هيفي سليمان أحد رموز النضال من أجل الحقوق النسوية والمدنية
حملت هيفي سليمان منسقية مؤتمر ستار بمدينة قامشلو قضايا النساء حتى في أوقات ألمها ورحلت بعد مسيرة نضال طويلة.
 
					سيرين محمد
حلب ـ رحلت هيفي سليمان منسقية مؤتمر ستار بمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا قبل أن تحقق حلمها بالعودة إلى قريتها موباتو التابعة لمدينة عفرين المحتلة، بعد أن غيبها الموت يوم الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر.
تصف نساء إقليم شمال وشرق سوريا هيفي سليمان بشهيدة النضال المتواصل الذي لم يُكسر أو يُزعزع طوال 30 عام، عند وفاتها كانت قد أكملت الـ 62 عام، تاركة إرثها النسوي.
هيفي سليمان من أوائل المُدرسين بمدينة حلب السورية الذين درّسوا اللغة الكُردية خلال عامي 2010 و2011، بالإضافة إلى مشاركتها في تأسيس مؤسسة اللغة الكردية SZK، وشغلت عدة مناصب في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وباعتبارها من الكرد العلويين شغلت منصب عضوة مجلس العلويين بمدينة عفرين، وكانت من المُشاركات في تأسيس مجلس المرأة السورية، بالإضافة إلى أنها عضوة في المجلس التأسيسي للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا، وعضوة في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وشاركت بشكل مباشر في لجنة الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، كما شاركت بتأسيس بيت الشعب، وبعضوية مجلس عوائل الشهداء.
وساهمت أيضاً في تعليم اللغة الكردية للأطفال وغرس الروح الوطنية فيهم، بالإضافة إلى كونها نموذجاً يُحتذى به في النضال والثقافة والبحث والعلم، ولها مشاركات واسعة في الساحة الثقافية والسياسية والنضالية وعلى وجه الخصوص في مجال تمكين المرأة ودعمها، ولطالما أحبّتْ أن تُنظّمَ النساء العلويات أنفسهنَ لأنها من اللاتي كرسّنَ حياتهنَ من أجل ألّا تبقى امرأة في العالم خاضعة أو مُضطهدة، وكما ذكر بيان مؤتمر ستار أن هيفي سليمان ستُخلّد "كـ شهيدة مؤتمر ستار".
أثرها واضح في الحياة
ريحان علو منسقية مؤتمر ستار بحلب عملت مع هيفي سليمان 7 سنوات في مقاطعة الشهباء قبل احتلالها، قالت أن الفقيدة ساهمت بشكل كبير في حرية المرأة والمجتمع خصوصاً في منطقة عفرين والشهباء، وأنها سارت على خطى وفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وتأثرت شخصيتها وفكرها به وساهمت بأن تشارك الآخرين ذلك وتدربهم عليه.
وبينت أن الفقيدة انضمت للعمل التنظيمي في فترة التسعينيات "في تلك السنوات التقت بالقائد عبد الله أوجلان عدة مرات وتلقت تدريبات عديدة على يده، وعائلتها متمسكة بقضيتها الكردية وقدموا الكثير من الشهداء في سبيل تحرير الوطن والدفاع عن القضية".
قدرتها على التنسيق والتنظيم
كان لهيفي سليمان أثر واضح في مجال حرية المرأة ودعمها للمشاركة في الحياة السياسية، كانت على دراية تامة حول كيفية التنسيق بين عملها وحياتها كأم لـ 7 أولاد، وهي من ضمن أمهات السلام في ثورة روج آفا "عندما هاجم المحتل التركي عفرين كانت في الصفوف الأولى بنضالها وكفاحها وينطبق ذات الأمر في مقاطعة الشهباء، فبعد نزوحها من عفرين على الشهباء اُنتخبت لتصبح منسقية مؤتمر ستار لإقليم شمال شرقي سوريا، وفي أصعب الأوقات والظروف حرصت على مساندة الأهالي ودعوتهم للصمود والمقاومة. لهيفي أثرٌ واضح وصوتٌ عالي في وجه كل الأفعال والاضطهاد الذي يطال النساء ويقمع حريتهنَ، وكانت تدريباتها غنية وعميقة وتحدث أثراً واضحاً بشخصيتها وأسلوبها المرح، وعُرفت هيفي بابتسامتها وروحها المرحة والنشيطة، وكانت عاشقة للمرأة والحياة والحرية والطبيعة وتزرع في كل مكان تذهب إليه الورود، أحبت عملها وأتقنه على أتم وجه، وساعدت النساء ودربتهنَ على التنظيم والإدارة والنضال للوصول على حريتهن المنتظرة".
وبرغم إصابتها بالسرطان بقيت معنوياتها عالية ولم يستطع المرض أن يكسر إرادتها القوية، كما تقول ريحان علو أنه "طوال الوقت تقول لي سوف اُشفى من هذا المرض وسأعود أفضل من قبل وسأستمر بنضالي حتى أخر نفس لدي. كانت أمنيتها أن تحرر كردستان خاصة مدينة عفرين، وأن يتحرر القائد عبد الله أوجلان وتراه، وأن تصل كل امرأة إلى حريتها".
أقيمت مراسيم عزاء لهيفي سليمان في ساحة الشهداء، وشاركت فيها كافة المؤسسات والأحزاب السياسية والمدنية والنسوية وأهالي حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
