدن ـ أجمعت المشاركات في مهرجان "التراث والشعوب" بعدن، على أن الفعالية شكلت منصة لإبراز الهوية الثقافية والموروث الشعبي، مؤكدات أن المهرجان منحهن فرصة للتعريف بمشاريعهن الحرفية والإبداعية وعكس حضور المرأة بصورة لافتة في الحفاظ على التراث وتقديمه بصورة عصرية.
أقيم مهرجان "التراث والشعوب" في عدن ليؤكد مكانتها كعاصمة للثقافة والفنون وملتقى الموروث الشعبي، وعلى مدى يومين متتاليين، تحولت المدينة إلى ساحة نابضة بالحياة، حيث تمازجت عروض المدن اليمنية مع مشاركات عربية وعالمية أضفت تنوعاً غنياً على الفعالية، وقد كان حضور المرأة بارزاً من خلال الأزياء التقليدية والرقصات الشعبية، إضافة إلى تقديم الأطباق التي تشتهر بها كل مدينة والدول المشاركة، مما جعل المهرجان لوحةً متكاملة تعكس جمال التنوع الثقافي وتعدد الهويات.
ركن جمهورية السودان
في ركن جمهورية السودان ضمن مهرجان الشعوب في عدن، أوضحت الأستاذة زلال كمال أن المشاركة السودانية تحمل بصمة خاصة تعكس الهوية الوطنية، حيث جرى استعراض مختلف التقاليد التي تمثل السودان.
وعن تفاصيل البيت السوداني، لفتت الانتباه إلى تقسيماته الداخلية وتعدد جلساته، كما ركزت على أهمية وجود "الزير" في كل منزل، مؤكدةً أن الماء فيه يُعد من أنقى وأفضل ما يمكن أن يشربه الإنسان، ليجسد بذلك جانباً أصيلاً من الموروث السوداني.
وعرضت زلال كمال محتويات الخيمة السودانية التي أبرزت أهمية المزروعات المحلية، خاصة تلك ذات الطابع العلاجي التي تُستخدم في معالجة العديد من الأمراض، كما تناولت في شرحها جوانب من الموروث السوداني المرتبط بالعادات والتقاليد في حفلات الأعراس، والطقوس المميزة التي ترافق هذه المناسبات، ولم تغفل الحديث عن الوصفات الجمالية التي تعتمدها المرأة السودانية، والتي تعكس خبرة متوارثة عبر الأجيال في العناية بالجمال الطبيعي.
البيت العدني
ومن الموروث السوداني إلى الموروث العدني المتمثل بالبيت العدني والثقافة العدنية قالت الأستاذة نجلاء شمسان مالكة المتحف البيت اليمني الشعبي "شاركنا في هذا المهرجان الذي أنعش الحياة في داخلنا وحرك مشاعر الزائرين إليه وما لمسته اليوم هو اهتمامهم في التعرف على تفاصيل البيت العدني القديم وهذا لاحظته على الجميع الوافدين".
وأشادت بدور متحفها المتمثل في منزلها المتواضع في منطقة التواهي والقريب من رصيف السياح والتي حاولت جمع تفاصيل البيوت العدنية واليمنية بشكل عام لكي تتمكن من المحافظة على الهوية اليمنية التي تعتبر حسب قولها زاخرة بالجمال والفن والتي تركت بصمة لدى الزائرين له.
مشاريع نسوية
وحرصت اللجنة التنظيمية لمهرجان الشعوب في عدن على إشراك صاحبات المشاريع الصغيرة، تقديراً لدورهن في الحفاظ على الموروث العدني واليمني، خصوصاً في مجالات الإكسسوارات والحُلي والمأكولات الشعبية التي تميز كل مدينة، ومن بين المشاركات، عبّرت نوال فؤاد عن سعادتها بوجودها للمرة الثانية في المهرجان من خلال مشروعها الحرفي في صناعة الإكسسوارات، مؤكدةً أن هذه التجربة تمنحها فرصة لإبراز عملها أمام الجمهور "أتمنى ألا تكون هذه آخر مشاركة لي، فأنا أرغب في التواجد في مهرجات أخرى أيضاً، لتجسد روح الطموح والإصرار على تطوير المشاريع الحرفية النسائية".
وانضمت ندى ياسر، صاحبة مشروع "رؤية"، إلى الحديث مؤكدة أن مشاركتها في مهرجان الشعوب بعدن تُعد الأولى لها، حيث تعرض من خلاله مشروعاً متطوراً يركز على إبراز الموروث الشعبي العدني والتفاصيل التراثية التي تعكس ثقافة وروح المدن اليمنية، مشيرةً إلى أن مشروعها يقدم مجموعة من التصاميم والطباعة والثيمات التي تُبرز جمال التراث اليمني والعدني على وجه الخصوص، ليشكل إضافة نوعية تعكس الأصالة بروح عصرية.
حضور مميّز
شهدت عدن على مدى يومين فعاليات ثقافية فنية تراثية كل مدينة مشاركة ودولة عبرت عن طابعها واستعرضت هويتها وتراثها وتقاليدها من فلسطين والسودان والهند وكذلك إثيوبيا والصومال وكوريا والعراق إلى الهند وعدن والمهرة وحضرموت وابين ويافع وشبوة، كل تلك الدول والمحافظات اليمنية المشاركة في المهرجان، عبرت عن فرحتها في التعريف بتراثهم وكذلك التعرف بالتراث اليمني الذي ترك بصمة كبيرة في نفوس الزائرين.