أكثر من 70 قتيلاً في قصف مدرسة تؤوي نازحين

قُتل وأصيب العشرات من المدنيين في غزة، إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تأوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة شمال القطاع.

غزة ـ ضمن سلسلة طويلة من الاستهدافات المتكررة، لا تزال القوات الإسرائيلية مستمرة باستهداف النازحين الفارين من القصف في ملاجئ الإيواء، والتي تضم آلاف العائلات النازحة التي لم تجد سوى المدارس والخيام مأوى لها.

ارتفع عدد الضحايا في قطاع غزة صباح اليوم الاثنين 26 أيار/مايو، إلى أكثر من 70 قتيلاً إثر قصف عنيف استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ تجدد الحرب في آذار/مارس الماضي، وأسفر القصف عن سقوط عشرات المصابين، بعضهم في حالات حرجة، في حين لا تزال فرق الدفاع المدني تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض وسط ظروف بالغة الصعوبة.

واستهدف القصف الطوابق السفلية من مبنى المدرسة، حيث كانت تتكدّس العائلات في غرف ضيقة بحثاً عن مأوى آمن بعد تهجيرهم من مناطق سابقة، ولم يسبق الضربة الجوية أي إنذار أو تحذير، ما فاقم عدد الضحايا بشكل كبير.

وأدى القصف إلى اندلاع حريق واسع داخل المدرسة، وامتدت ألسنة اللهب إلى خيام النازحين التي تحيط بالمبنى، مسببة دماراً واسعاً في محيط مركز الإيواء وزيادة في عدد الضحايا، المشهد في موقع الاستهداف كان صادماً حيث وُجدت جثث متفحمة بالكامل وأشلاء متناثرة بين الأنقاض، مما صعّب من عمليات التعرّف على هوية الضحايا.

 

استهداف مراكز الإيواء التي تضم آلاف العائلات النازحة

وباتت المنظومة الصحية في غزة عاجزة تماماً عن الاستجابة لحجم الكارثة، في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وانهيار قدرة المستشفيات على استقبال مزيد من المصابين، في الوقت التي تواجه فيه فرق الإسعاف صعوبات جمّة في نقل الجرحى بسبب تضرر الطرق ونقص الوقود.

وتأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة طويلة من الاستهدافات المتكررة لمراكز الإيواء والمرافق المدنية، والتي تضم آلاف العائلات النازحة التي لم تجد سوى المدارس والخيام مأوى في ظل استمرار الحرب وتضييق خيارات النجاة.

وأظهرت الصور الواردة من موقع القصف مشهداً مروعاً للدمار حيث تحوّلت المدرسة إلى كومة من الركام، في حين تواصل فرق الإنقاذ انتشال الجثث من بين الأنقاض في سباق مع الزمن، العدد الحقيقي للضحايا لا يزال مرشحاً للارتفاع مع استمرار عمليات البحث وسط انقطاع في الاتصالات وصعوبة الوصول إلى الموقع من قبل وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية.

وفي ظل هذه الظروف، تتواصل الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وحماية مراكز الإيواء من الاستهداف المتكرر الذي حوّل أماكن اللجوء إلى مقابر جماعية.