رغم القيود الاجتماعية فرقة نسائية تتجاوز رسالتها حدود الرقص

تسعى فرقة ""Djib Fire Dance إلى إيصال رسالة تتجاوز حدود الرقص لتصل إلى تمكين المرأة وإثبات قدرتها على تحقيق الأحلام رغم القيود الاجتماعية، فالفن والثقافة يمكن أن يلعبا دوراً هاماً في تمكين المرأة وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع.

زينب هداجي

جيبوتي ـ بالرغم من التحديات التي واجهت فرقة "Djib Fire Dance" النسائية للرقص في جيبوتي التي تأسست في عام 2020 على يد امرأة، إلا أنها حققت العديد من الإنجازات والمشاركات الدولية.

وفاء محمد أحمد خبيرة محاسبة في شركة خاصة، تحدثت عن شغفها بالرقص منذ الصغر. الشغف الذي دفعها إلى مشاركة حبها للرقص مع نساء أخريات في جيبوتي رغم التحديات التي واجهتها. فلم يكن الرقص يُعتبر نشاطاً مناسباً للنساء في المجتمع المحافظ، ومع ذلك، استمرت وفاء أحمد في متابعة حلمها، مؤمنةً بأهمية الفن والثقافة كوسيلة للتعبير عن الذات والتمكين، تقول "في البداية، عندما أسست الفرقة لم يكن معي إلا راقصين ذكور. وكان ذلك تحدياً بالنسبة لي لأفرض احترامي وأكون قائدة الفرقة".

وأوضحت أنه منذ البداية واجهت فرقة Djib Fire Dance عدة تحديات صعبة. المجتمع الجيبوتي المحافظ لم يتقبل فكرة النساء اللاتي تمارسن الرقص بشكل محترف، هذا الرفض الاجتماعي لم يكن فقط على مستوى الأفراد، بل شمل أيضاً العائلات، حيث لم تحظ بعض الراقصات بالدعم الكافي من أسرهن، مما تسبب لهن في صعوبات نفسية واجتماعية، بالرغم من الإجراءات التي توفرها الدولة لتمكين النساء والفتيات إلا أن المجتمع لا يستجيب.

وبينت أن الفرقة أيضاً تعرضت للتنمر على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض المتعصبين أطلقوا انتقادات لاذعة واتهامات أخلاقية، معتبرين أن الرقص نشاط غير لائق للنساء بل وحتى مُحرم. هذا الوصم الأخلاقي لم يقتصر على التنمر فقط، بل واجهت الفرقة معارضة شرسة من بعض المتشددين الدينيين الذين يدعون بأن الرقص يلهي الشباب عن العبادات.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك تحديات لوجستية، مثل نقص الإمكانيات اللازمة للتدريب من قاعات مناسبة وأزياء للرقص، خاصة وأنه لا يوجد مدارس أو مؤسسات احترافية لتعليم الرقص في جيبوتي. هذه الصعوبات لم تثنِ أعضاء الفرقة عن متابعة مسيرتهم، بل زادتهم إصراراً على تحقيق أهدافهم، كما أوضحت.

رغم كل الصعوبات، استطاعت فرقة Djib Fire Dance أن تحقق نجاحاً لافتاً، حيث شاركت في العديد من الفعاليات والمهرجانات المحلية والدولية، ونالت إعجاب الجمهور لعروضها الفنية المميزة التي تقدم صورة مضيئة عن جيبوتي، ومن أبرز مشاركات الفرقة كانت في الألعاب الفرانكفونية في كينشاسا، جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2023، حيث أبهرت الجمهور بعروضها المبدعة. كما شاركت الفرقة في يوم الألعاب الأولمبية في جيبوتي، بالإضافة إلى العديد من المناسبات المحلية والوطنية الأخرى، بحسب ما قالته وفاء أحمد.

 

 

وأكدت عضوة الفرقة ياسمين طاهر أن الفرقة استطاعت بناء قاعدة جماهيرية واسعة، وأصبحت مصدر إلهام للعديد من الفتيات والنساء في جيبوتي من خلال عروضها، التي أكدت على قدرة النساء على الإبداع والتعبير عن أنفسهن من خلال الفن، مُعززةً بذلك روح التحدي والمثابرة "التعليقات الإيجابية تمنحني طاقة لاستمر في ممارسة شغفي لكن الانتقاد الجارح لا يزيدني إلا إصراراً على النجاح".

وأوضحت أن رسالة فرقة Djib Fire Dance رسالة تتجاوز حدود الرقص لتصل إلى تمكين المرأة وإثبات قدرتها على تحقيق الأحلام رغم القيود الاجتماعية. الفرقة تسعى لإلهام الفتيات الصغيرات في جيبوتي لمتابعة طموحاتهن بدون تردد أو خوف. من خلال دمج الرقصات الأفريقية التقليدية مع بعض الرقصات الهندية، والتي تعكس التنوع الثقافي وتبرز التراث الجيبوتي الغني. حيث يعيش في جيبوتي أعراق عدة وذلك ينعكس من خلال نوعية الرقصات التي تقدمها الفرقة.

ونوهت إلى أن قصة فرقة Djib Fire Dance هي شهادة حية على قوة الإرادة والمثابرة. وفاء محمد أحمد وياسمين طاهر وزميلاتهن أثبتن أنهن قادرات على تحقيق أي شيء ترغبن فيه. الفن والثقافة يمكن أن يلعبا دوراً هاماً في تمكين المرأة وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع "نأمل أن تستمر هذه الفرقة في إلهام الأجيال القادمة وتحقيق المزيد من النجاحات".