آمنة إيزدي

طهران - على الرغم من أن صوت المرأة كان في أوقات مختلفة في إيران محظوراً، إلا أنه في هذا الوقت، مرت 45 عاماً منذ أن استمرت "النساء المخفيات" في إيران في الغناء سراً، بدافع وإصرار، للتعبير عن مطالبهن القديمة في شكل شعر، والموسيقى والغناء يصرخان؛ تارة بالمشاركة في حفلات وتجمعات في الخارج، وتارة أخرى في اجتماعات سرية وخاصة داخل البلاد، وتارة أخرى بتوسيع وتطوير شبكات الإنترنت.

في هذه الأثناء، وبعد ست سنوات، أقامت فرقة كامكار حفل "النار الحية" على دورتين في فندق سبيناس في طهران، حيث كان للنساء، كما هو الحال دائماً، حضور قوي في الفرقة كمغنيات وموسيقيات وعضوات في الجوقة.

وكان الحضور القوي والجذاب لـ "مريم إبراهيم بور" الموسيقية ومغنية المجموعة ملحوظاً للغاية، في بداية الحفل، أعربت في مقطع فيديو مسجل عن رغبتها الطويلة الأمد، مثل جميع النساء الإيرانيات، في أن تتمكن من الغناء في مساحة حرة وغير مقيدة.

بسبب ضيق المساحة في طهران، اضطرت مريم إبراهيم بور إلى الغناء مع مغنٍ ذكر، لكن ما كان مؤكداً هو صوتها الواضح والقوي الذي سيطر على الأصوات الذكورية، وكانت أعمال الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد قد نشأت منها، وتم تقديم قصيدتين لها من مجموعة عيد ميلاد آخر في هذا الحفل.

وأقيم الحفل الإضافي لمجموعة كامكار بقيادة أرسلان كامكار وحضره أرزانغ وأردشير وأردافان كامكار بالإضافة إلى مريم إبراهيم بور من عائلة كامكار كأعضاء رئيسيين، مساء السبت 11 كانون الثاني/يناير، في جلستين، في فندق إسبيناس سادات آباد في طهران.

وتميز الحفل بحضور قوي للنساء كأعضاء في الجوقة، وعازفات بيانو، وعازفات إيقاع، وآلات نفخ، وآلات إيرانية.

"أغري زيندو" تعني "النار الحية" باللغة الكردية، وهي النار التي لا توفر الضوء والدفء فحسب، بل هي أيضاً رمز للحياة والأمل والاستمرارية، وكانت مجموعة كامكار قد أصدرت في وقت سابق ألبوماً بعنوان "النار الحية"، وهو عمل تم إنشاؤه في ذكرى الموسيقي والمغني الكردي البارز، الأستاذ علي مردان.

وهذا الحفل، وهو مزيج من الألحان المألوفة والأعمال الجديدة مع الترتيبات الإضافية، أخذ قلوب وأرواح الجمهور في رحلة عبر جبال وسهول كردستان. النار الحية هي جهد يحترق مثل شعلة في قلب الموسيقى ولا ينطفئ.