الهجمات التركية مستمرة ومخاوف من كوارث بيئية وإنسانية

يواصل الاحتلال التركي هجماته الوحشية على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يقوم باستهداف المواطنين وارتكاب مجازر بحقهم، وتدمير البنية التحتية للمنطقة مما يؤدي إلى خروج المؤسسات التي تخدم الأهالي عن الخدمة.

نورشان عبدي

كوباني ـ تتفاقم معاناة أهالي إقليم شمال وشرق سوريا مع تزايد هجمات الاحتلال التركي على المنطقة وسد تشرين بشكل خاص، فاستهداف السد سيؤدي إلى خروجه عن الخدمة أي حرمان السكان من المياه والكهرباء.

بعد سقوط نظام البعث القمعي بسوريا في الثامن من كانون الأول/ديسمبر عام 2024، كثف الاحتلال التركي هجماته على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ومحيط سد تشرين وجسر قرقوزاق بشكل خاص، ونتيجة لتلك الهجمات ازدادت المخاوف لدى الأهالي من انهيار السد، والتسبب بكوارث بيئية وبشرية في المنطقة، فهي تؤثر على كافة مجالات الحياة.

عن معاناتها في ظل الهجمات التركية على البنية التحتية والمنشآت الحيوية قالت المواطنة هدلة كنجو من مدينة كوباني بمقاطعة الفرات "يستهدف الاحتلال التركي ومرتزقته المدنيين والمنشآت الحيوية التي تعمل لخدمتهم، ولهذا السبب ومنذ شهرين كأهالي مدينة كوباني وريفها نعاني من عدم توفر المياه والكهرباء التي هي من أبسط حقوقنا، وذلك بسبب استهداف سد تشرين ومضخات المياه في المنطقة".

وأضافت "يمارس الاحتلال التركي أبشع أنواع الانتهاكات بحق الشعب في مناطقنا، يتبع أساليب وحشية ضد شعبنا"، داعيةً إلى خروج الجهات المعنية والدول العالمية عن صمتها حيال هجمات الاحتلال وممارساته الوحشية على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا "تصمت دول العالم والجهات التي تدعي أنها تناصر حقوق الإنسان، أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال التركي بحق المدنيين واستهداف ممتلكات الشعب، لذلك نناشد تلك الجهات أن تقوم بواجباتها الإنسانية وتضع حداً لهجمات الاحتلال التركي على مناطقنا".

وأكدت على أن مقاومتهم ضد كافة هجمات الاحتلال التركي ستستمر "نحن كأهالي مقاطعة الفرات مصرين على العيش بكرامة باستمرارنا على نهج شهداءنا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حماية مناطقنا".

 

خروج سد تشرين عن الخدمة وازدياد المخاوف من حدوث كوراث

وفي سياق الحديث أشارت الرئيسة المشتركة لهيئة الطاقة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا عائشة الناصر إلى خروج السد من الخدمة وما جلبته من عوائق في توفير خدمات للشعب "استمرار الهجمات التركية على مناطقنا تؤثر بشكل سلبي على الحياة الطبيعية للأهالي، فقد أدت الهجمات إلى خروج السد عن الخدمة بشكل كامل وهذا ما يضع الأهالي أمام صعوبات كبيرة في توليد الطاقة الكهربائية".

وأضافت "كهيئة الطاقة عملنا بأقصى جهد لإصلاح الأعطال التي تسببت بها الهجمات على محيط وجسم السد، لكننا واجهنا استهداف مباشر لفريق الصيانة التابعة لهيئة الطاقة من قبل طائرات مسيرة وحربية أثناء تأديتهم عمل صيانة خطوط الكهرباء، حيث يستهدف الاحتلال التركي الخط الرئيسي الذي يعمل على توليد الطاقة لمدينة كوباني وهو خط 66".

وفي نهاية حديثها أوضحت عائشة الناصر "هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال المحطات الكهربائية والمنشآت الحيوية، تستمر الدولة التركية بانتهاك القوانين والمواثيق الدولية بتعديه على ممتلكات الشعب".

 

تأثير الهجمات التركية على القطاع الصحي في المنطقة

وفي ظل انقطاع المياه والكهرباء انتشرت العديد من الأمراض بين الأهالي وهو ما يفاقم معاناتهم، كما أوضحت الدكتورة العامة في مستشفى كوباني خملين بكي "يعاني الأهالي في مدينة كوباني منذ فترة وجيزة من انقطاع المياه والكهرباء وهذا ما يجبر الأهالي على استخدام مياه الآبار للشرب والنظافة، وبحسب المصادر الطبية ليس هنالك أي تحاليل أو اختبارات تثبت بأن تلك المياه صالحة للشرب، وهذا ما يسبب زيادة حالات الإصابة بالتسمم والإسهال والإقياء وارتفاع درجات الحرارة، وكذلك انتشار الأمراض الجلدية كالجرب والقمل، كما أن المستشفيات في المنطقة قد استقبلت مؤخراً حالات التهاب الكبد".

وأشارت إلى أنه "بعد القيام بأبحاث حول أسباب الأمراض التي ازدادت الإصابة بها ووردت إلى المشافي، تأكدنا أن مياه الآبار التي يستخدمونها الأهالي هي السبب الرئيسي، بالرغم من أننا ننصح الأهالي بعدم استخدام مياه الآبار من أجل الوقاية من تلك الأمراض، إلا أننا نعلم بأن ليس هنالك بدائل أمام الأهالي لاستخدامه".

 

معاناة الأهالي لتوفير مياه الشرب

وعن الصعوبات التي يواجهها أهالي المنطقة لتوفير مياه الشرب تقول الإدارية في دائرة المياه بمقاطعة كوباني زوزان خليل "أدت الهجمات على محيط سد تشرين وجسر قراقوزاق، إلى انقطاع الكهرباء والمياه على أهالي المنطقة، فاستهداف مضخات المياه التي تضخ المياه للمدينة يفاقم من الصعوبات المعيشية".

ولفتت إلى أن "مديرية المياه تعمل على ضخ المياه عن طريق المحركات المؤقتة، لكن هذه الطريقة لن تكفي لإيصال المياه لجميع الأهالي لأن هذه المحركات تضخ كميات قليلة من المياه، كما أن المديرية تعمل على تزويد الأهالي بالمياه عن طريق الصهاريج وذلك بشكل إسعافي".

كما أشارت إلى المخاوف "إذا استمرت هذه الهجمات سيتم إيقاف كافة مضخات المياه"، مناشدة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بإيقاف الهجمات التركية التي تستهدف مراكز المياه والكهرباء، والبنية التحتية بشكل مباشر، منوهة إلى أنه ما إذا استمرت هذه الهجمات سيواجه أهالي المنطقة كوارث بشرية وبيئية.