المرأة السورية بين الإقصاء السياسي والتعنيف الإسلاموي محور ندوة في مصر

في حضور لنساء من عدة دول، عقدت ندوة لمناقشة واقع المرأة السورية بين الإقصاء السياسي والتعنيف الإسلاموي والوقوف على التحديات الراهنة والحلول الممكنة.

أسماء فتحي

القاهرة ـ يحتل واقع المرأة السورية صدارة النقاشات الإقليمية خلال الوقت الراهن نظراً لما يواجهها من تحديات بعد اعتلاء جهادي هيئة تحرير الشام للحكم الأمر الذي جعل آفاق وجودها كشريك فاعل في المجتمع أمر مهدد على غرار ما حدث في العديد من الدول التي شهدت مرحلة انتقالية مشابهة.

خلال ندوة عقدت، أمس السبت 17 أيار/مايو، نوقشت العديد من الإشكاليات والتحديات التي واجهتها النساء السوريات في مراحل تاريخية مختلفة وكيف تمكن من تجاوز ما مر عليهن من ضغوط بمختلف أشكالها حتى اليوم.

وتبادلت المشاركات من عدة دول ومنها مصر والسودان والجزائر وفلسطين الخبرات بشأن واقع المرأة المحلي في الدول وأبرز مخاوفهن تجاه الواقع السوري وما تعانيه المرأة من تحديات في هذا الصدد خاصة أن عدد منهن مر بمرحلة حكم إسلامي عانت خلالها النساء من ويلات التهميش والإقصاء ومنها مصر.

 

بحث الجذور التاريخية يساهم في فهم واقع المرأة السورية

 

أكدت ليلى موسى، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في مصر، أنه للوقوف على ما تعانيه المرأة السورية اليوم من إقصاء وتهميش سياسي كان لابد من العودة للجذور ومسارها التاريخي منذ الاستقلال من الاحتلال الفرنسي وحتى اليوم، مشددة على أهمية العودة للمراحل التي مرت بها المرأة السورية وكيفية ونوعية المشاركة وأسباب عدم تمكنها من التغلب على عملية التهميش السياسي في كثير من المناطق السورية عبر عقود من الزمن.

وأشارت إلى وجود تجارب خاصة ما بعد 2011 ومنها الإدارة الذاتية التي برز فيها دور للنساء تمكن خلاله من تجاوز هذه الأزمة، مضيفة أن هناك معضلة حقيقية من خلال ما يدار من قبل السلطة في دمشق وهناك مساعي لاجترار السياسات السابقة.

واعتبرت أن الوضع الراهن بات يتطلب العودة للتاريخ وقراءة المشهد وتقييمه بشكل جيد ومن ثم الخروج بمقترحات للعمل من خلالها على تغيير واقع المرأة السورية والوصول لما تتطلع إليه من أهداف من ثورتها في سوريا.

وعن أثر ذلك النوع من النقاشات على الداخل السوري، فقد لفتت إلى أن مصر فيها جالية كبيرة من الدول العربية تعاني من أزمات وهناك تغييب لدى العديد من النساء عن واقع المرأة السورية ومثل هذه الندوات تسلط الضوء أكثر عليها وتخلق تفاعل مع نساء من جاليات أخرى يعانين من نفس الأزمات ويكون هناك تبادل للآراء والأفكار والتعرف على تجارب لنساء من دول مختلفة ومن هنا يأتي التلاقي والتفاعل في الكثير من النقاط.

وكشفت ليلى موسى أن الإسلام السياسي لديه منهج وإن اختلفت المسميات، لكن مدى تأثيره والدور الذي يلعبه يتوقف إلى حد كبير على خصوصية كل مجتمع ولكن هناك قواسم مشتركة تظهر وتتقارب من خلال تلك الندوات والنقاشات للارتقاء بواقع المرأة، مشيرة إلى أن مشاكل النساء واحدة وإن اختلف الزمان والمكان وإن كان هناك اختلافات فالقواسم المشتركة كافية لمد جسور التفاعل بين النساء.

 

سوريا تتنوع بالطوائف والسيطرة الإسلاموية عليها مستحيلة

بدورها أوضحت الصحفية السورية سناء حسن، أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه المرأة السورية منذ بداية الأزمة في عام 2011 إلا أن اليوم الحراك النسائي بدأ حالياً.

وأكدت أن النساء كان لهن دور قوي في المخيمات بالشمال السوري وأصبح لهن وجود ودور في جميع المجالات والآن تعملن من أجل استكمال المسيرة علماً بأن هناك ضغوط تمارس عليهن، لافتة إلى أن هناك عدد من الجمعيات تسعى للتشبيك فيما بينها لتحقيق تكامل نسوي سوري يصبح نموذج يحتذى به.

وأوضحت أن سوريا في تكوينها تختلف عن مصر فيها الكثير من الطوائف الدينية وهو ما يحول دون تمكن التيار الإسلامي من السيطرة عليها وقد يكون الأمر أقرب للاستحالة، مشيرةً إلى أن أبرز التحديات التي تواجه السوريات في الوقت الحالي ما يحدث من محاولة أسلمة سوريا واتباع اللون الواحد وهو أمر عكس التكوين الشعبي للمجتمع المقسم لطوائف عديدة يسعى كل منهم الآن لتكوين مسار يعود بالمجتمع لما كان فيه سابقاً ويخلط التكوين المتناغم رغم الاختلافات.

 

إرادة الشعب السوري ستنتصر كما حدث في مصر

من جانبها قالت الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، مديرة تحرير جريدة "الأهرام"، إن المشهد المعقد الحالي في سوريا ناتج عن أبعاد تاريخية عميقة خصوصاً في فترة الأزمة التي واجهتها سوريا منذ أربعة عشر عاماً مضت وحتى الآن واجهت خلالها المرأة جميع صنوف القهر والإذلال من تهجير ونزوح ولجوء أو عنف الجماعات المتطرفة ضدها.

وأكدت أن المرأة السورية واجهت جميع صنوف التحديات بروح صلبة وإرادة قوية، لافتة إلى أن الندوة تناقش واقع المرأة السورية الحالي وسبل تمكنها من التغلب على كل ما سبق وإيجاد طريقها نحو الحرية والاستقلالية والمواطنة الكاملة.

وأوضحت أن سوريا هي بلد الإسلام المعتدل كما هو الحال في مصر وأي تطرف سيكون مصيره الفشل لكونه سيجد مقاومة من النساء في سوريا، كما حدث في مصر وستنتصر النتيجة لإرادة الشعوب والحقوق الإنسانية، معتبرة أن تمتع النساء بحقوق متساوية مع الرجال يخدم الأوطان.