'الوضع الإنساني في غزة تجاوز كل حدود التصور'
منذ استئناف الحرب على غزة قبل 44 يوماً تستمر القوات الإسرائيلية بقصف مناطق مختلفة من القطاع المحاصر، والتي تؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين كل يوم.

مركز الأخبار ـ تواصل إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين في غزة بعدما تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في كانون الثاني/يناير الماضي.
شنت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء 30 نيسان/أبريل، سلسلة من الغارات الجوية أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين جنوبي مخيم النصيرات وسط القطاع ليرتفع بذلك عدد القتلى خلال الساعات الـ 24 الماضية إلى 40 قتيلاً، فضلاً عن وقوع عشرات المصابين وفقاً لمصادر إعلامية.
وقصفت القوات الإسرائيلية اليوم مناطق متفرقة من غزة، كما استهدفت خيام النازحين، في وقت يواجه فيه السكان خطر الموت الجماعي جوعاً، مع استمرار القوات الإسرائيلية بإدخال المواد الغذائية الأساسية منذ بداية آذار/مارس الماضي، وهو ما يرسم مشهداً قاسياً للمجاعة التي يواجهها السكان.
أزمة الجوع
وتسبب الحصار المطبق المفروض على غزة منذ 60 يوماً بتأثيرات بالغة، وفاقمت معاناة 2.4 مليون شخص بينهم أكثر من مليون طفل من مختلف الأعمار يعانون من الجوع اليومي مما يجعلهم يواجهون خطر الموت جوعاً، كما أدى الحصار إلى إصابة 65 ألف شخص بسوء التغذية الحاد ونقل ما تبقى من المستشفيات والمراكز الطبية المدمرة في القطاع.
وحتى يوم الجمعة الماضية، أدى الجوع إلى وفاة 50 طفلاً كان آخرهم طفل يدعى فادي أحمد والذي قضى في مشفى الأقصى في دير البلح.
وفي وقت سابق حذرت منظمة اليونيسف من أن 335 ألف طفل دون سن الخامسة أي كل أطفال غزة من هذه الفئة العمرية على شفا الموت بسبب سوء التغذية الحاد الذي يواجهونه مع أمهاتهم.
وارتفع عدد الأطفال اللذين يتلقون العلاج من سوء التغذية بنسبة 80% مقارنة بشهر آذار/مارس الماضي، ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، التي قالت أن 92% من الرضع الذين تتراوح أعمارهم ما بين الستة أشهر والعامان، مع أمهاتهم لا يحصلون على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية، مما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة ستلازمهم طيلة حياتهم.
وأشارت المنظمة إلى أن 65% من سكان القطاع لم يعد باستطاعتهم الحصول على المياه النظيفة أو الطبخ وفقاً لهيئات الإغاثة الدولية.
ومنذ آذار/مارس الماضي تمنع القوات الإسرائيلية دخول الغذاء والدواء إلى القطاع، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في القطاع المدمر تجاوز كل حدود التصور"، مما يضع القطاع في مواجهة أزمة كبيرة جراء الحصار المفروض على الأهالي.
وضع غزة غير مسبوق
ووصف مدير المفوضية الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، ما يجري في قطاع غزة بأنه غير مسبوق، قائلاً إن القوات الإسرائيلية لا تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي والإنساني.
وكانت منظمة العفو الدولية "أمنستي" قد نددت في تقرير لها بالإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية على الهواء مباشرة، حيث يغرق السكان في اليأس جراء الحرب المدمرة وتوقف المساعدات الإنسانية.
40 ألف طفل باتوا أيتاماً
وبحسب وزارة الصحة في القطاع، فإن أكثر من 40 ألف طفل في قطاع غزة باتوا أيتاماً، كما أنهم يموتون من نقص الغذاء، مشيراً إلى أن من "نفقدهم من التبعات غير المباشرة للحرب أكثر ممن يقتل بنيران القوات الإسرائيلية".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنه لا توجد نهاية في الأفق للقتل والبؤس في غزة، معبراً عن قلقه من تصريحات مسؤولين في السلطات الإسرائيلية بشأن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة للضغط العسكري، لافتاً إلى أن المساعدات الإنسانية غير قابلة للتفاوض وعلى القوات الإسرائيلية الموافقة على برامج الإغاثة وتسهيلها.