"قادرة" مشروع تدريبي نسائي لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة في ليبيا

تواجه المرأة الليبية في الحياة السياسية عدة تحديات، وعلى ذلك تم إطلاق مشروع "قادرة" في مدينة بنغازي لتعزيز دور المرأة ومشاركتها في توثيق دعائم العملية الانتخابية والسياسية في ليبيا.

هندية العشيبي

بنغازي ـ لايزال تمثيل المرأة في المشهد السياسي الليبي ضعيف رغم محاولات إشراكها عن طريق منحها بعض المناصب في الحكومات التي تشكلت بعد الثورة أو من خلال مشاركاتها في العمليات الانتخابية السابقة أو المقبلة كمرشحة أو منتخبة.

المرأة في ليبيا أصبحت موجودة في الهيئات السياسية والمجالس التشريعية لكن بنسبة متدنية مقارنة بالتضحيات التي قدمتها والمستوى الثقافي، فحضور المرأة في الحياة السياسية لم يتجاوز إلى حد اليوم 16 في المئة.

لهذا تعمل مؤسسات المجتمع المدني على إطلاق المشروعات التدريبية والورش والندوات التي تهدف لتعزيز دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في توثيق دعائم العملية الانتخابية والسياسية في ليبيا، والرفع من ثقافة المرأة ووعيها بحقوقها، والعمل على إنشاء قوة ضاغطة تؤثر على صناع القرار لدعم مكانة المرأة ومشاركتها، من خلال التشبيك مع منظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية وبناء الشراكات معها.

منظمة مراس للتنمية السياسية في بنغازي، منظمة غير ربحية تعمل على حث النساء للمشاركة في العملية السياسية في ليبيا، من خلال تنظيم عدة ورشات تهدف بشكل مباشر لرفع مستوى المعرفة والوعي لدى المرأة الليبية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.

حيث أطلقت مشروع قادرة في مدينة بنغازي، بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني بمختلف المدن الليبية، للمساهمة في تعزيز ثقة العامة في أداء المرأة كشريكة في صنع القرار السياسي، وتواصل المنظمة في تنظيم البرامج التدريبة المتعلقة بالمرأة الليبية ضمن مشروع قادرة الذي تشرف عليه عدد من المنظمات الدولية من بينها الاتحاد الأوروبي في ليبيا.

فقد شارك في التدريب الثاني من المشروع تحت عنوان "المشاركة في صنع السياسات العامة"، حوالي 30 امرأة من جميع المدن الليبية، من خلال ورشة عمل تدريبية أطلقت عبر تطبيق زووم شاركت فيها العديد من النساء من المدن الغربية، والجنوبية، والشرقية للبلاد.

وتضمنت الورشة الإلكترونية التي تواصلت لأكثر من 4 ساعات، عدة محاور منها ترشح النساء للانتخابات، وآلية تحضير الحملات الانتخابية للمترشحات والرسالة والهدف من هذه الحملة، بالإضافة لخطة الحملة، وذلك بهدف الرفع من قدراتهن وإكسابهن العديد من المعارف والمهارات التي تعزز فرصهن في المشاركة السياسية سواء على المستوى البرلماني أو على مستوى المجالس البلدية.

 

تدريبات نسائية مكثفة

وعن هذه الورشة قالت رئيس منظمة مراس للتنمية السياسية بسمة الورفلي إنه "بعد نجاح التدريب الأول من الورشة والذي تناول المشاركة النسائية في الانتخابات داخل مدينة بنغازي، أطلقت منظمة مراس مجموعة من الورش الإلكترونية التي استهدفت عدد من النساء والناشطات من مدن الجنوب والغرب الليبي، للاستفادة من هذا المشروع الذي يهدف بالدرجة الأولى لتعزيز ثقافة المرأة سياسياً وحثها للمشاركة في العملية الانتخابية".

وأوضحت أن "منظمة مراس ستنظم الفترة المقبلة وضمن مشروع قادرة، ورشات عمل متعلقة بعمل مديرات المراكز الانتخابية والمراقبات على العملية الانتخابية والمراقبات الإعلاميات، بهدف توعية النساء بأهمية العمل السياسي، وأهمية مشاركة المرأة بشكل فعلي في هذه العمليات، للخروج بحلول عملية لمعالجة المشكلات التي واجهت هؤلاء النساء خلال عملهن الفترة المقبلة ضمن مشاركتهن في العملية الانتخابية السابقة البرلمانية والرئاسية وحتى البلدية".

وحول مشاركة المرأة في العمليات الانتخابية قالت بسمة الورفلي أن "مشاركة المرأة كانت متفاوتة خلال السنوات الماضية"، واصفةً هذه المشاركات بالمستقرة خاصةً في الظروف الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية الصعبة التي تشهدها البلاد هذه الفترة.

 

 

المجتمع المدني والمرأة

وأكدت بسمة الورفلي على دور المجتمع المدني في توعية المجتمع تجاه مختلف قضايا المرأة "دور المجتمع المدني بجميع مؤسساته ومنظماته، مهم في توعية ومراقبة العمليات الانتخابية ونشر الوعي اللازم بهذه العمليات، والتي تتضمن مراحل مختلفة منها التسجيل، واستلام البطاقات، والمشاركة في التصويت وغيرها".

وأشارت إلى أن "دور مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالنساء هو توعية المجتمع وإبراز قدرات المرشحات في العملية الانتخابية، حتى تتم العملية الانتخابية بشكل شفاف ونزيه واختيار العناصر النسائية الكفؤة والجيدة".

 

أراء حول مشروع قادرة

قالت الهام القطراني وهي إحدى الناشطات السياسيات في مدينة بنغازي أن "مشروع قادرة مختلف عن الأنشطة المعنية بالمرأة، فهو يحث الليبيات على المشاركة الفعلية في العمل السياسي، من خلال خطوات عملية تتدرب عليها النساء الراغبات بالمشاركة".

وأضافت أن "المشروع عزز من قدرة المشاركات على آلية الظهور على المنصات الإعلامية المختلفة سواء كانت محلية أو دولية، وآلية تناول الموضوعات وشرحهن لبرامجهن الانتخابية، لنيل ثقة المواطنين وإظهار قدرة النساء على القيادة واستلام المناصب".

 

 

فيما قالت ابتسام بحيح عضو هيئة تدريس بكلية الحقوق بجامعة بنغازي، وعضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور أن "المرأة في الحياة السياسية تواجه عدة تحديات أمنية وسياسية وأخرى مجتمعية، من خلال تكرار الصورة النمطية للمرأة في المجتمع الليبي، والتي لعبت دوراً كبيراً في وضع المرأة في إطار معين يحد من مشاركتها السياسية، وقدرتها على إدارة المناصب القيادية والسياسية بالبلاد".

وبحسب هيئة المرأة بالأمم المتحدة فقد سجلت المنطقة العربية أقل مشاركة للمرأة في الحياة السياسية على مستوى العالم، وتحتل المرتبة الأدنى في المشاركة السياسية في مؤشر الفجوة بين الجنسين بمعدل 15.2% فقط، حيث تعد المنطقة متخلفة عن المعدل العالمي البالغ 22.1% من النساء الممثلات في البرلمان.