تغييرات في المواقف الدولية تجاه سوريا تثير قلق نسوي

المجتمع الدولي يغير موقفه تجاه أحمد الشرع "الجولاني" والنساء تتخوفن من بقاء إدارة هيئة تحرير الشام على ذهنيتها التي تهدد حرية المجتمع السوري والتنوع الثقافي والديني.

نور الأحمد

الرقة ـ اعتبرت السياسية في حزب الاتحاد الديمقراطي فاطمة محمد، أن إدارة جهاديو هيئة تحرير الشام تتصنع الود والديمقراطية، لتتمكن من توطيد علاقاتها الخارجية، ولكن تتناقض أفعالها مع أقوالها مما يثير قلق المجتمع السوري من أن تدار سوريا بذهنيتها الراديكالية.

شهدت السياسة الإقليمية مؤخراً العديد من التغيرات وأبرزها رفع العقوبات عن سوريا، والذي لاق ترحيباً في الأوساط السورية، ولكن السؤال المطروح هو مقابل ماذا أقدمت أمريكا على رفع العقوبات، والتقى ترامب بالرئيس السوري غير المنتخب أحمد الشرع "الجولاني"؟

جرت تلك الخطوات مع العلم أن جهاديي هيئة تحرير الشام كانت مدرجة على قوائم الإرهاب لدى الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الأمم المتحدة، وكانت قد عرضت الولايات المتحدة الأمريكية 10 مليون دولار لمن يقدم معلومات عن زعيم الهيئة "الجولاني"، ولكن بعد إسقاط النظام تغير موقف الولايات المتحدة الامريكية اتجاه جهاديي هيئة تحرير الشام وزعيمهم.

تعلق الإدارية بمكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بإقليم شمال وشرق سوريا فاطمة محمد على ذلك بالقول أن هذه الخطوات من الولايات المتحدة الأمريكية ليست مجانية بل هنالك مصالح سياسية وراء ذلك، ولعل دفع الشرع "الجولاني" للاتفاق مع إسرائيل لتوقيع الاتفاق الابراهيمي في سوريا، أحد شروط رفع العقوبات، وتغيير موقفه تجاه هيئة تحرير الشام.

واعتبرت أن قرار رفع العقوبات "خطوة إيجابية من شأنها أن تغير من الواقع السوري اقتصادياً، خاصة بعد تداعيات الأزمة السورية وتأثر البنية التحتية، ينبغي بعد رفع العقوبات المباشرة باستثمار المشاريع البنيوية والصناعية والتجارية، للنهوض اقتصادياً"، مستدركةً بالقول أن "قرار رفع العقوبات كان اعتراف غير معلن بالجولاني".

 

"الاعتراف دون التغيير من ذهنيتها يهدد سلام مكونات سوريا وطوائفها"

وأضافت أن رفع العقوبات خطوة تأتي بتوقيت حساس "اليوم يعطون الشرعية لهم ويستضيفونهم على الرغم من المجازر التي تم ارتكابها في الساحل السوري والخطاب الطائفي تجاه الطائفة الدرزية، هذا الاعتراف دون التغيير من ذهنيتها يهدد سلام مكونات سوريا وطوائفها".

واعتبرت أن "الحكومة الجديدة تتصنع الود والديمقراطية، لتتمكن من توطيد علاقاته الخارجية، ولكن تتناقض أفعالها مع أقوالها فقد راينا ما حدث مؤخراً من رفض العديد من المدن السورية لحكم الجولاني للبلاد عبر وقفات احتجاجية منددة بالمجازر والعنصرية والخطاب الطائفي بحق مكونات وطوائف الشعب السوري، ولينجح الجولاني في إدارة البلاد عليه تطبيق نظام وحكم عادل يحتوي كافة مكونات الشعب السوري".

 

مطالب بتطبيق الفيدرالية واللامركزية في سوريا

وترى فاطمة محمد أن "تطبيق نظام الفيدرالية واللامركزية في إدارة البلاد سيزيل هذه المخاوف، لأن بذلك تُضمن حقوق كافة المكونات، وكذلك وحدة الأراضي السورية". مضيفةً "كنساء سوريات من مختلف المكونات والأطياف والأديان لا تناسبنا عقلية الحكومة الحالية وذهنيتها الراديكالية تجاه المرأة من تهميش وإقصاء لدورها، لأنها لا تحترم حرية وديانة أي مكون أخر، ورأينا موقف السوريات عبر الاحتجاجات والمظاهرات الرافضة لتقليص دورهن ومشاركتها في قيادة بلادها وتمثيلها في البرلمان وضمان حقوقها".

 

تجربة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا نموذجاً مثالياً لسوريا المستقبل

كما شددت فاطمة محمد على أهمية نقل تجربة المرأة في الإدارة الذاتية بإقليم شمال وشرق سوريا لسورية "تمكنت المرأة في إقليم شمال شورق سوريا وعبر تجربة الإدارة الذاتية من نيل حقوقها في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتساوي مع الرجل بالحقوق، لذا نتطلع أن نجعل من هذه التجربة نموذجاً لسوريا المستقبل".