حرائق الصيف تكشف أزمة المناخ المتفاقمة
أكدت ألماز رومي، الرئيسة المشتركة للجنة البيئة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، أن البيئة تتعرض للتدمير بفعل الحروب والمصالح، مشيرة إلى الغابات التي سبقت وجود الإنسان تُحرق عمداً، ما ينذر بكوارث مناخية تهدد مستقبل الكون.

برجم جودي
كوباني ـ مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، اندلعت موجة من الحرائق الهائلة في سوريا، الشرق الأوسط، ومناطق عديدة حول العالم، هذه الكوارث المتكررة أعادت تسليط الضوء على الأزمة البيئية المتفاقمة والمخاطر التي تهدد كوكب الأرض.
وسط تصاعد المخاطر البيئية وتزايد الكوارث المناخية، تبرز أصوات تحذيرية تنبه إلى الخطر المحدق بالطبيعة والحياة على الكوكب، وفي هذا السياق، عبرت ألماز رومي الرئيسة المشتركة للجنة البيئة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، عن قلقها العميق إزاء واقع البيئة في المنطقة، كاشفةً حجم الدمار الناجم عن الحروب واستغلال الإنسان للطبيعة.
"البشرية تستغل الطبيعة وفقاً لمصالحها"
وأوضحت ألماز رومي أن الإنسان أخلّ بتوازن الطبيعة "بيئتنا تواجه خطراً حقيقياً، تؤكده الأحداث التي نعيشها اليوم، الحروب والصراعات المستمرة منذ سنوات أثّرت بشكل مباشر على المناخ، ونتائجها باتت ملموسة، درجات الحرارة تجاوزت المعدلات الطبيعية، والتوازن البيئي اختلّ تماماً".
وأشارت إلى أن المجتمع كان يعيش في انسجام مع الطبيعة حين كان يقدّرها، لكن مع تصاعد مصالح الهيمنة والقوة، تحوّلت البيئة إلى وسيلة تخدم تلك المصالح.
وأضافت "مع تطور الصناعة، بدأ الإنسان بابتلاع الطبيعة، وظهرت المشكلات البيئية تباعاً، الحروب العالمية الأولى والثانية، والآن الثالثة، ساهمت في إخراج الكون عن طبيعته".
"غاباتٌ تُدمّر أمام أعيننا"
ولفتت ألماز رومي الانتباه إلى تصاعد الكوارث الطبيعية خلال العقد الأخير، مثل الزلازل، الفيضانات، البراكين، والحرائق، مؤكدةً أن الإنسان هو من عبث بالمناخ وأضرّ بالبيئة "الحرائق التي نشهدها اليوم في الشرق الأوسط والعالم دمّرت مئات الغابات المركزية، وأصبحت حدثاً يومياً، هذه الغابات التي يعود عمرها إلى ما قبل وجود الإنسان، تتلاشى أمام أعيننا، ونحن عاجزون عن إيقاف ذلك".
"البيئة السورية تُدمّر عمداً"
ونوهت إلى أن الطبيعة السورية، المعروفة بغناها وتنوعها، تتعرض لتدمير ممنهج نتيجة سنوات طويلة من الحرب والصراع "خلال هذا الشهر، اندلعت حرائق ضخمة في الساحل السوري، السويداء، وعفرين، وهي مناطق ذات بيئة غنية، المؤلم أن هذه الحرائق ليست عشوائية، بل مُدبّرة، ما يعني أن تدمير البيئة السورية يتم عن قصد. بعض الغابات التي أُحرقت يزيد عمرها عن 300 عام".
"الكون خرج عن طبيعته وحمايته مسؤوليتنا"
في ختام حديثها، شددت ألماز رومي على ضرورة التحرك العاجل لحماية البيئة "ارتفاع درجات الحرارة وعدم استقرار الطبيعة أصبحا من أبرز القضايا، أتذكر أن الحرارة في منطقتنا لم تكن تتجاوز 35 درجة، لكننا الآن نواجه موجات تصل إلى 50 درجة مئوية، وهذا مؤشر خطير على أننا نتجه نحو كوارث أكبر"، مضيفةً "بدلاً من اتخاذ خطوات للحماية، نشهد استمراراً في تدمير البيئة، وحرقاً للغابات والمحاصيل، يجب أن يتحمل الجميع مسؤولية هذا الوضع، فحماية الكون والطبيعة مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل".