"بيبليوغرافيا الرواية النسوية الجزائرية"... محور نقاش أيام وهران الأدبية
تُقدم أيام وهران الأدبية للباحثين صورة موضوعية ودقيقة عن الحجم الروائي النسوي المتزايد، وتبرز مدى تطور هذا الكم، فحتى الآن تم جمع 250 رواية مكتوبة باللغة العربية و150 رواية باللغة الفرنسية و75 رواية بالأمازيغية.

الجزائر ـ شهد اليوم الأخير من أيام وهران الأدبية في دورتها الرابعة تحت شعار "المرأة والفنون والأدب في الجزائر، احتفاء بالإبداع والالتزام" فعاليات مُهمة تمثلت في تقديم مشروع يجري العمل عليه حالياً والمُتمثل في "بيبليوغرافيا الرواية النسوية الجزائرية" مُنذ النشأة مع عرض نتائج أولية لبحث ميداني حول "السياق الاجتماعي للروائيات الجزائريات"، وقد اختتمت الدورة بمجموعة من التوصيات.
يأتي هذا المشروع حسب المداخلة التي ألقتها الدكتورة فوزية بوغنجور، أستاذة باحثة في اللغة والأدب الحديث والمُعاصر، ليُقدم للباحثين صورة موضوعية ودقيقة عن الحجم الروائي النسوي المتزايد وليُبرز مدى تطور هذا الكم، حيث سيتم جمع كل الروايات مُنذ نشأتها في معجم أو موسوعة وتتيح هذه الأخيرة للباحثين الاطلاع على عناوين الروايات النسوية وسنة طبعها إضافة إلى أسماء أصحابها.
وإلى غاية اللحظة تم جمع 250 رواية مكتوبة باللغة العربية و150 رواية باللغة الفرنسية و75 رواية بالأمازيغية، وسيُرفق هذا المشروع بآخر تعمل عليه الدكتورة زركوك سعاد تحت عُنوان "السياق الاجتماعي للروائيات الجزائريات" إذ سيتم من خلاله التركيز على أصولهن الاجتماعية ومساراتهن وبيئاتهن السوسيوثقافية.
واللافت من خلال النتائج الأولية للبحث الميداني الذي أجرى أنه ليست العواصم الكبرى في الجزائر هي من تُنتجُ الأديبات بل حتى المدن الداخلية كما أن أغلبهن استغنين عن الكتابة بأسماء مستعارة وتُفضلن الكتابة بأسمائهن الحقيقية منتصرة لذواتهم وكل هذه النتائج تعكسُ التحولات الاجتماعية التي وقعت في المجتمع الجزائري.
ولعل أبرز حدث شهدته الأيام الأدبية، الورشتان اللتان احتضنهما معهد "سارفينتس" حيث تم منح المشاركات في "الأيام الأدبية" قلماً لتدوين ما يدور في خلدهن على جدارية صغيرة وحتى استرجاع الذاكرة في الماضي على غرار حقبة ثورة التحرير الجزائرية التي اندلعت شراراتها في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1954.
وعرفت الأيام أيضاً تنظيم العديد من الورشات على غرار ورشة "المرأة والجسد" تحت إشراف ليليا بلال، ومحاضرات حول بعض الموروثات الشعبية التي لازال الكثيرون يستخدمونها إلى يومنا هذا على غرار المحاضرة التي ألقتها نبيلة موساوي حول "المرأة والفنون الشعبية" وكذلك "المرأة في الحكايات والأمثال الشعبية في الجزائر" لجميلة حميتو، التي أبدعت في تناول الأمثال الشعبية، التي كشفت عن دور المرأة في الحياة الأسرية والمجتمع ومكانتها بالنسبة للرجل.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الرابعة للأيام الأدبية تم إهداؤها إلى فضيلة مرتبك (1936-14 أيار/مايو 2025)، التي تعتبر من رائدات الكتابة، وقد أثرت المكتبة الجزائرية بأعمالها حول وضع المرأة والحرية وحفظ التراث، وإلى جوهر أمحيس أوكل (1928-5 حزيران/يونيو 2025)، التي كرست حياتها هي الأخرى للتدريس والنقد الأدبي وحفظ التراث الجزائري، وكذلك إلى سامية زناتي وسعاد إينال، اللتان رحلتا مؤخراً، تاركتين مشاريع واعدة لم تنجز بعد، وأخيراً فاطمة ملياني، التي يدين لها المجتمع الجزائري لاسيما الوهراني منه بإلهام ابنها المفكر الثقافي الراحل حاج ملياني.