DFG: شهر حزيران يسجل أعلى مستويات القمع ضد الصحفيين في تركيا
أصدرت جمعية صحفيي دجلة فرات (DFG) تقريرها الشهري حول الانتهاكات التي طالت الصحفيين في تركيا، مشيرة إلى أن شهر حزيران/يونيو الفائت شهد تصعيداً غير مسبوق ضد حرية الصحافة والرأي والتعبير.

مركز الأخبار ـ تواجه حرية الصحافة في تركيا تحديات جسيمة تتزايد مع مرور الوقت، في ظل تصاعد الحملات الأمنية والتضييق القانوني على المؤسسات الإعلامية والصحفيين المستقلين، فضلاً عن تهديدات مباشرة وانتهاكات غالباً ما تأتي على خلفية عملهم ونقلهم للحقيقة.
أعلنت جمعية صحفيي دجلة فرات (DFG) عن نتائج تقريرها الشهري الخاص بانتهاكات حقوق الصحفيين خلال شهر حزيران/يونيو الفائت، مشيرةً إلى أن هذا الشهر سجّل أعلى معدل من الهجمات على حرية الرأي والتعبير حتى الآن.
وبحسب ما ورد في التقرير الصادر لشهر حزيران، تم توقيف 16 صحفياً خلال هذا الشهر، وجرى احتجاز 6 منهم قيد التوقيف الاحتياطي أو بقرارات قضائية، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تعكس تصعيداً خطيراً في السياسات الموجهة ضد حرية الصحافة والتعبير، مؤكداً أن الصحفيين ما زالوا يواجهون ضغوطاً ممنهجة تهدف إلى تقييد عملهم ونقلها للواقع.
ووفقاً لتقرير فأنه في الثالث من حزيران/يونيو الفائت تم توقيف محررة موقع بيانت Bianet توغجه يلماز بشكل غير قانوني بموجب المادة 301 من قانون العقوبات، وفي الثالث عشر من الشهر ذاته تم اعتقال كل من الصحفي أمل يلماز، أوزان جيرك، يافوز آكينجن ودجلة باشتورك بعد توقيفهم على خلفية إعداد تقارير لصالح مؤسسات إعلامية دولية، إضافة إلى الصحفي متين يوكسو.
تهديدات واعتقالات
وأوضح التقرير أنه في 21 حزيران/يونيو الفائت تم توقيف الصحفي فاتح الطايلي بعد 11 ساعة فقط من تلقيه تهديداً من النائب عن حزب العدالة والتنمية أوكتاي سارال قال فيها "سخُنَ عليك الماء" الأمر الذي اعتُبر دليلاً على أن اعتقاله جاء بتوجيه سياسي مباشر، ومع هذه التطورات ارتفع عدد الصحفيين المعتقلين في السجون التركية إلى 34 صحفياً، مما يُثير قلقاً متزايداً حيال التراجع المتواصل في مساحة حرية التعبير.
وأكد التقرير أن الهجوم على مجلة "ليمان" شكل تصعيداً خطيراً في استهداف حرية الصحافة، حيث ورد فيه تعرّض مكتب المجلة للمداهمة، ما أدى إلى إصابة بعض المواطنين المتواجدين في المنطقة المحيطة، واعتقال أربعة من موظفيها بعد تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة "نعتبر الهجوم على مجلة ليمان جزء من اعتداءات حزب العدالة والتنمية على حرية الصحافة والفكر والتعبير وندينه"، داعياً إلى التضامن مع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية المستهدفة، والعمل على وقف الانتهاكات التي تطال حرية التعبير في البلاد.
استمرار الانتهاكات ضد الصحافة
ولفت التقرير الانتباه إلى الانتهاكات الواسعة التي طالت الصحفيين خلال حزيران/يونيو الفائت، مضيفاً أن الاعتداءات لم تقتصر فقط على حملات التوقيف والاحتجاز، بل شملت أيضاً التهديد والترهيب القضائي، حيث تعرّضت الصحفية زينب دورغوت، مراسلة وكالة ميزوبوتاميا للتهديد بعد نشرها تحقيقاً حول "شبكة دعارة" كما تلقى الصحفي أليجان أولوداغ تهديدات مشابهة بعد كشفه عن حادثة تعذيب وقتل داخل مركز للشرطة العسكرية (الجندرما)، مؤكداً أن هذه الحوادث تندرج ضمن سياسة الإفلات من العقاب التي تشجع على استمرار الانتهاكات ضد الصحافة.
وفي حزيران/يونيو الفائت، تم محاكمة 26 صحفي في 24 قضية مختلفة، من بينها قضية الصحفية زيلان غول، التي حُكم عليها بالسجن عامين وشهر واحد ظلماً، كما تم فتح تحقيقات بحق تسعة صحفيين في حين تحوّلت 13 قضية أخرى إلى دعاوى قضائية بحسب ما ورد في التقرير.
تضييقيات على حرية الصحافة ودعوات لنضال مشترك
وشدد التقرير على أن حرية الصحافة في تركيا تواجه تضييقاً خطيراً ممنهجاً، فيما تستمر السلطات في استخدام أدوات قانونية وأمنية لقمع الأصوات المستقلة، لافتاً إلى التصاعد المستمر في الاعتداءات ضد حرية الصحافة والفكر والتعبير "أن الوضع يزداد سوءً يوماً بعد يوم".
وأكدت الجمعية في ختام تقريرها أنه أمام هذه الهجمات المتكررة فأن خوض نضال مشترك بات أمراً ضرورياً "سنواصل كفاحنا من أجل الحقيقة، وسنستمر في الدفاع عن مهنة الصحافة في مواجهة هذه السياسات المناهضة للديمقراطية، للعب دور طليعي في بناء مجتمع ديمقراطي، يجب على الجميع التضامن معاً للتصدي لمثل هذه الممارسات التي تهدد الحريات الأساسية".