"أسطول الصمود" إرادة شعبية تتحدى الاعتداءات وتؤكد دعم القضية الفلسطينية
اعتبرت المشاركات في "أسطول الصمود" أن المبادرة امتداداً لصمود الشعوب في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدات على أن الاعتداءات لن تثنيهن عن مواصلة المهمة الإنسانية، مشددات على ضرورة فك الحصار عن غزة.

نزيهة بوسعيدي
تونس ـ في مشهد يعكس التفاعل الشعبي والمدني العميق مع القضية الفلسطينية، شهدت تونس انطلاق "أسطول الصمود" وسط انقسام في الرأي العام بين مؤيد ومشكك للاعتداءات التي تعرض لها الأسطول، إلا أن المشاركون والمشاركات فيه ونشطاء المجتمع المدني أكدوا أن "أسطول الصمود" يحمل اسمه عن جدارة، إذ يواصل رحلته متحدياً التهديدات والاعتداءات.
أكد عضو من هيئة تنظيم الأسطول لوكالتنا بأن المشاركين عازمون على الوصول إلى غزة مهما كانت التحديات، مشدداً على أن الاعتداءات لن تثنيهم عن مواصلة المهمة الإنسانية بنفس العزيمة، وقد تأخر موعد الإبحار عن التوقيت المحدد بسبب بعض الجوانب اللوجستية، إلا أن الحضور الجماهيري كان كثيفاً رغم الإجراءات الأمنية المشددة، بحسب كلامه.
في إطار تغطية الحدث، تحدثت وكالتنا إلى عدد من الناشطات المشاركات، منهن نسرين بن خديجة، رئيسة تحرير مجلة "نساء مغاربيات"، التي أكدت أن مشاركتها جاءت دعماً لأصدقائها في الرحلة، معتبرةً أن القضية الفلسطينية هي "قضيتنا الأم في تونس".
بدورها قالت الناشطة البحرينية سلوى محمد جابر، إحدى المشاركات في الأسطول "أشارك لإيماني بقضيتنا العادلة ونأمل أن نساهم في فك الحصار عن أهلنا في غزة ونأمل أن نوقف المجاعة الجائرة وأن نساهم في وصول المساعدات"، مؤكدةً أنه "لا تراجع رغم الاعتداءات ولدينا أملاً كبيراً في الوصول إلى غزة وبالتالي لا شيء سيوقفنا عن المضي في طريقنا، والأمل كبير في أن ننجح في هذه المهمة الانسانية العظيمة رغم كل المخاطر".
وأكدت رندة فحولة، عضوة تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، أن التنسيقية كثّفت جهودها النضالية لدعم القضية الفلسطينية، خاصة بعد حرب غزة، حيث تصاعدت وتيرة النشاطات المناهضة للإبادة والتجويع في قطاع غزة.
وقالت إنها تشارك اليوم في "أسطول الصمود" العربي والغربي، انطلاقاً من إيمانها العميق بعدالة القضية، مشيدةً بدور تونس التي أثبتت أن القضية الفلسطينية تمثل محوراً مركزياً في وجدانها، وسهّلت الإجراءات المرتبطة بانطلاق الأسطول.
وعن الاعتداءات الأخيرة التي طالت بعض سفن الأسطول، ومنها سفينة "فاميليا"، أوضحت أن الحادثة أثارت جدلاً واسعاً، وشاهدها عدد كبير من التونسيين، لكنها لم تكن مفاجئة، مضيفةً أن استهداف السفن على الأراضي التونسية يُعدّ مساساً مباشراً بالسيادة الوطنية، وهو ما رفضه الشعب التونسي بشكل جماهيري، حيث هبّ المواطنون بأعداد كبيرة للتعبير عن تضامنهم ومساندتهم.
وأكدت رندة فحولة أن تونس اليوم تحتضن أكبر أسطول تضامني عالمي، مشددةً على ضرورة أن تكون السلطات التونسية صريحة مع الشعب، حفاظاً على الثقة المتبادلة، وأن التونسيين متفقون في رفض أي تدخل خارجي يمسّ بلادهم أو شعبهم "الأسطول سيغادر، وعزيمة المشاركين ازدادت، إسرائيل لن ترهبنا، والشعب الفلسطيني قدّم أغلى ما يملك من أرض ونساء وأطفال، وتونس، ومعها كل أحرار العالم، مستمرون في طريق المساندة والانخراط، ولو بالقليل، دعماً لصمود أهل غزة".
وبيّنت الناشطة في المجتمع المدني ألفة الشابي وهي عضوة بالشبكة التونسية للتصدي ومناهضة التطبيع، أنها حضرت لتوديع رفاقها المشاركين في "أسطول الصمود"، معتبرةً أن هذه المبادرة تمثل امتداداً طبيعياً لقافلة الصمود التي سبق أن شاركت فيها، وتجسيداً لصمود الشعوب العربية في دعم القضية الفلسطينية.
وأكدت أن الاعتداءات التي طالت بعض سفن الأسطول لم تكن مفاجئة، إذ كان من المتوقع أن تحدث في المياه الإقليمية قبل وصول الأسطول إلى وجهته، مشيرةً إلى أن الهدف من تلك الاعتداءات هو منع الأسطول من الوصول إلى غزة، لكنها شددت على أن ذلك "لن يتحقق"، مؤكدةً أن الإرادة أقوى من التهديدات.
وأضافت "هدفنا واضح وثابت، وهو إيصال الأسطول إلى شواطئ غزة، والمضي قدماً في هذه المهمة الإنسانية، على أمل أن يعود المشاركون سالمين، وأن نساهم في فك الحصار عن الأطفال الذين يموتون يومياً بسبب الجوع والحرمان".
وأوضحت أن حجم الاعتداءات، مهما بلغ، لا يمكن مقارنته بالمعاناة اليومية التي يعيشها سكان غزة، الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة من مأوى وغذاء وماء "كامرأة تونسية، أطالب الدول أن تسنّ قوانين تجرّم الانتهاكات بحق أهالي غزة، وتونس، كما عهدناها، تسعى إلى ذلك بكل جدية".