ندوة حوارية في الرقة حول السلم الأهلي وخطاب الكراهية وتأثيره على المجتمعات
عقد مجلس المرأة السورية بالتعاون مع مجلس تجمع نساء زنوبيا أولى ندواته ضمن حملة "مبادرة السلام" التي ستشمل كافة المدن السورية بهدف تعزيز السلم الأهلي ونبذ خطاب الكراهية.

الرقة ـ ناقشت ندوة مجلس المرأة السورية أهمية توضيح جوهر الأديان التي تدعو إلى التسامح والتعايش، مشددةً على ضرورة الحذر من الخطابات الدينية المضللة التي استخدمها داعش سابقاً لخداع المجتمع قبل الكشف عن إرهابه للمجتمع.
نظم مجلس المرأة السورية، بالتعاون مع مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، ندوة حوارية بعنوان "بريادة المرأة السورية نحو مجتمع خالٍ من النزاعات" وذلك اليوم الاثنين الرابع من آب/أغسطس وذلك ضمن حملة "مبادرة السلام" التي أطلقها مجلس المرأة السورية في ظل تزايد خطاب الكراهية والتمييز الطائفي في سوريا.
وتناولت الندوة محورين أساسيين، هما السلم الأهلي وأهمية دور المرأة في تعزيزه، وخطاب الكراهية وتداعياته على المجتمع ودور المرأة في مواجهته.
السلم الأهلي أحد الركائز الأساسية لبناء المجتمعات
في المحور الأول، سلطت اعتماد أحمد عضوة لجنة التنظيم في مجلس المرأة السورية، الضوء على واقع سوريا الراهن في ظل التحديات المتزايدة، من النزاعات المسلحة إلى الأزمات السياسية والاجتماعية، وأكدت على أهمية مفهوم السلم الأهلي باعتباره أحد الركائز الأساسية لبناء مجتمع مستقر ومتماسك، مشددة على الدور المحوري للمرأة في ترسيخ هذا المفهوم، أما المحور الثاني فتناول تأثير خطاب الكراهية على النسيج المجتمعي، ودور المرأة القيادي في نبذه ومكافحة مظاهره، من أجل تعزيز التفاهم والتسامح.
وأوضحت أن السلم الأهلي يمثل حالة من التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع، تضمن تحقيق العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان، مشددةَ على ضرورة العمل لإرساء الأمن الاجتماعي تجنباً لتداعيات الحروب والنزاعات "أن السلم الأهلي يُعد الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات الحديثة، والعامل الرئيسي في حماية منجزاتها والحفاظ على استقرارها".
كما أشارت اعتماد أحمد إلى الدور الحيوي للمرأة في تعزيز السلم الأهلي، من خلال مساهمتها الفاعلة في التربية التي تُعد أساس بناء علاقات إيجابية، وترسيخ التضامن والترابط الاجتماعي، فالمرأة بدءاً من تأسيس الأسرة ووصولاً إلى التنشئة الاجتماعية تغرس في الأجيال قيم السلام والمحبة والاحترام المتبادل، مما يساهم في صياغة مجتمع متماسك قائم على التفاهم، مؤكدةً على ضرورة الفهم الشامل لإمكانات المرأة وخبراتها ودمجها في كافة جوانب عمليات تعزيز السلم الأهلي، باعتبار ذلك عنصراً جوهرياً في نجاح المجتمع والحكومة في حفظ السلام بعد النزاعات، فاستبعاد النساء من عمليات بناء جسور السلام يؤدي إلى تغييبهن عن أدوار أساسية، لا سيما في رسم معالم الدستور الذي يُمهّد للخروج من دوامة الصراعات.
وأوضحت أن المرأة تلعب دوراً محورياً في عمليات السلام متعددة المسارات، سواء عبر المشاركة المباشرة على طاولات المفاوضات الرسمية، أو من خلال انخراطها النشط في المجتمع المدني كطرف فاعل ومؤثر، لافتةً الانتباه إلى التحديات التي تواجه النساء كالقيود الاجتماعية والثقافية التي تحد من قدرتهن على المشاركة في الحياة العامة والسياسة بما يعيق دورهن في تعزيز السلم الأهلي، إضافة إلى العنف والتمييز والتحيز الجنسي المبني على النوع الاجتماعي ووجود الأعراف والتقاليد الاجتماعية.
وركزت النقاشات التي دارت على ضوء هذا المحور على أهمية دور المرأة في بناء سلم الأهلي عبر تمكينها سياسياً وقانونياً، كما أشارت بعض الآراء إلى دور الإعلام في التوعية وتعزيز السلم الاهلي ونبذ خطاب الكراهية في الوقت التي تستخدم فيه منصات التواصل الافتراضي سياسات الحرب الخاصة والسياسية.
وأشادت آراء أخرى بالعقد الاجتماعي الذي يعزز من خلال بنوده تمكين المرأة لتلعب دورها الفعال في جميع مجالات الحياة ومنها تعزيز السلام.
خطاب الكراهية من أخطر التحديات التي تهدد المجتمعات
من جانبها تناولت المنسقية العامة لتجمع زنوبيا كفاح سنجار، محور خطاب الكراهية والذي يعد من أخطر التحديات التي تهدد المجتمعات وسلامها "يغذي خطاب الكراهية العنف والانقسام والتمييز ويعد إنكار لقيم التسامح والاندماج والتنوع وجوهر معايير ومبادئ حقوق الانسان ويمتثل خطاب الكراهية كمفهوم عبر الدعوة التحريضية بجميع الاشكال ويحتوي على مضمون تحفيزي يبحث عن تحفيز الشخص المخاطب على ارتكاب أعمال العنف أو التخويف أو خلق عداء وتمييز على أساس العرق واللون واللغة والدين والمعتقدات وإعطاء صورة نمطية سلبية".
ولفتت إلى دور المرأة في أهمية بناء الحوار ونبذ خطاب الكراهية وتعزيز التسامح بين أفرادها "نرى أن المرأة تبرز كعنصر فعال في بناء ثقافة الحوار والتسامح من خلال أدوارها المتعددة في بناء الأسرة والتعليم ومشاركتها الفعالة في المجتمع كما تساهم بشكل جوهري في التصدي لخطابات الكراهية".
يجب نبذ خطاب الكراهية
وسلطت النقاشات التي جاءت على ضوء المحور الثاني على الخطاب الطائفي الذي عززه نظام البعث وبات سمة بارزة في المجتمع السوري وتعمق مؤخراً من حيث الانقسامات الطائفية والاجتماعية التي تأججها وسائل الإعلام، وقد وردت مقترحات بوضع عقوبات لكل من يتفوه بخطاب الكراهية والطائفية، فيما أولت بعد الآراء الأهمية لدور المرأة في نبذ خطاب الكراهية ورفع من مستوى الوعي لدى أسرتها وأطفالها وعدم الاهتمام لخطاب الكراهية التي تحاول مواقع تواصل الافتراضي ترسيخها في ذهنية المجتمع.
وكما ركزت العديد من الآراء على أهمية تقبل الآخر بكل اختلافاته سواءً بالرأي أو اللغة أو الدين، لبناء حياة تشاركية في ظل التنوع الثقافي والعرقي والديني التي تتمتع بها سوريا، وشددت بعض الآراء على أهمية تعريف حقيقة الأديان التي تدعوا للتسامح وعدم الانخداع بالخطابات الدينية لأن داعش في بداية سيطرته كان يستخدم الأسلوب اللين والخطاب الديني ولكن الجميع شهد على الإرهاب الذي مارسه على المجتمع.
والجدير بالذكر، أن حملة "مبادرة السلام" التي اطلقتها مجلس المرأة السورية ستشمل كافة المدن السورية، بهدف تعزيز السلم الأهلي بريادة المرأة السورية.