تحالف ندى يختتم مؤتمره بجملة من التوصيات
تعزيز التشبيك بين المنظمات النسائية ودعم مبادرة السلام والمجتمع الديمقراطي، التي طرحها القائد أوجلان، باعتبارها مبادرة معنية بحرية النساء، أبرز مخرجات مؤتمر تحالف ندى.

السليمانية ـ اختتم التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي "ندى" مؤتمره الأول ما بعد التأسيسي بجملة من التوصيات أعلنت عنه خلال بيان.
اختتتم اليوم السبت 17أيار/مايو مؤتمر الأول ما بعد التأسيسي لتحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي "ندى" تحت شعار "بثورة المرأة نحو مجتمع ديمقراطي" بمدينة السليمانية في إقليم كردستان، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام متتالية بحضور حوالي 200 امرأة من 19 دولة إقليمية وأفريقية وآسيوية.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر "في خضم المستجدات الساخنة دولياً واقليمياً، التي حملت معها تغييرات كبيرة على كافة الاصعدة، وخاصة وضع النساء، من حيث الآثار الكارثية والسياسات والممارسات، المجحفة، بالإضافة إلى الفرص الكبيرة التي تضاهي حجم التحديات، عقد تحالف ندى 'التحالف النسائي الديمقراطي الاقليمي' مؤتمره ما بعد التأسيسي تحت شعار 'نحو مجتمع ديمقراطي قائم على الثورة النسائية' بتاريخ 15 - 17 أيار/مايو 2025، في، مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق".
ولفت البيان إلى التنوع الثقافي والعرقي الذي ساد المؤتمر "شاركت المئات من الناشطات والمنظمات، والمؤسسات النسائية من مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (فلسطين، لبنان، الاردن، مصر، تونس، المغرب، صومال، السودان، اليمن، موريتانيا، العراق واقليم كردستان، تركيا، إيران، سوريا، وأفغانستان) بمشاركة متنوعة من الشعوب والمكونات الشرق اوسطية والشمال الافريقي، نساء عربيات، كرديات، سريانيات، أشوريات، أرمنيات، أمازيغيات، فارسيات ،أفغانيات، وإيزيديات، مثلت وحدة نسائية، في التنوع الثقافي العظيم في المنطقة".
وكما تطرق البيان إلى الجلسات والمحاور الذي تناولها المؤتمر "دارت جلسات المؤتمر على محاور نظرية أساسية تتعلق بالمرأة الشرق أوسطية، وما تعيشه من تهميش وإجحاف على كافة الاصعدة بسبب الاوضاع المستجدة، فالحرب العالمية الثالثة التي تعيشها المنطقة تمثل إبادة غير معلنة ضد النساء، من قتل، وتهجير واختطاف، واستخدامهن كأداة حروب قذرة مثل السبي والاغتصاب كما شاهدناه في شنكال، بحق النساء الايزيديات في 2014، وفلسطين خاصة في العام والنصف والمنصرم، والسودان واليمن".
ولفت البيان إلى أن "الحروب المهولة هي صنيعة الدول القومية التي تفتقر إلى الديمقراطية، وأيضا الناتجة عن الحكم الديني السياسي الذي يخدم مصالح الرأسمالية العالمية وأجندتها في المنطقة، وها نحن نعيش نتائجها وإفرازاتها المسمومة التي تؤدي إلى تراجع وضع النساء في المنطقة، أثر القوانين والدساتير المنصوص عليها بالمفاهيم الذكورية الاستعلائية، إلى جانب التشرذم الاجتماعي بالقيم الرجعية البالية".
وأضاف البيان أن المؤتمر تناول "إرث النضالات النسائية عبر عقود مضت، ونضال النساء الجبارة في يومنا في خضم الفوضى والأزمات الخانقة، حفاظاً على إرثهن الثقافي والمجتمعي الذي ساهم في بناء أولى لبنات الحضارة الإنسانية، لم تستكن النساء يوماً، ولم تتراجع قيد أنملة عن نضالهن، بل ربطن بين الماضي العريق لثقافة المرأة، والمجتمع الأمومي وبين أهدافهن في المرحلة الراهنة، وكنا شاهدات على ثورات نسائية معاصرة كثورة النساء في روجافا والسودان واليمن، وتونس، وكثورة Jin Jiyan Azadî 'المرأة الحياة الحرية' في إيران و شرق كردستان، وأشرن إلى أهمية بناء المجتمعات ارتكازاً على حرية المرأة وبناء الحياة التشاركية الندية بين الرجل والمرأة، بناءً عليه توقفت المشاركات مطولاً على مستوى، النضال النسائي، وحددن التحديات والعراقيل، بالإضافة إلى تقييم الفرص المتاحة، في عمق النقاشات والنتائج، ركزت المشاركات على ضرورة استغلال الإمكانيات المتاحة والفرص التاريخية، بتصعيد دور المنظمات والحركات النسائية في إرساء السلام وبناء المجتمع الديمقراطي القائم على الثورة النسائية، إضافة الى أهمية تعزيز التحالفات النسوية على المستوى الإقليمي في مواجهة النيوليبرالية والتحالفات الأبوية، المهيمنة المعادية للنساء، وأهمية العمل النسائي المشترك من خلال بناء التحالفات، بمنظور الكونفدرالية الديمقراطية النسائية، مع التأكيد على ضرورة امتلاك المرأة لآلية الحماية والدفاع عن ذاتها قانونياً ودستورياً وأمنياً في ظل النزاعات، والحروب الطاحنة في البلاد".
وذكر البيان أن "المؤتمر شدد على آفاق الحل في مواجهة سياسات الحرب العالمية الثالثة، بتطوير الانطلاقة النسائية السياسية برؤية موحدة، واستمرارية الإرث النسائي الأممي ببناء شبكات نسائية أممية، وإيلاء الأهمية لدور تحالف ندى في تعزيز الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية، لاستمرار الثورة النسائية المتقدة بشعار 'المرأة، الحياة، الحرية' رداً على القضايا المعاصرة وتقديم الحلول الجذرية لها، لتحمل المرأة راية القيادة وتتبوأ مكانتها في الريادة نحو مجتمع ديمقراطي يسوده السلام بناء على الدور الاستراتيجي لتحالف ندى".
وأشار البيان إلى أن المؤتمر في اليوم الثالث ركز على نشاطات التحالف المنصرمة وتقييم أدائه، وتم الاتفاق على الأهداف الاستراتيجية، وتشكيل سبع لجان متخصصة لتنفيذ مشاريع التحالف، وأجمعت المشاركات على ما يلي:
تعزيز تحالف ندى كتحالف جامع برؤية نسائية شاملة، أساسها المرجعية الكونية، لحقوق الإنسان، وتبني اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية اسطنبول، وقرار مجلس الأمن 1325 بشأن المرأة والأمن والسلام، والبروتوكولات الإقليمية.
اعتماد وثيقة الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية، ووثيقة الثورة النسائية في روجافا وشمال وشرق سوريا كمرجعية أساسية لتحالف ندى، لأجل تطوير الأممية بمنظور نسائي، وبناء التحالف النسائي الثوري.
تعزيز التنظيم النسائي ونضاله بهدف بناء مجتمع قائم على الحرية والحياة التشاركية الندية بين الرجل والمرأة، والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
النضال لأجل إحلال السلام وبناء مجتمع ديمقراطي قائم على الفرد الحر، بعيداً عن التطرف والعصبيات القومية أو الدينية أو المذهبية، والنزعات التي تشرذم وحدة المجتمعات وتهدر حقوق النساء.
دعم مبادرة السلام والمجتمع الديمقراطي، التي طرحها السيد عبدالله أوجلان، باعتبارها مبادرة معنية بحرية النساء.
المطالبة بالإفراج عن الأسيرات والمعتقلات السياسيات في سجون الاحتلال والسلطات الاستبدادية.
التضامن مع قضية النساء الإيزيديات ودعم مقاومتهن.
تعزيز التضامن والتكاتف على المستوى الوطني والأممي، لدعم نضال المرأة، وقضاياها أينما كانت، دون تهميش لأية قضية، من القتل في النزاعات والإبادة، والحروب الاحتلالية، والنزاعات السلطوية، وسياسة التهجير والتغييرالديمغرافي في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعنف الجنسي (فلسطين، السودان، سوريا واليمن)، إلى جانب القضايا الاجتماعية والاقتصادية والقانونية.
تعزيز التشبيك بين المنظمات النسائية وتبادل الفكر والرؤية والخبرات، وتمتين اواصر المناصرة، فالقضية النسائية قضية إنسانية عابرة للحدود.
تمكين النساء من أجل المشاركة الفاعلة وتبوء مكانتها في وضع السياسات ومراكز اتخاذ القرار، من خلال تطوير العمق الفكري والنظري والمجتمعي لديهن وبناء القدرات.
تعزيز عمل تحالف ندى في البلدان من قبل لجانه الوطنية المحلية، والرفع من سوية النشاطات والفعاليات المشتركة المحلية، إضافة إلى الفعاليات المشتركة إقليمياً عبر تفعيل لجانها السبع.
التصدي للقضايا النسائية من خلال إعلام نسوي حر مضاد للصورة النمطية للمرأة في الاعلام الذكوري المهيمن.