مشاركات في مؤتمر ندى: دور النساء في عملية السلام ليس جديداً

لا يخفى على أحد الدور الريادي للنساء في عملية السلام عبر التاريخ من زنوبيا إلى عليسة وغيرهن، ظهر دورهن في التفاوض وشن الحروب دفاعاً عن السلام.

زهور المشرقي

السليمانية ـ يعتبر السلام مفهوم إنساني يتساوى فيه الجنسين من أجل تحقيقه، وعبر التاريخ قاد الرجال الحروب والنزاعات ولا يعني هذا أن النساء لم تكن متواجدات، وتجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا لتحقيق السلام خير مثال على ذلك.

قادت النساء العديد من الحروب وجبهات المقاومة وتجربة ثورة روج آفا مثال على ذلك، أي أنه لا يجب التعامل على اعتبار المقولة السائدة أن النساء "مسالمات بالفطرة" لأن هذه المقاربات مكتسبة ولا تولد بها المرأة، فهي تتغذى في صلب المجتمعات التي تسعى إلى البناء الذي يتمتع به الجنسين على حد سواء بالمساواة، وتجعل من العالم يُرسخ أكثر فأكثر مبدأ تكافؤ الفرض وثقافة المساواة التامة والنأي عن النزاعات والحروب والتهافت على تثبيت المصالح الذاتية التي لا تخلق إلا مجتمعات متناثرة ومتنازعة.

كما ساهمت النساء عبر التاريخ في ترسيخ ثقافة السلام نظراً لتشكيل شخصية ثقافية تاريخية عاطفية تتماهى مع المجتمعات الأبوية فأُسند إليها دور الأم والحاضنة والمربية وهي صفات متعلقة تعلقاً مباشراً بالفئات الأكثر هشاشة في المجتمعات ما يجعلها تبحث عن السلام والسلم، ومن هذا المنطلق يمكن أن تقول إن للنساء فعلاً دور ريادي عبر عملية السلام بقدرتهن الخارقة في التفاوض وكتابة الدساتير والقوانين والمشاركة الإنسانية وقت النزاع وتجندهن لإنقاذ المجتمع لأن الأخير يتأسس أساساً على فكرة العائلة.

 

"لا سلام دون نساء"

وهو ما أكدت عليه أيضاً التونسية حذامي بن محجوب وهي أستاذة في الفلسفة، أنه لا سلام دون نساء وحيث يعلو صوت المدافع تسعين لإيقافه وحين تتكلم لغة السلاح تتصدر المراكز الأولية، معتبرةً أنهن مصدر السلام وهن من تحققنه ولا يمكن أن يكون إلا عن طريقهن.

وأفادت بأن المجتمعات والسلطات التي همشت النساء تسقط بسرعة ولا تصمد "المجتمعات التي تحارب الجمعيات النسوية التي تشخص علل المجتمعات والمشاكل لا يمكن أن تنجح، النساء هن الأكثر اضطهاداً واستهدافاً من الحروب والصراعات المسلحة، وهن قادرات على صنع السلام وتحقيقه".

وأشارت حذامي بن محجوب إلى أن الأنظمة التي نشأت عن إقصاء المرأة فشلت وتبخرت وخلفت أزمات للمجتمعات "المرأة بطبيعتها رائدة، وهي تصمد أمام كل الأزمات برغم سياسة التنكيل بها، وهي من تعمل وتؤسس وبات ضرورة تشريكها في الحياة العامة والسياسية واقحامها في عمليات السلام".

 

 

"المرأة تلعب دوراً ريادياً في تحقيق السلام"

بدورها أكدت الدكتورة شذى نوري بسراني، عضوة رابطة المرأة العراقية، أن دور المرأة في تحقيق السلام ريادي لأنها تفهم معنى السلام الذي تراه في حماية الطفل والبيئة، لافتةً إلى أنه منذ الحرب العالمية الأولى والثانية وما قامت به الإمبريالية العالمية هي استهداف للنساء برغم مساعيهن دائماً لإحلال السلام.

 

 

من جانبها قالت مجيدة الشرعابين عضوة اللجنة الوطنية للمرأة في اليمن، إن المرأة اليمنية برغم سياسة التنكيل بها وتعنيفها من قبل الذهنية الذكورية والأنظمة إلا أنها حاولت اقحام نفسها في العملية السياسية خاصة مع الإقصاء المتعمد والتهميش المقصود لدورها وهي التي تحملت العبء الأكبر خلال سنوات الحرب وعايشت ظروفاً صعبة بسبب سطوة التنظيمات.

وعن كيفية إشراك النساء في عملية السلام، أوضحت أن اليمنيات قادرات على ذلك وتحاولن الخروج من الظلام إلى الضوء والمشاركة مع المنظمات النسوية الأخرى في إطار دعم دورهن وكسر حاجز الخوف من المشاركة السياسية، مشيرةً إلى أن الفرص بعد لم تعطى للمرأة في بلدها لإبراز طاقاتها "المرأة في اليمن هي السلام".