مستورة أردلان... ساعدت في تطوير الثقافة والأدبين الكردي والفارسي

مستورة أردلان شاعرة لم تتردد في التعبير عن مشاعرها فبعد أن ألمت بالشعر استطاعت أن تجد لنفسها موطئ قدم بين شعراء اللغة الفارسية في تلك الفترة.

هوجين شيخي

سنه ـ كسرت مستورة أردلان التقاليد البالية وأخذت القلم عندما كانت المرأة في أسوأ حالاتها بمجتمع تقليدي، وخطت خطوات مهمة في مجالات الشعر وكتابة التاريخ والتصوف والخط.

الشاعرة ماه‌ شرف خانم تُلقب بمستورة بنت مالك نيسا خانم، ويعتقد الكثير من الباحثين والشعراء أنها كتبت 20 ألف بيت شعر، ولكن لم يتوفر منها الآن سوى ألفي بيت واختفى الباقي، وكانت إضافةً لكتابتها الشعر مؤرخة ومتصوفة وخطاطة كسرت محرمات المجتمع الأبوي في ذلك الوقت وتبنت قضية الدفاع عن حقوق المرأة.

ولدت في قرية عاقل عام 1805 في شرق كردستان وخلال فترة قصيرة استطاعت منافسة مشاهير شعراء عصرها وواكبت المؤرخين في مجال السجلات.

 

"شاعرة استطاعت أن تساعد في تطوير الثقافة والأدب"

قالت الكاتبة والباحثة سروة. س "إن التاريخ مليء بالنساء الكرديات المشهورات اللاتي كسرن النظام الأبوي بفنهن، ولكن لم يُقال عنهن سوى القليل جداً. ومستورة أردلان هي واحدة من النساء اللواتي لم يتم فعل الكثير بشأنهن، فعلى الرغم من أن القراءة والكتابة لم تكن من عادات الفتيات في زمنها، بل كانت محظورة، إلا أنها ذهبت إلى العلماء لتتعلم وتكتب. حتى القرن التاسع عشر، عندما ولدت مستورة، لم تتحدث أي امرأة عن عرقها أو جنسيتها ولم تطالب بحقوقها. وحزنت مستورة أردلان عندما رأت أن النساء من حولها لا يعرفن حقوقهن، وألفت كتاباً للدفاع عن حقوق المرأة ولتشجعهن على الوقوف في وجه الظلم، كما أنها استطاعت أن تساعد في تطوير الثقافة والأدب".

 

"من أوائل المؤرخات في إيران والعالم"

وأضافت "كانت مستورة أردلان من أوائل المؤرخات في إيران والعالم. بصرف النظر عن كونها مؤرخة، كانت شاعرة مشهورة، وتتمثل أهمية ما قدمته في أنها لم تقتصر على القراءة والكتابة، بل سعت بجدية إلى تعلم المعرفة الرسمية في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي كان من المحرمات. أهم ما يميز مستورة هو أن قصائد الحب موجهة إلى عاشق إنسان وليس الإله كما في الصوفية، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لمجتمع ذلك الوقت ونوع من كسر التقاليد. جانب آخر من أهمية مستورة وتميزها بين نساء ذلك الوقت هو فهمها الدقيق للقضايا السياسية".

 

"في كردستان الكاتبات غير معروفات"

ولفتت إلى أن جميع الكاتبات تعانين من التهميش في كردستان "ربما لا يكون عدد الكاتبات كبيراً مثل عدد الكتاب الذكور، وحضور المرأة في الفن والأدب في القرون الماضية قد لا يقارن بالرجال من حيث الكمية، لكنه حضور عالي الجودة وهناك أسماء ثقيلة في الفن والأدب، لقد قالوا إنه لا يمكن لأحد أن يخفي قوته، ولكن في مقاطعة سنه، كاتباتنا غريبات. تم نحت تمثال للشاعرة مستورة أردلان في مدينة سنه، لكن زواره لا يتعدون المئة كل عام، ولم يتبقى سوى القليل من الذكريات عنها".

واعتبرت أن "تاريخ المرأة الكردية مليء بالإنجازات، إلا أنه لم يكن لها سلطة سياسية"، وأنه "لم يتم تأريخ إنجازات النساء أمثال مستورة أردلان، خودادا خاتون، شجرة، خانزادى سوران، شاخاتوون، حفصة‌ خاني نقیب، قدم خیر خانم وعادلة خانم".

 

"كسرت المحرمات من خلال اللغة"

وترى بأن مستورة أردلان شاعرة لم تترد في التعبير عن مشاعرها ونقلت عبر قصائدها مشاعر الحب الأنثوية، وكانت ملمة بالشعر جداً وهكذا وجدت لنفسها موطئ قدم بين شعراء اللغة الفارسية في تلك الفترة "على الرغم من تعرضها لمظالم كثيرة، منها إجبارها على الزواج وهي في السابعة عشرة من عمرها، وابتزازها لكتابتها الشعر حتى أنه تم اعتقال أقارب لها وأجبرت على دفع غرامة مالية".

وتوفيت مستورة أردلان عام 1848 عن عمر ناهز الـ 44 عاماً ودُفنت في المقبرة العامة لمدينة السليمانية الواقعة في إقليم كردستان.