الابتكار والإنتاج... مساهمة النساء في تنمية صناعة المانجو في السودان
اجتمعت أكثر من ثلاثين امرأة سودانية في قاعة للمشاركة في دورة تدريبية استمرت عدة أيام لتعلم صناعة منتجات مختلفة من فاكهة المانجو كمحصول أساسي في الولاية الشمالية للاستفادة منه بالتزامن مع اقتراب حصاده.

آية إبراهيم
السودان ـ في الولاية الشمالية التي تحتضن عدد كبير من النازحات اللواتي قدمن إليها من العاصمة السودانية الخرطوم بسبب ظروف النزاع الذي اندلع منتصف نيسان/أبريل من عام 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، نجحت شذى عوض بحيري في تدريب عدد من النساء في مختلف المجالات كان آخرها كيفية صناعة منتجات غذائية من فاكهة المانجو.
تقول شذى عوض بحيري وهي مديرة مركز "أعناب" للتدريب المهني ومدربة دورة صناعة منتجات المانجو، إن الدورة احتوت على التدريب على أكثر من 15 منتج من المانجو كمنتجات طبيعية خالية من المواد الحافظة منها زبادي مشكل بالمانجو، شيبس حلو ومالح.
وأضافت "نود تصدير منتجات للدول الأخرى وليس مواد خام"، موضحة أن أكثر من 40 امرأة شاركن في الدورة التدريبية التي تهدف بعد اكتسابهن مهارات أن المتدربات أنفسهن يصبحن مدربات.
يعد محصول المانجو من المحاصيل الرئيسية في الولاية الشمالية والذي تتم عملية حصاده خلال شهر حزيران/يونيو من كل عام، وتقوم عدد من المصانع بإنتاج مشروبات منه، لكن هذا الأمر تأثر ما بعد اندلاع النزاع توقف على إثره عدد من المصانع في الخرطوم، ما أدى إلى تفكير النساء خارج الصندوق للاستفادة من محصول المانجو وصناعة منتجات مختلفة منه حتى جاءت فكرة الدورة التدريبية التي تهدف أيضاً للعمل على تصدير المنتج للخارج بدلاً عن المواد الخام.
بدورها عبرت المتدربة زينب عثمان عن سعادتها بكونها ضمن مجموعة المتدربات، حيث استعرضت أحد المنتجات التي قامت زميلاتها بتصنيعه، مؤكدة أنها حققت استفادة كبيرة من الدورة التدريبية، مشيرة إلى أنها تعلمت أن المانجو يمكن أن يُستخدم لاستخراج العديد من المنتجات.
منذ اندلاع الصراع في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بدأت العديد من النساء في البحث عن وسائل إنتاج جديدة لزيادة دخلهن، في ظل الظروف المعيشية الصعبة، ويأتي ذلك في وقت تعيل فيه الكثير منهن أسرهن، مما دفعهن إلى القيام بأعمال إضافية لمواجهة التحديات اليومية.
"تعتبر هذه الدورة ناجحة بكل المقاييس، حيث استفدنا منها بشكل كبير"، بهذه الكلمات عبرت المتدربة آسيا حسين عن امتنانها للمركز بفتح مثل هذه الدورات التي تسعى إلى فائدة النساء، موضحةً أنها قامت بتطبيق ما تعلمته في منزلها، كما أكدت أنها ستقوم بتنظيم دورة تدريبية مماثلة في منطقتها، بهدف تمكين النساء من الاستفادة من المهارات التي اكتسبتها في صناعة منتجات المانجو.
من جانبها أشارت المتدربة فاطمة الحاج إلى أنها اكتسبت الكثير من المعرفة خلال الدورة التدريبية، وكيفية الاستفادة من موسم المانجو، مؤكدة أنها ستقوم بتطبيق كل ما تعلمته، كما أوضحت أن صناعة قمر الدين والتانج هي من بين المنتجات التي أعجبتها، وستعمل على إنتاجها في الفترة القادمة، نظراً لأنها منتجات لا تتأثر بالوقت ولا تنتهي صلاحيتها.
بالإضافة إلى تنظيم الدورات التدريبية التي تهدف إلى تطوير مهارات النساء السودانيات في مجالات متنوعة، تقوم بعضهن بإقامة معارض تُعرف باسم "بازار"، ويُعتبر هذا البازار تجمعاً محدوداً في منطقة معينة، حيث تشارك فيه مجموعة من النساء لعرض منتجاتهن الخاصة، والتي تشمل الأعمال اليدوية والمنتجات الغذائية المنزلية وغيرها، وقد تمكنت هؤلاء النساء من تنظيم عدد من المعارض منذ اندلاع النزاع، حيث شاركت فيها العديد من النازحات اللواتي استفدن كثيراً من هذه التجارب.